عمار الفلاحي
على مستوى الجامعات هنالك ثمةُ عواملٍ سلبية ألقت بأضلتها مما أدت بشكلٍ او بأخر الى تقويض المنظومة العلمية وإخلال بقوام رصانتها .ً
الحق ُليست كل الجامعات ولا كل الطلبة او الأساتذةُ هم مصداقاً لتسبيب هذه الأيديولوجيات الركيكةِ. من بين تلك العوامل هو الإستقطاب العشوائي للطلبة دون الأهليةِ والرغبة مما جعل رحمِ التنافس العلمي أشدُ عقماً. ولئلا تذهب بنا الشواهد بعيداً.
على سبيل المثال إذ يمكننا الإستدلال بشرائط قبول طلبة كليات الإعلام في لبنان فلن يُقبلْ الطالب إلا بعد أختبارين متفاوتين احدهمايقال له (المباراة) وهو عبارة عن إختبار بمستوى الثقافة بالغتين العربية او الأجنبية والمراد بالأجنبية(الإنكليزية أو الفرنسية)او دراسة الأداب سنة كاملة على أن لايخفق بأيٍ من المواد...فيما عمدت بعض الجامعات سياسة "منح الشهاداتُ البارد" تحت ذرائعٍ شتىٰ كتحسين المرتب أو الموقع الوظيفي وغيرها من المبررات .وهي لاتعدو كونها خرقٍ للأمانةِ العلمية وإن تماهى للبعض شرعنتها.مما تمخض عن ولادةِ جيلٍ من الخريجينَ الذينَ لايفقهون من أبجديات إختصاصهم.
لو قلنا تنزلنا إن بعض المعارف قد تكتسب خارج أسوار الجامعة كالعلوم التي هي ذات صلةٍ بالإحتياج الإجتماعي .فما قولنا فيما نقل لي صاحب مكتبة.إن عدداً من طلبةِ الهندسة يرومونَ "ولو مزاحاً"وضع شهاداتهم على جدران المكتبة التي ينسخون بها الغش..صديق مقرب طالب ماجستير بالقانون سأل أحد طلبة القانون في جامعة ما.حول مادة الدستوري قال له لا أعرف عنها وماتعني .
هذه الحالات تجاوزت الإستثناء لتكون شبه حالات طبيعية ويبقى الحل الأنسب تقريبا يكمن في رؤية وزير التعليم السابق علي الأديب ...في ضرورة الإمتحان المركزي الموحد في بعض المواد والتي تسهم في إيجاد عامل المثابرة والأجتهاد ولو قسرياً.وعدم الأعتراف الشمولي بالجامعات الداخلية منها والخارجية..
مع تلكم الاخفاقات المبرحة في تصحيح المسار البنيوي العلمي على مستوى الجامعات والدراسات العليا. لن يسعى المختصون الى حلحلة المشاكل.غرر بهم إقبال الكثيرين من الطلبة ع اكمال الدراسات العليا والواقع ان تلكم الاعداد المتزايدة من الاطاريح لم تسهم بإرتقاء الواقع العلمي بل بعضها (كان عامل اساسي في تكريس الجهل بسبب كونه تبريراً لثقافة قائمة.واتسام قسم من البحوث ع صفة التكرار التي تفقد العلمية من البحث)لذلك الحل يكمن في تقويم النظام البنيوي الفكري وضرورة تأسيس منهج علمي بعيداً عن شرائع الاموات والخلاص من ثقافة الدراسة لغرض التعيين وتحسين الموقع الاجتماعي
....
https://telegram.me/buratha
