برعاية سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، اقام المكتب الخاص لسماحته صباح السبت 8/7/2006 مجلسا للعزاء على ارواح الشهداء الابرار الذين سقطوا نتيجة العمل الارهابي الغادر الذي استهدف احد الاسواق الشعبية في مدينة الصدر الباسلة الاسبوع الماضي . وقد افتتح الحفل الذي حظي باهتمام واسع من قبل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بقراءة اي من الذكر الكريم ، تلا ذلك قراءات شعرية لمجموعة من القصائد رسم فيها الشعراء ملامح المشهد العراقي الراهن .
ثم القى الاستاذ هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر كلمة بالمناسبة اكد فيها على أن الامل كان يحدونا في الاستجابة لمبادرة السيد رئيس الوزراء للمصالحة والحوار بروح ودية وايجابية لوقف نزيف الدم العراقي الا ان الارهابيين الصداميين والتكفيريين ابوا ذلك بل انهم استلموا الرسالة بشكل مخطوء حيث تصوروا انها نتاج ضعف الحكومة لذلك استهدفوا الابرياء من اتباع اهل البيت ( ع ) . كما اكد قائلا سوف نضرب هؤلاء الارهابيين بكل قوة وبيد من حديد من خلال القوات المسلحة متكلين على ابناء الشعب العراقي مشيرا الى ان اولئك الذين يفكرون بعودة عقارب الساعة الى الوراء عليهم أن ياخذوا هذه الفكرة معهم الى القبر.
ثم تحدث سماحة السيد الحكيم بحديث قيم فيما يلي نصه :
السلام عليكم ايها الاخوه الحضور واشكركم على حضوركم ومشاركتكم بهذه المراسم التي تقام بمناسبة مرور سبعة ايام على الجريمة التكفيرية التي نفذها الارهابيون في مدينة الصدر الباسلة ،وهي تضاف الى العديد من الجرائم ، ولحد اليوم هناك جرائم ترتكب في منطقة ديالى ومنطقة التاجي التي يسعى الارهابيون الى تحويلها الى يوسفية أخرى والى مثلث موت جديد بعد أن كان المثلث السابق في جنوب بغداد ، واليوم هؤلاء يعملون في هذه المناطق ويذبحون أتباع آل البيت ، اضافة الى العمليات الارهابية في سنجار وتلعفر ، كما ان التفجير الذي حصل في النجف الاشرف والذي استهدف مرقد الصحابي الجليل ميثم التمار في الكوفة وزوار العتبات المقدسة وكان استهدافهم هذه المرة هو مجموعة من الزوار الايرانيين يأتي ضمن نفس السياق ، هذه الجرائم المستمرة والتي نشاهدها في العراق كانت قد بدات منذ حوالي الثلاث سنوات في الجمعة الدامية والتي راح ضحيتها اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قده ) واستمرت لهذا اليوم بدون انقطاع والذي يقوم بها كما هو معروف لكل ابناء الشعب العراقي هم هؤلاء البعثيون الصداميون والمتحالفين معهم من المجموعات التكفيرية ، فالبعث حكم في العراق لاكثر من ثلاثين سنة وارتكب كل أشكال الجرائم في ظل الدولة والحكومة واليوم نرى فجائع النظام السابق ونرى ومع الاسف التعمد في قلة الحديث عنها كفاجعة حلبجة الى المقابر الجماعية الى الدجيل الى عمليات التهجير ، واذا تاملنا فعل النظام البائد مع مايحصل اليوم سنجد نفس الاساليب ، استمرار عمليات التهجير الى خارج العراق تهجير الكرد الى وسط وجنوب العراق واليوم نجد نفس الخط عمليات القتل والذبح واستعمال الادوات المختلفة والتفنن في قتل الناس وكل عراقي يعرف الكثير من ذلك ويعرف ان هؤلاء اعداء حقيقيين للشعب و اليوم أيضا الصداميون هم العدو الاول وغدا ايضاً ويجب ان يفهم الشعب هذه الحقيقة ، بالاضافة الى المجموعات التكفيرية التي تكفر كل من يخالفها في العقائد الدينية وتفتك بكل من يخالفهم وموقف هذه المجموعات واضح تجاه العراق والعراقيين وانهم تصدوا بكل مايستطيعون للعراقيين ويجب ان يكون ذلك واضح لنا ولابناء الشعب ، يسعى البعض الى خلط الاوراق ويصور كأن اتباع اهل البيت يرون ان السنة هم اعدائهم وان السنة يرون ان اتباع اهل البيت هم أعداءهم ، لكن هناك علاقة جيدة بين ابناء الشعب العراقي و احدى منن الله تبارك وتعالى على المجتمع العراقي ان جعله مجتمع غير متصادم على الرغم من الظروف الصعبه ، حيث لم نسمع بتصادم بين السنة والشيعة والعرب والكرد او أي تصادم طائفي بالرغم من وجود النظام الطائفي الصدامي اضافة الى انتهاجه مبدا الديكتاتورية . السنة هم اخواننا لابل أكثر من ذلك فمرجعياتنا تسميهم اخواننا بل تسميهم انفسنا وهم كذلك ، هذا الترابط الكبير الحاصل بين السنة والشيعة وبين العرب والكرد ، ولكن هناك مجاميع تكفيرية وصدامية وهي شريحة عدوة للشعب وبالدرجة الاولى لاتباع اهل البيت .
