استجابة لدعوة وجهت من قبل البرلمان الكوري لسماحة السيد عمار الحكيم الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي توجه سماحته إلى كوريا الجنوبية ووصل إلى سيئول يوم الجمعة 23/6
وكان باستقبال سماحته رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الكوري السيد هان بينيك دو، ودار حديث بينه وبين سماحة السيد عمار واكد سماحته في حديثه بعد شكره للحفاوة البالغة التي استقبل بها على اهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، واشاد سماحته بحضارة الشعب الكوري العريقة والتي تشبه إلى حد كبير حضارة اور في العراق وان بلدين لديهم هذا العمق الحضاري لابد لهم من تطوير علاقاتهم في شتى المجالات
كما اشار سماحته إلى ان شعبنا في العراق يريد الحياة وعازم على بناء بلده رغم كل التحديات سواء التي عاشها في ظل الانظمة الاستبدادية او ما يواجهه اليوم، واننا نعتقد ان تعاون البلدان الصديقة ومنها كوريا الجنوبية مهم جدا لمساعدة العراق في عملية البناء والاعمار التي سيشهدها بلدنا خلال السنوات القادمة.
واكد سماحته مخاطبا السيد هان: ان بلدكم قبل ثلاثين عاما من الان كان في حال والان هو في حال آخر حيث يشهد التطور في كافة المجالات ونحن نريد الاستفادة من تجاربكم لتأهيل كوادرنا في مختلف المجالات.
وتحدث السيد هان: اننا تعلمنا وعرفنا الكثير عن الواقع العراقي من خلال حديثكم واننا نرغب التعاون معكم في كل المجالات حيث اننا كنا بلد زراعي والان نستخدم التكنولوجيا بشكل واسع ونحن من الدول المتطورة جدا في مجال الكهرباء والصناعة الكهربائية وحيث ان بلدكم يعاني من النقص في الكهرباء فاننا على استعداد لمساعدتكم في هذا المجال.
واجابه سماحة السيد عمار: نرحب بالمساعدة عبر التواصل مع وزير الكهرباء في الحكومة العراقية وهو عنصر كفوء. ونعلم انكم بارعون في مجال البناء والاعمار وقد بنيتم اكثر من مليوني شقة او وحدة سكنية خلال سنتين وهذا انجاز كبير وعليه نحن بحاجة إلى دعمكم في هذا المجال..
كما اننا سوف نتعاون مع سفيركم في بغداد لترتيب لقاءات لوزراءنا والاختصاصيين العاملين في مختلف المجالات في بلادنا مع الاختصاصيين منكم...
وفي اليوم التالي 24/6 التقى سماحة السيد عمار الحكيم مع رئيس مجلس الاديان الكورية للسلام السيد (بيك دو وونك) وبين سماحته: اهمية العمل على نشر السلام والتقريب بين الاديان واشاعة روح المحبة والتسامح واننا ندعم ونشجع مثل هذه الاعمال واننا نثمن عملكم وجهود الحكومة الكورية في تعزيز الوحدة الوطنية في العراق عند عقدها اجتماع لممثلي الاديان في العراق واننا من خلال مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي نعمل على اشاعة روح التسامح والمحبة بين ابناء شعبنا لان ذلك سيطوق الازمة في العراق..
كما ان ان العلاقة اذا انحصرت بين الحكومتين فانها ستكون محدودة ولكن يجب توسيع العلاقات من خلال منظمات المجتمع المدني ..
انتقل سماحة السيد عمار في اليوم التالي 25/6 من سيئول إلى مدينة بوسان الساحلية التي تقع على بحر اليابان في اقصى جنوب شرق كوريا وكان بصحبته عدد من المسؤولين وكان باستقباله نائب رئيس حزب الانفتاح (الحزب الحاكم) وتوجه منها إلى عائلة المهندس (كيم) الذي قتل في مدينة الفلوجة على ايدي الارهابيين قبل سنتين في حزيران عام 2004 .
وكان باستقبال سماحته والدي (كيم) وقدم سماحته التعازي بالذكرى الثانية لمقتله وقال في معرض حديثه: ان ابنكم كان ضحية الارهاب الذي لا يفرق بين العراقي وغير العراقي او بين المدنيين والعسكريين، وان عشرات الالاف من العراقيين قتلوا من هذا الارهاب الاعمى .
ان الذي يقتل العراقيين واصدقائهم، هم اعداء العراق والانسانية ومشكلتنا واياكم واحدة لاننا ضحية الارهاب لذلك علينا ان نقف معا الشعب العراقي والشعب الكوري ضد الارهاب لانه يستهدف الجميع ولكننا سوف نستمر بمحاربة الارهاب وان الدماء البريئة من الشعبين سوف تكون عاملا مساعدا لتعزيز العلاقات بينهما.
