اكدت مصادر مطلعة ان السفير الاميركي خليل زلماي زاد استطاع اقناع الادارة الاميركية بضرورة دعم فكرة تشكيل ميليشيات سنية "مسيطر عليها !!" في مناطق متفرقة في اطراف العاصمة بغداد ، وفي داخل العاصمة بغداد ايضا ..!!وحسب هذه المصادر فان هذا المقترح كان منطلقه دراسة قدمها موظفون كبار من جهاز المخابرات المركزية السي آي أي C I A يعملون في بغداد ، حيث طرحوا فكرة تشجيع تقوية وانشاء ميليشيات سنية مسيطر عليها ومرتبطة بتوجيهات وتعليمات اميركية ، وقد ابدى السفير خليل زلماي قناعة كبيرة بهذا المقترح وابدى تحمسا له ، والهدف من دعم تشكيل هذه الميليشيات هو مواجهة مايعتبرونه الاميركان " خطر " الميليشيات الشيعية في العاصمة بغداد..!!
بالاضافة الى الاستفادة من هذه الميليشيات لمواجهة التيار الاصولي السني الذي يقوده تنظيم القاعدة في العراق .واكدت هذه المصادر لموقع " نهرين نت " ان منطقة المثلث السني شهد تنفيذ هذه الفكرة وتشجيع القوات الاميركية ومنذ شهرين تشكيل هذه الميليشيات المسلحة في مناطق اليوسفية والاسكندرية والحصوة والمحودية ، وجزء من هذه الميليشيات ، اوكلت مهمته الى الحزب الاسلامي في منطقة اليوسفية وتم تزويدها بالاسلحة والمال مباشرة من القوات الاميركية ، وهناك غرفة عمليات مشتركة بين اعضاء كبار في الحزب الاسلامي وضباط اميركيين لهذا الغرض في تلك المنطقة، كما ان الخطة الاميركية اعطت اهتماما لتشكيل ميليشيات مسلحة في منطقة التاجي ، واعتمدت بعض الشخصيات ذات التاريخ المعروف بالارتباط بنظام صدام ومشهورة بالاجرام ، ومن بينهم المدعو خميس الفلاحي وابنائه وابناء عمومته ، وشخصيات من زوبع ومن المشاهدة كانوا اعضاء في جهاز المخابرات ، وبعضهم متورط بشكل مباشرفي الاختطاف الاخيرع لعشرات العمال من مصانع التاجي وبالذات العمال من ابناء منطقة الشعلة والرحمانية ومدينة الصدر العاملين هناك .
واكدت هذه المصادر لموقع " نهرين نت " ان الخطة الاميركية تقضي بحشد افراد من هذه الميليشيات في احياء من العاصمة بغداد للاعتماد عليها في بسط النفوذ على احياء كاملة في العاصمة تدريجيا، وتمكينها من خلق موازنة " مسلحة" مع ماتعتبره الادارة الاميركية وجود شيعي مسلح مكثف في بغداد العاصمة ، وتقصد بذلك مدينة الصدر ومناطق من جانب الرصافة .
واكدت هذه المصادر لموقع " نهرين نت " ان هذا المشروع الاميركي خطير للغاية ويعطي اسباب القوة والانتشار المسلح لخلايا حزب البعث والتيار الاصولي السني الذي يجد في الوسط السني حاضنة كبيرة له ، في ظل الاصطفاف الطائفي الذي تصطبغ فيه الممارسة السياسية الحالية في العراق . ولوحظ في الفنرة الاخيرة ظهور اعداد كبيرة من المسلحين بشكل مفاجي في مناطق عديدة من العاصمة بغداد رغم الاجراءات الامنية ، وجاءت عملية التصدي لمواكب المصلين المتوجهة من مدينة الصدر والرحمانية لمسجد براثا يوم الجمعة الماضية في شارع حيفا والرحمانية وصدامية الكرخ ، لتؤكد نمو هذه الظاهرة ووجود هذه الميليشيات التي بدا انها مزودة باسلحة ثقيلة من خلال كثافة النيران التي استخدمتها ضد المواطنين من المصلين ، ودلت هذه الحادثة التي احست حكومة نوري المالكي بخطورتها واعلنت فرض حظر التجوال في ظهيرة ذلك اليوم بشكل مفاجئ، على ان هناك خطة موضوعة لتوزيع الميليشيات وتنميتها ودعمها بشكل منظم في مناطق واحياء من العاصمة مما يوحي تماما الى ان الهدف المقبل هو التمهيد لمواجهات مسلحة داخل العاصمة بشكل موسع بين الاحياء تمهيدا لاقامة مناطق سنية محضة بامكانات مسلحة وتفريغها نهائيا من سكانها الشيعة او اخذهم رهائن بالمئات .