و لانهم اعداء الشعب فهم يقومون بهذه العمليات بغض النظر عن الاهداف ،ً والا ما الغرض من تفجير سوق شعبي في مدينة الصدر اوفي مسطر عمال او زائر جاء لزيارة العتبات المقدسة ؟ هؤلاء عندهم موقف عدائي للشعب ، ما معنى التلذذ بعمليات القتل بهذا الشكل الانتحاري ، المجرم الزرقاوي كان يلقب بافتخار بشيخ امير الذباحين ، يذبح الانسان ثم يأخذ الصور ويبثها ، وهذا الخط الاجرامي الذي يمارس هذه العمليات بافتخار الهدف منها ايقاف العملية السياسية وانهم لايريدون الخير الشعب . اننا نريد تحقيق الاهداف المقدسة للشعب العراقي نحن نسعى الى ازالة حالة التهميش والتغييب والتعدي وتحقيق مبدا الرجوع للشعب للعراقي وبالتالي العراقي هو المرجعية الحقيقية لشكل النظام والحاكم ، هؤلاء لايريدون تقدم في العملية السياسية وهم يستهدفون ايقاف العملية السياسية وايقاع الفتنة بين السنة والشيعة فاذا حصلوا على مبتغاهم هذا يعني تحقق هدافهم ، لذا يجب ان نكون يقظين لتفويت الفرصة عليهم كماحصل في السنوات السابقة بفضل المرجعية ووعي الجماهير، هؤلاء يدعون المقاومة وكما قلنا ولازلنا نقول ....
1. اذا كنتم تقاومون قوات المتعددة الجنسية او ما يصطلح عليهم الاحتلال فلماذا قتل العراقيين ، هل كانت هناك قوات متعددة في السوق في مدينة الصدر او في مرقد ميثم التمار ، او في التاجي حيث يتم ذبح اهل البيت في التاجي الذين عاشوا طوال هذه السنوات فيها ، ثانياً لماذا لا تكشفوا عن انفسكم ونحن نعرف ان الشعوب تفتخر بوجود المقاومة و بالخصوص في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية ، وكذلك في النظم الديكتاتورية المقاومون يكشفون عن هوياتهم ، فمن قاوم الانكليز في الحرب العالمية الاولى ؟ و نذكر مجموعة من المتصدين في ثورة العشرين مجموعة من العلماء ما زالت تفتخر بكل الرموز وهكذا في المغرب ومصر وفلسطين والهند لماذا تخجل اذا كانت هذه مقاومة ، والسبب لان هذه الاسماء سوف تكشف انها اجنبية أو لها تاريخ اجرامي من البعثيين ممن قتل ولهم مواقع قيادية في حزب البعث ولذلك هم يخشون من بيان اسمائهم . بعد هذا التقدم الذي يحصل في العملية السياسية لاخراج القوات دون الحاجة الى القتل وأن خروج القوات الاجنبية يجب ان يكون من خلال قرار تتخذه الحكومة ولايوجد شريف يريد للقوات المتعددة الجنسيات البقاء وهذا الامر موكل للحكومة العراقية وكل ستة اشهر او كل سنة تجلس حتى تطلب من الامم المتحدة ان لاتبقى هذه القوات او تطلب بقاء هذه القوات لمصلحة هي تراها الى ان تتطور هذه الاوضاع على الارض . وممثلي الشعب في مجلس النواب يبحثون الموضوع ويتخذون القرار ويطرحوه على الحكومة المنتخبة ويقرروا خروج أو بقاء القوات ، ومع الاسف نحن نرى مواقف دعم لهذه المجاميع الارهابية داخل البرلمان وهذه حقيقة مرة لكن موجودة هؤلاء بخلوا على الشعب حتى في ادانة الزرقاوي هذه الشخصية التي تفتخر بالذبح والقتل ولحد الان لايقبلوا بادانة الزرقاوي نعم عندما تحدث عملية كالتي حصلت في مدينة الصدر يقولون ننستنكر ، الانسان لايعرف يضحك أم يبكي من هذه المراوغة والنفاق ، الزرقاوي يدعي ويقول انه هو الذي يقول بقتل الشيعة ، فهل هناك مجموعة شيعية دعت قتلها للسنة ؟ هذه الاعتداءات المرفوضة . الزرقاوي يبتهج بقتل السيد الحكيم وعز الدين سليم وانتم تتهمون ما تدعون هذه المليشيات او جهات شيعية عراقية بانها تقوم بعمليات قتل واغتيالات ونحن نقول لكل المجرمين والارهابيين والجهات السياسية التي تمنح الغطاء هل تمكنتم من تحقيق اهدافكم هل تمكنتم من ايقاف العملية السياسية ؟ والشعب تمكن من طي ( 10 ) مراحل وانتهت بنصر كبير في تشكيل الحكومة وما اصطلح عليه حكومة المشاركة الوطنية او الوحدة الوطنية ، من تشكيل مجلس الحكم الى قانون ادارة الدولة الى قيام الحكومة المؤقتة الى الانتخابات الاولى الى كتابة الدستور واقراره والى الانتخابات الدستورية وتشكيل الحكومة ، وهذه الخطوات التي قام بها الشعب لم تتمكنوا من كسر ارادة الشعب بسبب ان هذا الشعب وقف في وجه سيدكم صدام ونظامه الذي كان يمتلك أكبر التشكيلات الامنية وارتكب كل هذه الجرائم من أجل البقاء في السلطة وحكم العراق ولكنه لم يستطيع الصمود أمام شجاعة العراقيين الذين قدموا قوافل الشهداء .
من انتم لتتمكنوا من ايقاف حركة الشعب الذي يطلب الاستقلال والعدالة ؟ وكما رايتم في الفترة السابقة هذا الشعب استمر رغم قيام هذه المجموعات الذين ضربوا الكهرباء والبنى التحتية ولكن لم يتمكنوا من كسر ارادة الشعب باعتبار ايمانه وثقته بالله وسوف لن نقف ولن تتمكنوا ، والمطلوب منا اليوم كعراقيين الوحدة الحقيقية بين ابناء الشعب ان نبقى متوحدين ان لانقع في غفلة وبالتالي يكون هناك حالة من حالات الذهاب باتجاه الفتنة يجب أن يبقى العراق والعراقيين شيعة وسنة وعرب واكراد متوحدين ونستمر باتجاه تحقيق الاهداف ونقف متوحدين في مواجهة الارهابيين وهذه المجاميع هدفهم الاول هم اتباع اهل البيت واصدروا الفتاوى ، في نفس الوقت ايضاً هم اعداء لكل من لم يؤمن بالعملية السياسية وقد اصدر بن لادن بشكل واضح في الانتخابات السابقة فتاوى بحق كل من يشارك في الانتخابات فهو كافر ويجب قتله ، ولكن اشترك في الانتخابات اكثر من عشرة ملايين انسان وبالتالي كل هؤلاء ومنهم من السنة والعرب والاكراد ومختلف القوميات والطوائف . هذا موقف أعداء العراق وهم لايريدون استمرار العملية السياسية ويريدون ارجاع المعادلة الظالمة السابقة ويجب ان نكون متحدين في مواجهتهم وان نتحرك في هذا الاتجاه .
2. واجب الحكومة العراقية تقوية تشكيلاتها والوفاء بوعودها وكما أكد الاخ رئيس الوزراء فان الحكومة سوف تضرب بيد من حديد كل الجهات الرافضة للعملية السياسية والمواجهة للدولة والحكومة ونتمنى من قواتنا المسلحة سواء في الجيش او الشرطة او القوى الامنية الاخرى ان تلاحق هذه المجاميع وتتمكن من القضاء عليها .
3. الشعب يجب ان يكون له دور ، بقاءه اولاً في الميدان بتشكيل لجان للدفاع عن نفسه يصطلح عليها لجان شعبية او لجان المحلات وعندما يكون الشعب يتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسه سوف يتمكن من التصدي للمجاميع الارهابية كما راينا في الانبار كيف تصدت العشائر والناس المتواجدين في المناطق والقرى والارياف وطاردوا هذه المجاميع الاجرامية والتخلص منها وبالتالي يجب ان يعتمد هذا الخط كخط في مواجهة الارهابيين وان لانكتفي بتشكيلات الحكومة لكن هذا العمل يكون بالتنسيق مع الحكومة حتى لاتكون هناك حالة من الفوضى وانما الحكومة تتحمل مسؤوليتها ومن المفروض ان تقر مثل هذه المشاريع وان تنظم اللجان الشعبية وبتنسيق مع الحكومة من اجل التقدم في مواجهة الارهابيين .