وقال والد السيد كيم: انا اوافقك على ما تقول وانا اشكرك كثيرا لقطع هذه المسافة الطويلة من سيؤول إلى بوسان لزيارتنا وتقديم التعازي.
واكد سماحته: اننا قعطنا هذه المسافة لنعزيكم ونقف معكم ومع الشعب الكوري ونشارككم مأساتكم بفقدان ولدكم (كيم) لانه كان يحب العراقيين والعرب وكان قد درس اللغة العربية وتعلمها، ويسعى لمساعدة العراقيين من خلال اعماله التجارية في العراق، ويشرفنا قطع هذه المسافة الطويلة عندما يكون الهدف منها تثمين التضحيات.
ثم قدم سماحته هدية إلى عائلة (كيم) وهي عبارة عن لوحة من التراث العراقي وقال: جئنا بهدية متواضعة لكم لتكون رمزا للصداقة والمحبة بين الشعبين العراقي والكوري.
كما زار سماحته معبد (هاندونك يونكنك) للاديان البوذية والتقى براهب المعبد والذي رحب بسماحته وقاله له: انك اول زائر لهذا المعبد من الشرق الاوسط.
كما التقى سماحته في 26/6 مع رئيس الحزب الحاكم في البرلمان الكوري السيد (كيم غون تاي) وجاء في اللقاء:
اننا تواقون لبناء علاقات متطورة مع الدول المتقدمة ومنها كوريا لاننا بحاجة إلى التعاون مع الاصدقاء والاستفادة من تجاربهم على ان يكون التعاون في مجالين:
الاول: تعزيز النظام الديمقراطي في العراق والاستفادة من خبراتكم في هذا المجال.
الثاني: في الجانب الاقتصادي ويتمثل في البناء والاعمار ونقل التكنلوجيا في مختلف المجالات والتي تعرفنا عليها في كوريا خلال زيارتنا هذه.
واجاب السيد كيم: اننا نرحب بكم في سيؤول وسوف نبذل اقصى الجهود لمساعدتكم في بناء الديمقراطية والتطور الاقتصادي وان الكثير من الكوريين يشعرون بالحزن لما يجري في العراق ونستثمر هذه الفرصة لخلق قاعدة للتعاون بين المسؤولين العراقيين والكوريين.
ونعتقد ان سبب عدم مساعدتكم هو عدم توفر الامن في بلادكم وعند الاستقرار سوف ينهض بلدكم ويتطور بسرعة لانه يمتلك طاقات كبيرة وهو افضل من كوريا من حيث وجود الموارد الاقتصادية.
سماحة السيد عمار: صحيح ان الامن هو القضية الاولى التي تقف امام الشركات الاجنبية ولكننا نؤمن بنظرية مكافئة المدن الآمنة أي بمعنى تركيز الاعمار والتنمية الاقتصادية في هذه المدن، وان ذلك يشجع المناطق الساخنة على محاربة الارهاب وعدم احتضانه، وان منطقة جنوب ووسط وشمال العراق هي مناطق آمنة ويمكن الاستثمار فيها.
والتقى سماحته مع رئيس البرلمان الكوري السيد (ليم شاي جونغ) وتبادل الطرفان الحديث حول العديد من القضايا المهمة على الساحة العراقية واكد رئيس البرلمان خلال اللقاء:
"العراق يمتلك الامكانات الكثيرة وله قدرة كامنة وقوية على البناء ونعلم ان عائلة الحكيم لها تاريخ كبير ودور نشيط في العملية السياسية في العراق ونرجو ان تبذلوا الكثير من اجل استقرار العراق.
واهم شيء عندكم الشباب واشراكهم في دورات خارج العراق امر جدا مهم ونحن مستعدون لاستقبال اصدقائنا لمساعدتهم"
وتحدث سماحة السيد عمار: هذا يفرحنا ونشكركم على مشاعركم تجاه اصدقائكم في العراق وتدريب الطلاب والكوادر الهندسية والطبية وباقي شرائح المجتمع في كوريا ونريد التعاون في كل المجالات بما فيها العلاقات البرلمانية وتوسيع التعاون الثقافي والسياسي والصناعي ونحن نعتبر كوريا الصديق الاقوى لنا في شرق آسيا ونأمل ان نلتقي قريبا في بغداد.
كما قدم سماحته هدية إلى رئيس البرلمان الكوري وهي لوحة من التراث العراقي.
والتقى سماحته بعد ذلك مع نائب وزير شؤون المرأة كيم شلنك سون وتناول الحديث حول دور المرأة في بناء المجتمع وما هية السبل والدورات التي تعمل على تأهيل المرأة وبناء طاقات نسائية قيادية وعلمية والاستفادة من التجربة الكورية في هذا المجال.
كما التقى سماحته مع مدير الوكالة الدولية الكورية للتنمية وتناول البحث بين الطرفين ما يمكن ان تقدمه كوريا من مساهمات في تطوير الكوادر العراقية وكيفية تذليل الصعوبات التي تواجه مثل هذه المساهمات.
وزار سماحته الجامع الكبير في منطقة ايتا وان في سيئول واطلع سماحته على احوال الطلبة الذين يدرسون قراءة القرآن الكريم كما التقى بعدد من الاطفال الذين يتعلمون في الجامع وبارك لهم توجهاتهم، وقدم سماحته هدايا للاطفال وبعض الحضور.
والتقى بعد ذلك الدكتور (سنكوت كيم) رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الكوري وامين عام منظمة الاديان الاسيوية وامين عام منظمة العلاقات العربية الكورية.
وجاء في حديث سماحته مع د.كيم: ليس المراد من الحوار ان يكون البوذي مسلما او العكس انما ليتعرف احدنا على الآخر ونعبر عنه الحوار بين الحضارات وليس الاندماج بين الحضارات.
كما تناول الحديث العديد من المواضيع المهمة.
والتقى سماحته وزير الصناعة والمواصلات والذي هنئا سماحته بتشكيل الحكومة العراقية الدائمة وتحدث عن التقدم التقني في كوريا حيث اشار إلى ان كوريا تحتل المرتبة (11) على المستوى الاقتصادي العالمي، كما اكد: ان زيارتكم إلى كوريا ستفتح الطريق للعمل المشترك.
واكد سماحته للوزير: اننا جادون في الاستفادة من تجارب الدول الصديقة ونحن نريد نقل التجربة وانشاء المصانع لنقوم بالتصنيع بمساعدة اصدقائنا الكوريين.
والتقى سماحته في يوم 27/6 وزير الثقافة والسياحة الكوري وتناول الحديث الاثار الثقافية في التطور وبناء العراق واكد سماحة السيد عمار خلال الحديث:
لقد خرج الملايين من ابناء العراق بسبب ظلم النظام السابق وهؤلاء اصبحوا طاقات علمية يمكن الاستفادة منهم في بناء بلدهم اضافة إلى الاهتمام بتطوير الجامعات العراقية والمعاهد العلمية.
والتقى بعد ذلك وزير الخارجية الكوري والذي قال لسماحته:
اهلا بكم في كوريا اني قرأت امس في الصحافة انكم زرتم عائلة المهندس كيم الذي قتل في العراق وهذا امر عظيم جدا وان زيارتكم هذه وتعزيتكم لعائلة كيم قد عرفها الشعب الكوري من خلال وسائل الاعلام واعتقد ان هذا يعزز الصداقة بين البلدين وان مدى زيارتكم اوسع من الزيارات الدبلوماسية.
واكد سماحته: ارادة الشعب العراقي في بناء العراق والسير به نحو الرقي وان هذه الارادة لايمكن للارهاب ان يقهرها وان ذلك واضح فكما تعلمون ان هناك حكومات تسقط من خلال عمل ارهابي واحد يقع في بلدانهم ولكن العالم شهد كيف ان شعبنا قطع اشواطا مهمة في البناء الديمقراطي حيث كتبنا دستورنا الجديد بايدينا وجرت في العراق ثلاث انتخابات خلال سنة واحدة رغم كل المحاولات الارهابية، كما ان الاعلام يركز على الجوانب السلبية فقط ويغض النظر عن الجوانب الايجابية المتحققة في العراق واعتقد ان كل الشعوب التي مرت بما نمر به الآن احتاجت إلى وقت اطول لتحقيق ما حققناه فليس كثير علينا ثلاث سنوات ونحن نخطو خطوات كبيرة على مستوى البناء الديمقراطي.
كما تناول الحديث العديد من المواضعات على الساحة العراقية.
وفي ختام الزيارة التقى سماحته مع الدكتور بارك عميد جامعة وينك براينك في اكسان وتناول الحديث السبل التي يمكن من خلالها تذليل الصعاب في تدريب الكوادر العراقية وتطوير الجامعات والمعاهد العراقية .
وتحدث الدكتور بارك: من خلال حديثي معكم توفر لدي انطباع غير ما كان يدور في ذهني وهو انطباع جيد عنكم وعن العراق واقول لك ان الطلاب العراقيين اذكياء ونحن استقبلنا عدد منهم في كوريا ويسعدنا التعاون.
. .https://telegram.me/buratha