نجح ائتلاف الفتح بتنظيم سلسلة حوارات في المدة الاخيرة انتهت الى اتفاقات متعددة لتشكيل الكتلة الاكبر في الدورة القادمة لمجلس النواب، وقال مصادر مطلعة لوكالة انباء براثا (واب) ان امكانية الاعلان عن تشكيل الكتلة الاكبر في اي لحظة قادمة هو الذي يجري في الكواليس الخاصة، واكدت ان الاتفاق النهائي مع زعيم التيار الصدري قد انتهى الى موافقة زعيم سائرون على الانضمام لتحالف الفتح مع النصر مع القانون، ثم اعقب ذلك موافقة عمار الحكيم على الانضمام بعد محاولات للتنظير لموقعية المعارضة في مجلس النواب القادمة، الا انه اتجه للموافقة بعد ان اطلع على موافقة زعيم التيار الصدري مما دعاه للالتحاق بالمتحالفين الجدد.
المصادر ذاتها اكدت لوكالة انباء براثا ان الفتح نظم تحالفات اخرى مع القوى الكردية والسنية ومع تحالف الوطنية الذي يقوده اياد علاوي.
الى ذلك قال مراقبون الى ان المعضلة لن تنحصر بتشكيل الكتلة الاكبر وانما بطبيعة تشخيص رئيس الوزراء القادم، وهو الامر الاصعب من كل المعضلات السابقة، اذ لا زال العبادي يناور من اجل التمديد لولاية ثانية وتقف الولايات المتحدة وحلفائها في العراق مع ذلك بقوة، فيما يرى البعض ان ماكنة اخرى تتشكل للدفع باتجاه فالح الفياض وهو الاخر يحظى بالدعم الامريكي ولكن العبادي يحول بينه وبين ذلك، ويطرح في هذا الصدد طارق نجم سكرتير المالكي بعنوانه بديلا ضمن البدائل الاخرى، ولا زالت اجواء الفتح تضع العامري كبديل لجميع هؤلاء الذي يمثلون حزب الدعوة، واكدت ان التيار الصدري لا يمتلك مرشحا ويطالب بمرشح مستقل، فيما تتخوف الكتل والنخب السياسية من هذا الخيار لان المستقل سيكون لعبة بيد القوى التي اعتادت على خرق القانون ومحاولة فرض قوانينها الخاصة على قوانين الحكومة والتحالفات السياسية.
ومن خلال أحاديث الكواليس فلا زال الحديث عند اكثر خصوم المحاصصة تشدداً فضلا عن بقية الكتل يدور من الناحية العملية على حصص الحجوم الانتخابية وهي النسخة المقنعة، للمحاصصة السياسية.
من جهة اخرى ينتظر المحللون الاستراتيجيون النتائج العملية للحوار الساخن بين امريكا والجمهورية الاسلامية في ايران لمحاولة معرفة نسبة الاقتراب بعد القطيعة التي خلقها التحالف الترامبي السعودي اثر نقض ترامب للاتفاق النووي مع ايران، ويرى احدهم ان الساحة العراقية ليست بمنأى عن اجواء هذا الحوار بل راى في ركوب الموج السعودي الامريكي للاحتجاجات الاخيرة وتوجيهها ضد القوى الدينية فضلا عن ايران، بعنوانه انعكاسا جديا للمفاوضات الجارية الان على طريقة الضرب تحت الحزام بين الجمهورية الاسلامية ضد خصومها بعد الجولة التي كسبتها الجمهورية الاسلامية في تحديد مسارات العمل السياسي في اللعبة الانتخابية، والتي ادت الى صدمة كبيرة في داخل القطار السعودي الامريكي.
هؤلاء المحللون يقولون بان من المبكر القول بان معضلة الوضع السياسي اوشكت على نهايتها، فالمسعى السعودي والامريكي لا يريد الفتح قوية في الصورة القادمة، ويقلقه جدا وجود الحشد الشعبي كقوة نامية تفرض معادلة جديدة في شرق اوسطي ملتهب، كما يقلقه ويزعجه جدا ان تعود المرجعية الدينية للاخذ بزمام المبادرة في اعادة التوازن السياسي لمساره الدستوري بعد محاولات بذلتها اطراف متعددة دولية ومحلية لفرض حكومة طوارئ وتصريف اعمال للضغط على المسار الدستوري وتحويله، مما قد يفسح المجال لحركة الخروج عن تداول السلطة بشكل سلمي.
ما ستسفر عنه قائمة العقوبات الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية سيلعب دوراً حساسا في مصير المنطقة وسيضفي بضلاله على المشهد العراقي، وان كانت القراءات الاستراتيجية المتزنة تشير الى ان ورطة ترامب مع ايران لن تخرجه دون جراح عميقة في اكثر من موضع استراتيجي في هذه المنازلة الكبرى بين خطي الممانعة الشعبية وبين خط النزق السعودي والاستهتار الامريكي والخبث الاسرائيلي.
https://telegram.me/buratha