وقالت مصادر في مجلس النواب لموقع " نهرين نت " : ان المشكلة الكبرى تتعلق برغبة اميركية لفتح مواجهة مسلحة مع مجاميع شيعية ، وتحديدا مع التيار الصدري ومنظمة بدر ، وملامح هذا المشروع كشف عنه تصريح الجنرال " كيسي " قائد القوات الاميركية العاملة في العراق يوم امس الاول اذ المح الى وجود دعم ايراني للميليشيات الشيعية في العراق ! والغريب ان تصريح الجنرال " كيسي " ياتي في وقت تمارس الميليشيات السنية التفجير والقتل والاغتيال في العاصمة بغداد وبعقوبة والتاجي ومناطق اخرى من المحاو ر المجاورة ، بل لوحظ استخدام هذه الميليشيات لصواريخ الكاتيوشا والهاونات بشكل مكثف خلال ايام الاسبوع الماضي ،سواء في سبع البور او ابودشير او الكاظمية ، مما يعني ان ثمة تحولا كبيرا طرأ على الامكانات اللوجستية لدى هذه الميليشيات في ظل صمت مطبق من القوات الاميركية ، التي يبدو انها اعطث الضوء الاخضر لتصعيد هذه الهجمات بينما انشغلت هي لمواجهة معركتها في محافظة الانبار ، بل ان الجنرال كيسي لم يشر الى خطورة ماتقنرفه هذهالميليشيات من جرائم .
والسؤال الكبير هو : هل ستنجح الولايات المتحدة الى تحويل هذه الميليشيات الى قوة حقيقية تظهر الى السطح بعناوين سياسية جديدة ، ام انها ستهيئها لجولة خطيرة من معركة المدن وهذه المرة داخل العاصمة بغداد ..؟
وياتي هذا التحول المرتقب في الوضع الداخلي في العاصمة بغداد ، متزامنا مع نجاح ميليشيات مشابهة في تنظيم نفسها وتجهيز اعضائها بامكانات كبيرة في التاجي واليوسفية واطراف المدائن ، بشكل اصبح حجز عشرات الباصات واقتياد عشرات الرهائن منها وفي وضح النهار ، عملية ميسورة لهذه الميليشيات ، وبعدما بدأت هذه الميليشيات تذبح عشرات المواطنين من الرهائن والمخطوفين من الشيعة وترمي بهم الى نهر دجلة لكي يتلقاها ذووهم واهليهم من النهر في الكاظمية وبغداد ، دون ان تحرك وزارتا الدفاع والداخلية قواتها الى التاجي لضرب عصابات التكفيريين والبعثيين الذين يحظون بحماية القوات الاميركية التي لم تعط اذنا بتحرك هذه القوات الى هناك حتى الان رغم فظائع القتل والاختطاف والتهجير التي تمارس بحق المواطنين الشيعة ، حتى باتت منطقة التاجي والمشاهدة بمثابة جمهوريات معزولة لزوبع والفلاحات وغيرهم من اعوان النظام البائد ومن الطائفيين، تنعم وينعمون بحماية اميركية على حساب الدم العراقي ودم المواطن الشيعي المغلوب على امره .
ان تجربة تفريخ ميليشيات سنية بدعم اميركي رغم وجود اكثر من عشرة ميليشيات سنية متطرفة وبعثية تعمل في مناطق عديدة من العراق ، انما هو مشروع خطيرلايؤدي الا لمزيد من اهراق الدم العراقي وتحديدا الدم الشيعي الذي اسبيح علنا وجهارا منذ اكثر من ثلاق سنوات وحتى الان ولم يتوقف ، بل ويزداد بالرغم من التنازلات الكبيرة التي اعطيت لقوى سنية في العملية السياسية الاخيرة ، حتى ان السنة حظوا بمناصب سيادية بنسبة 33 بالمائة بينما وجودهم في مجلس النواب لايتعدى 18 بالمائة ؟!!!
فماذا يعد للعراق ولشيعة العراق تحديدا على يد هذه الميليشيات والتخطيط الاميركي البريطاني لدعمها واسنادها.؟!!
الايام المقبلة حبلى بالاجابات المريرة والدامية وباستلاب المزيد من الحقوق على حساب الاستحقاقات الانتخابية وحقوق الاكثرية !!
المصدر . نهرين نت
https://telegram.me/buratha