النازحون جاءوا من مناطق مختلفة حول بغداد بعدما هددهم مسلحون
أفاد مسؤول عراقي بأن 1938 عائلة عراقية نزحت جراء أعمال العنف والتهجير القسري إلى مدينة الكوت (170 كم جنوب بغداد). وقال مدير دائرة المهجرين والمهاجرين في المدينة علي عباس، إن «هذه العائلات نزحت بسبب الانفلات الامني في مناطقها وقسرا تحت تهديد السلاح والتوعد بالقتل وقصدت مدينة الكوت حيث بلغ عددها 1938 عائلة».وأضاف أن هذه العائلات «هجرت من مناطق مختلفة في المدائن والوحدة والتاجي وأبو غريب والفلوجة والطارمية وبيجي واليوسفية ومن مناطق مختلفة في بعقوبة». وتشير إحصائيات حكومية إلى أن نحو 22 ألف عائلة عراقيةإ غالبيتها من الشيعة اضطرت إلى الهجرة من منازلها تحت تهديد الجماعات المسلحة في مناطق متعددة من العراق، عقب الانفجار المدمر الذي ضرب مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في فبراير (شباط) الماضي.
وقال المسؤول العراقي إن «العوائل التي وصلت إلى الكوت تعاني من ظروف غير ملائمة لسكن الانسان، وقد اتخذت من ثكنات الجيش العراقي السابق في المدينة سكنا لها، رغم تحذير مصادر بيئية لهذه العوائل من خطورة السكن في هذه المعسكرات، لاحتمال وجود إشعاعات نووية فيها». وأضاف أن «دائرة المهجرين في الكوت قامت وبالتنسيق مع منظمة الهلال الاحمر العراقي والمنظمات الدولية بتوفير المواد الغذائية والدوائية والايوائية والمخيمات». وطالب «الحكومة العراقية بإيجاد مأوى لهذه العوائل وتوفير الفرص لابنائها العاطلين، بعد أن تركوا أعمالهم وممتلكاتهم في المناطق التي هجروا منها قسرا».
وقال كرار شعبان رب إحدى هذه العائلات «تلقيت تهديدا من الجماعات المسلحة في المدائن بالاسراع بمغادرة المنزل فورا». وأضاف «لقد تركت منزلي مع أفراد عائلتي المكونة من خمسة أفراد، رغم أني أمضيت أكثر من 25 عاما اسكن إلى جانب إخوتي من السنة في البلدة، ونتبادل الزيارات ونشارك بعضنا البعض في المناسبات من دون حصول أي تصرف يسيء للعلاقات الاجتماعية في ما بيننا». وقال كرار «أتمنى العودة إلى منزلي وأحبابي وأهلي في المدائن وأنا الان أعيش في ظروف قاسية للغاية».
وقال عزيز محمد رضا «تركنا كل ما نملك في تلك المناطق ونحن اليوم نسكن في مناطق لا تتوفر فيها أبسط احتياجاتنا اليومية». وأضاف « نعاني الان من شح المياه الصالحة للشرب وعدم وجود التيار الكهربائي وسط ارتفاع شديد لدرجات الحرارة تجاوز 45 درجة مئوية».
وتشكل ظاهرة المهجرين عبئا إضافيا على الحكومة العراقية، التي خصصت 6 ملايين دولار لتوفير مخيمات نظامية للمهجرين، فيما شكل مجلس النواب العراقي لجنة لدراسة أوضاعهم والبدء بتنفيذ برنامج لاعادتهم إلى منازلهم من خلال التفاوض مع شيوخ العشائر ورجال الدين وقوات الجيش والشرطة لمنع حدوث هذه الاعمال التي تسيء إلى النسيج الاجتماعي العراقي.
وتشير تقارير الامم المتحدة إلى أن عدد النازحين تجاوز 150 ألف شخص في عموم البلاد منذ تفجيرات سامراء. ويشكل عدد المهجرين في بغداد النسبة الاكبر حيث وصل الى 3718 عائلة.
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha