ديالى ـ حيدر محمد
قال سياسيون محليون في محافظة ديالى ان حل مكتب اسناد ديالى في 4 كانون اول الماضي، جاء لاسباب عديدة في مقدمتها فشل المكتب في معالجة المشاكل التي تعاني منها مدن المحافظة، لاسيما ما يتعلق بموجة العنف والارهاب التي عصفت بها.
الى ذلك اكد مجلس اسناد عشائر ديالى للمصالحة الوطنية (قيد التشكيل ) ان المجلس لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بقرار رئيس الوزراء حل مكتب اسناد ديالى في 4 كانون اول الماضي. وقال الشيخ صباح شكر الشمري المتحدث الرسمي باسم المجلس في حديث خاص مع مراسل الملف برس في محافظة ديالى " فشل مكتب اسناد ديالى في ترجمة المهام المناطة به, رغم الامكانيات المالية الكبيرة والامتيازات والصلاحيات المفتوحة، السبب الحقيقي الذي دعا رئيس الوزراء الى حله", نافياً ان يكون لقاء مجلس اسناد العشائر هو السبب في حله. واضاف الشمري " مكتب اسناد ديالى ولد ميتا من الاساس, لانه نتاج سرقة جهود وافكار ثلة من ابناء ديالى الحريصين قدموا مشروعا متكاملا لعضو سابق في الجمعية الوطنية لانقاذ المحافظة من الارهاب المتفشي بها, الا انه همش المشروع وحفظه في ادراج مكتبه في المنطقة الخضراء, وفي 8 شباط من عام 2006 شكل مكتب الاسناد على اسس طائفية وحزبية".
واوضح الشمري " ان سبب فشل مكتب الاسناد, ثم حله رسميا في 4 كانون الاول الماضي يعود كذلك الى العاملين فيه, فهم غير فاعلين ميدانيا على الارض , وحاولو ادارة مهمة عسيرة جدا من خلال مكاتبهم في المنطقة الخضراء او المناطق الشمالية التي تسكنها اسرهم , معتمدين على لجان واناس يفتقرون النزاهة والثقل العشائري او النفوذ الاجتماعي, فضلا عن افتقارهم الى اية خبرة عسكرية".
وطالب الشيخ الشمري النواب ممثلي محافظة ديالى في البرلمان من اعضاء مكتب الاسناد الميت، على حد وصفه، الكف عن محاولات اعادة احياءه من خلال الاساءة الى التشكيلات الاخرى المتواجدة على الساحة المحلية, مشيرا الى ان العديد من المخلصين حاولوا تفعيل المكتب هذا , وقال " التقينا بهم اكثر من مرة في منتجعهم الاثير على ضفاف احدى بحيرات المنطقة الخضراء وبينا سلبيات العمل والياته, الا ان عقدة الاستعلاء المتحكمة فيهم حالت دون الاستماع الى نصائحنا ".
وعزا عضو من كتلة الائتلاف العراقي الموحد في مجلس محافظة ديالى فضل عدم الاشارة الى اسمه, اسباب تجميد مكتب الاسناد وحله فيما بعد الى " لم يكن لمكتب الاسناد برنامج عمل لمعالجة الاوضاع المتردية في ديالى , وكان يعمل وفق اجتهادات شخصية من اعضاءه الذين كانوا يجيرون الامر وفق مصالح الاحزاب السياسية التي ينتمون اليها, وقد وصل الامر بهم الى الغاء تام لدور ادارة ومجلس المحافظة, فضلا عن تهميشهم المتقصد للشخصيات الفاعلة التي لا تنتمي الى احزابهم". واضاف " من الناحية العملية , لم ينجز مكتب الاسناد هذا أي شي للمحافظة, اما ما يفتخرون به من افتتاح 18 مركزا امنيا وتطويع حوالي 1800 شرطي , فان هذا الانجاز يسجل لحكومة السيد المالكي ولادارة المحافظة وقواها الامنية وليست لهم ,مشيرا الى ان هذه المراكز مازالت دون مستلزمات وتجهيزات واسلحة, فضلا عن انهم, اما اقرباء اعضاء لجانهم الفرعية او من المنتمين لاحزابهم السياسية, ولم يؤمن لهم السلاح الذي يدافعون به حتى عن انفسهم فكيف الدفاع عن الاخرين".
وكشف عضو من كتلة الحزب الاسلامي العراقي في مجلس محافظة ديالى طلب هو الاخر عدم الاشارة الى اسمه, النقاب عن انه سمع بوجود مكتب الاسناد من خلال وسائل الاعلام في بادئ الامر, وبعد اكثر من 4 شهور من تاسيسه , التقى بعضوين من اعضاءه تولت طائرة اميركية نقلهم مباشرة من المنطقة الخضراء الى مطار بعقوبة ومنه بالمصفحات الاميركية الى غرفة عمليات ديالى عقب عمليات السهم الخارق . واضاف " كل ما اعرفه ان مكتب الاسناد هذا, عبارة عن مكتب وساطة لتوزيع منح مالية وفق نسبة ال50% لبعض الشيعة وال50% الاخرى لبعض السنة, اما كيف ؟ وماهي اليات التوزيع ؟ وماهي الاسس والمعايير؟فلا اعرفها انا شخصيا , ولا حتى اعضاء المجلس يعرفونها".
وقال عضو مستقل في مجلس المحافظة" نصيحتي لاخوتنا وزملاءنا في مجلس النواب العراقي, هي ترك هذا الامر لاهله في ديالى لانه امر عسير وشائك ولايمكن ان يدار من السليمانية او اربيل او المنطقة الخضراء حيث يقميون, وانما من هنا على ارض الواقع وجها لوجها مع التحديات الحقيقية, وعليهم ان كانوا جادين ان يجتهدوا في اقتراح مشاريع قوانين تخدم قضية ديالى, وان يدعموها لا ان يشتتوا الجهود وبعثرتها .
ومن منطقة الدوجمة في شمال الخالص التي شهدت خلال الثمانية اشهر الماضية صحوة حقيقية ضد تنظيم القاعدة , اكد الشيخ زهير عبد الجبار الجنابي ان رجال الصحوة ورغم استغاثاتنهم المتكررة لمكتب الاسناد لتامين الدعم المالي والفني لهم , الا ان المكتب دوما لم يلب أي مطلبا لنا ولم نلمس من امكانيته الضخمة أي شيء".واكد مراقبون على صلة وثيقة بمكتب الاسناد والتشكيلات الاخرى ان الاسباب الحقيقية لتجميد وحل مكتب الاسناد, يعود الى الصراع الخفي بين اجنحة الاحزاب السياسية التي ينتمي اليها اعضاء المكتب ومحاولة كل جناح الاستئثار بالامتيازات والامكانيات المالية الضخمة التي وضعتها الحكومة العراقية تحت تصرفهم,من جهة, وعجزهم عن تقديم الحلول المناسبة للمشكلات التي افرزتها عمليات السهم الخارق وبروز الكتائب المسلحة (اللجان الشعبية )على الساحة المحلية في بعقوبة وبلداتها, من جهة اخرى, فضلا عن فشل المكتب في استقطاب الشيوخ والوجهاء النافذين وتوسيع الهوة بينه وبينهم, وضبابية الية صرف الاموال المخصصة لدعم صمود الاهالي ودحر القاعدة.
يشار في الصدد الى ان مكتب الاسناد تم تشكيله على وجه السرعة من عدد من اعضاء الجمعية الوطنية السابقة ومجلس النواب الحالي المنتمين لحزبي الدعوة الاسلامية والاسلامي العراقي لامتصاص نقمة الاهالي وخيبتهم من اداء ممثليهم في مجلس النواب الذي لايوازي حجم المخاطر التي تحملوها في ايصال قوائمهم الى المجلس والحكومة, وسرعان ما تمنكوا من ضم عدد من الاعضاء من خارج الحزبين لاضفاء التعددية السياسية عليه وعقد مؤتمر تاسيسي له في فندق الرشيد ببغداد، وقد رصدت الحكومة العراقية ميزانية مفتوحة له , ومنحته صلاحيات واسعة, الا ان العاملين فيه, تعاملوا مع القضية وفق رؤية سياسية نفعية, مما اثار انتقادات متكررة لاداءهم حتى من بعض اعضاءه لاسيما موقفهم اللامبالي من مخيم اعتصام اهالي ديالى في كربلاء المقدسة خلال نيسان وايار الماضيين, واتخذ من احدى قصور رغد في المنطقة الخضراء مقرا له!.
اما مجلس اسناد عشائر ديالى للمصالحة الوطنية, فهو مجلس عشائري قيد التشكيل, نواته الاساسية من مجلس انقاذ ديالى وتجمع ديالى المستقل, ثم انضمام العشائر السنية المحاربة للقاعدة لهم ,وساهم في تشكيله اكثر من 80 زعيم قبيلة ورئيس عشيرة ووجيه من ابناء ديالى فضلا عن العشرات من الملاكات العسكرية والمهنية المتنوعة وعقد مؤتمره التاسيسي في11 تموز الماضي في مضيف الشيخ درع علي الفياض العامري في منطقة جديدة الشط التابعة لمدينة الخالص, وقد تم امس السبت تشكيل خمسة مجالس للإسناد في ناحيتي خان بني سعد جنوب غرب مدينة بعقوبة وبهرز جنوبي المدينة.. فضلا عن ناحية جديدة الشط وهبهب من اجل المساعدة في تثبيت الأمن ومحاربة الجماعات المسلحة المتمثلة بتنظيم القاعدة.
https://telegram.me/buratha