جاء ذلك خلال الحوار الذي اجرته مع سماحته مراسلة شبكة CBS الامريكية صباح الاحد 16/7/2006 في مكتبه الخاص ببغداد .
وفيما يلي نص اللقاء ..
المراسلة / كيف تنظرون الى مايحصل الآن في لبنان ؟
السيد الحكيم /هناك عدوان حقيقي أسرائيلي على لبنان ، وهذا أمر غير مقبول ويجب أن تبذل كل المساعي لوقف هذا العدوان وهذا الضرب غير المبرر للبنى التحتية وعمليات قتل المدنيين ونحن بطبيعة الحال مع لبنان وأبناءه .
المراسله /هل تساندون حزب الله ؟
السيد الحكيم /نحن نساند الشعب اللبناني وهو شعب عربي ومسلم ويجب أن نقف الى جانبه .
المراسلة /مالذي تعتقدونه من حصيلة للنزاع الذي يجري الآن بين اسرائيل ولبنان ،وكيف يؤثر على الوضع في العراق ؟
السيد الحكيم /قطعا ستكون له انعكاسات سلبية على أوضاع المنطقة بشكل عام وأوضاع العراق بشكل خاص باعتبار ان العراق يعيش حالة عنف غير طبيعية وقد تستغل المجموعات الارهابية هذه الاجواء للقيام بعملياتها .
المراسلة /كيف برأيكم ستستغل المجموعات الارهابية هذا الوضع ؟
السيد الحكيم / باعتبار ان ضرب لبنان وقتل الابرياء ووقوف امريكا الداعم لاسرائيل في هذه القضية وفي القضايا الاخرى ، قطعا سوف يؤدي الى تصاعد شعور بالغضب بين أوساط ابناء المنطقة وابناء العراق وكذلك فأن هناك المجموعات الارهابية التي تسعى الى الاصطياد في الماء العكر .
المراسلة /هل تتوقعون نتيجة لذلك أن نشهد هجمات ارهابية متزايدة في العراق ؟
السيد الحكيم /نعم ، وهذا الاحتمال اليوم اقوى من الامس .
المراسلة /هل تعتقدون أن ما حصل في لبنان سيكون مناسبة للشيعة والسنة لان يتحدوا ضد العدو المشترك (اسرائيل ) ؟
السيد الحكيم /أعتقد أن هذه من القضايا التي توحد عموم العرب والمسلمين ، اما مسالة العلاقة بين السنة والشيعة فهي علاقة جيدة وتوجد هناك كما هو معروف علاقة حميمية وعلاقة تصاهر وشركة ولم يحصل أي تصادم اجتماعي بين أبناء الشعب العراقي وبالتالي لايحتاج أبناء شعبنا لمثل هذه القضية لكي يتوحدوا فهم موحدون في القضايا المصيرية والمشتركة وبالخصوص القضايا المتعلقة بالامة العربية والاسلامية .
المراسلة / أذن كيف تفسرون العنف الموجود حاليا والذي زاد في الفترة القريبة الماضية بين السنة والشيعة ؟
السيد الحكيم / بالحقيقة العدو هو المجموعات الارهابية وهذه عدوة للسنة والشيعة والكرد والتركمان والعرب وهذا هو التحدي الذي يعيشه العراق ، وهذه المجاميع تسعى منذ سقوط النظام الى أيجاد فرقة وفتنة طائفية ، ولكننا تمكنا من خلال الصمود والصبر والحكمة أن نتعامل مع هذا الموضوع بكل دقة والحمد لله لم يحصل لحد الآن حالة من التصادم الاجتماعي ويجب أن نستمر بهذا الطريق ونفوت الفرصة على هذه المجموعات الارهابية ولانسمح لها بايقاع مثل هذه الحرب .
المراسلة / ألا تعتقدون أن تصاعد الامر في لبنان يجعل الوضع هنا في العراق اسوأ ؟
السيد الحكيم / نعم .
المراسلة /هل يمكنكم ان تفعلوا أي شيء لايقاف التدهور في الوضع العراقي ؟
السيد الحكيم / من المفروض أن نسعى لحفظ استقرار العراق وهذا ما نسعى دائما لتحقيقه .
المراسلة /هل لديكم الثقة في امكانية الحكومة من تحقيق ذلك ؟
السيد الحكيم / هي تسعى ونحن نقف الى جانبها وكذلك كل القوى السياسية العراقية تقف الى جانب الحكومة .
المراسلة / بعد أن أكدت الحكومة أن المليشيات هي احدى المشاكل ، مالذي يمكنكم عمله لعلاج موضوع المليشيات ؟
السيد الحكيم / يجب ان تكون هناك دراسة حقيقية وواقعية لموضوع المليشيات ومن ثم اتخاذ الموقف منها ، نحن نعتقد أن المليشيات تنقسم الى أربعة اقسام ...
الاول ..ما يصطلح عليها بالمليشيات وهي قوى وطنية مخلصة حاربت النظام الصدامي لفترة طويلة من الزمن ، وهذه تم اصدار قانون خاص بشأنها وهو ما اصطلح عليه (بقانون دمج المليشيات ) .
الثاني ..مليشيات صنعتها القوات الامريكية لمعالجة أوضاع تتناسب مع تلك المرحلة وهي قوات حماية المنشآت .
الثالث.. مليشيات أوجدها الناس وهي تنتمي لمختلف التيارات من أجل ضمان مصالحهم واطمئنانهم على مصالحهم .
الرابع .. مليشيات ارهابية وهذه تسعى للاطاحة بالحكومة وقتل العراقيين بقيامهم بعمليات اجرامية.
وهذه الانواع الاربعة من المليشيات يجب التعامل مع كل نوع بطريقة مناسبة .
المراسلة / عندما تسمع الناس يقولون ان العراق على حافة الحرب الاهلية ..كيف تجيبون على مثل ذلك؟
السيد الحكيم /هناك حالة من التحدي ، ولكنني لاأعتقد لحد الآن أن الامور وصلت الى حد الحرب الاهلية بالرغم من وجود حالات ارهابية وحالات خطف وتهجير ،ولكن الحكومة لازالت متمكنة وقوية ويوجد لها اسناد شعبي كبير ، ملايين الاشخاص الذين خرجوا في الانتخابات يسندون هذه الحكومة ويقفون الى جانبها ، وعليه هذا التحدي يجب أن نواجهه بكل شجاعة وكل ثقة من أجل انقاذ العراق مما يراد له من قبل هذه المجاميع الارهابية .
المراسلة / متى تعتقدون وجوب مغادرة القوات الامريكية ؟
السيد الحكيم / الشعب العراقي كما تعرفون هو مثل بقية شعوب العالم لايرغب ببقاء القوات الاجنبية على أراضيه ، أنا باعتقادي لو حصل تغيير في سياسة التعامل التي تتبعها القوات المتعددة الجنسية وتم الاسراع في تشكيل البنى التحتية الامنية والعسكرية العراقية ،عندها ستكون الامور مهياة للخروج السريع للقوات الاجنبية من العراق .
المراسلة /هل ان القوات الامريكية تتواجد للمساعدة في تدريب القوات الامنية العراقية ؟
السيد الحكيم /هي قطعا تقوم بهذا الشيء ولكن اعتمادها سياسات خاطئة يسبب مشاكل للعراقيين ونتمنى أن يكون هناك تعديل لهذه السياسات حتى يمكن أن يتولى العراقيون مسؤولياتهم بشكل مناسب .
المراسلة /في ضوء الجرائم التي ارتكبت مؤخرا من قبل الجنود الامريكيين ، اقترح رئيس الوزراء محاكمة هؤلاء الجنود من قبل المحاكم العراقية ..ماهو رأيكم في ذلك؟
السيد الحكيم / هذا شيء جيد ، اذا كان بالامكان وحسب القرارات الدولية ونحن نحترم قرارات مجلس الامن ومن الطبيعي اذا لم يكن هناك مانع ان يتم محاكمة كل متهم بجرائم في البلد الذي ارتكبت به الجريمة .
المراسلة/ بالعودة الى مايحصل في لبنان ، هل لديكم قلق من اتساع الصراع ليشمل سوريا وربما ايران ؟
السيد الحكيم / نعم ، قد تكون الاخبار مقلقة ، اذا توسعت الاعمال العدوانية ألاسرئيلية عندها سينفتح الباب على مصراعيه ومن الممكن ان تجر المنطقة الى حرب اخرى وهذه احدى المسائل المقلقة ، ورغم أن هذا الاحتمال ضعيف ولكنه مطروح .
المراسلة / هل تعتقدون ان الناس من الممكن يذهبون من العراق الى لبنان للاشتراك في الحرب ؟
السيد الحكيم / أستبعد مثل هذا الشيء .
المراسلة / ماذا تقول للعراقيين حول الخوف الذي يعيشونه وجهود الحكومة في انهاء المحنة عنهم ؟
السيد الحكيم / أقول لهم أنه من خلال صمودهم وصبرهم وشجاعتهم تمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة وتمكنوا من طي عشر خطوات في طريق الحرية وآخرها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وأن الشعب العراقي اليوم أفضل من أي وقت مضى والمبادرة بيده ويوجد احترام لارادته وان عليهم الصبر والصمود والالتفاف حول الحكومة لكي نتقدم الى الامام من أجل بناء المجتمع العراقي البناء الديمقراطي والاتكاء على الحرية .
المراسلة / هل من شيء تريد طرحه على الجمهور لم نتطرق له في هذا اللقاء ؟
السيد الحكيم / أن العراقيين تقدموا كثيرا في طريق الحرية وفي طريق تحقيق الديمقراطية وتمكنوا ان يصوتوا ويختاروا دستورا هو الارقى في المنطقة وهذا شيء عظيم ، وللاسف وسائل الاعلام لم تسلط الاضواء على مثل هذه المكاسب الكبرى التي تحققت وانما فقط تصور وتطرح قضايا الارهاب ، الشعب العراقي شعب صامد وصابر وسوف يستمر في هذا الطريق الذي ناضل كثيرا من اجل تحقيق الاهداف المقدسة له .
https://telegram.me/buratha