4. هنالك فرصة للحوار ، هذه الفرصة المفروض اغتنامها من قبل بعض من يدعي من هذه المجاميع والذين يقولون لسنا صداميين ونحن لا نقتل الشعب العراقي ، وبالتالي عليهم الدخول في العملية السياسية والاستفادة من هذه الفرصة .
5. دول الجوار اليوم لديهم مؤتمر في ايران مكون من الدول الستة بالأضافة الى البحرين ومصر لبحث الاوضاع في العراق والقضية الامنيه ستكون القضية الاولى وهذه الدول يجب ان تفكر كما كان لبعضها مواقف داعمة للشعب العراقي في الماضي فان الشعب يتوقع منهم تقديم المساعدة ووزير خارجيتنا معهم موجود في المؤتمر وسوف تطرح القضايا المهمة ومن المعروف ان عدم استقرار العراق سيؤدي الى عدم استقرار المنطقة ورايتم ان الوضع في العراق لم يستقر زمن صدام لثلاث عقود من الحرب التي شنها على ايران واجتياح الكويت وبالتالي اذا لم يستقر العراق لا تستقر المنطقة ولكن اذا استقر العراق استقرت المنطقة ، والارهاب اليوم متمركز في العراق والعراقيين يواجهون الارهابيين نيابة عن دول المنطقة .
6. المتوقع من العلماء المتصدين للمسؤوليات الكبيرة في العراق والعالم ان يدينوا العمليات ومرتكبيها وبيان الموقف من هذه المجاميع لسلب الشرعية منها وبالتالي من الضروري ان يكون هناك موقف يتمثل بالادانة والشجب لحماية شبابنا من الانزلاق وراء هذه المجاميع .
7. على الحكومة ان يكون لها موقف واضح في تنفيذ قانون دمج المليشيات ، هذا القانون الذي اقر من ايام مجلس الحكم حيث حدد مجموعة مما اصطلح عليها بالمليشيات والحقيقة انها قوى شريفة جاهدت وقاتلت النظام السابق وساهمت في اسقاطه كمنظمة بدر والذي كان يصطلح عليه فيلق بدر ، والبيشمركة ويجب الاستفادة منهم والعمل على دمجهم داخل القوات المسلحة لمن يريد منهم ان ينخرط وان كان البعض يقول لانريد هذه الميليشيات وهؤلاء يغالطون انفسهم يقبلون بضباط الجيش الذين شاركوا في الجرائم ولا يقبلون بهؤلاء المضحين الذين ضحوا وتحملوا مسؤوليات كبيرة في مواجهة النظام والذين افنوا عمرهم وشبابهم من اجل الدفاع عن العراقيين وعن وحدة العراق .
8. اقامة الفيدرالية اقامة الاقاليم ويجب ان نسعى لاقامة اقليم الوسط والجنوب واقليم بغداد وننصح كل اخواننا كما نصحت اخواننا في الانبار وقلت لهم شكلوا أقليم لكي تستفيدوا من الامكانات الكبيرة الموجودة في الدستور لتطوير وتقدم مناطقكم واذا لم يحصل ذلك فسوف تحصل حالة من عدم التوازن واليوم الامور والحمد لله جيدة والوعي عند عموم العراقيين وعي عالي ونحن ندعو الله ونتمنى الامان لكل الشعب العراقي . ان السبب الذي يدعونا لتشكيل الاقاليم هو لتشكيل نظام امني قوي لمواجهة المجاميع الارهابية ويجب ان نبقى متحدين ومحافظين على وحدة وتماسك العراق ونحن اول الرافضين لتقسيم العراق وليس كما يتهمنا البعض الذين يسعون الى اتهام من يدعو الى تشكيل الاقاليم بانه يدعو الى تقسيم العراق ، ولكن هذه القضية أي موضوع الاقاليم احد النظم التي تحكم بها البلدان في هذه الدنيا ومعظم دول العالم تعمل على اساس الاقاليم اضافة الى ان هذا الموضوع درس في الدستور وأقره الشعب العراقي واليوم لا يمكن التخلف عن هذا الموضوع لأنه أقيم اقليم في العراق في كردستان وستحصل حالة من عدم التوازن اذا لم تقام اقاليم في مناطق اخرى .
أسال الله ان يرحم العراق واهله وان يرحم شهدائنا الابرار وان يشافي المصابين والجرحى ويرحمكم ويحفظكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
https://telegram.me/buratha