اعتبر ممثل المرجعية الدينية العليا اختلاط دماء الشهداء من ابناء مدينة كربلاء المقدسة بدماء شهداء من محافظة الانبار في العملية الاجرامية التي قامت بها عصابات داعش الارهابية بحق عدد من العاملين في الدعم اللوجستي بانها دليل على ان تلك العصابات لا تميز بين مواطن واخر وانها تكن العداء للعراق بجميع مكوناته.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة ان" استهداف عصابات داعش لمجموعة من المواطنين العراقيين المنتمين الى محافظات ومكونات مذهبية مختلفة، حيث اختلطت دماء مواطنين من مدينة كربلاء المقدسة بدماء مواطنين من محافظة الانبار العزيزة، دليل آخر على ان الارهابيين الدواعش هم أعداء للعراق بجميع مكوناته، وانهم لا يفرقون في جرائمهم واعتدءاتهم بين عراقي وآخر".
واكد الكربلائي ان " من الضروري "تضافر جهود جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم للقضاء التام على هذه العصابات المجرمة ومواجهة فكرها الضال الذي يبتني على ممارسة الخطف والسبي والذبح وغيرها من الجرائم الوحشية".
واستدرك "سبق ان نبهنا الى ان المعركة مع عصابات داعش لم تنته وإن انكسرت شوكتها وذهبت دولتها المزعومة، إذ لا يزال هنالك مجاميع من عناصرها تظهر وتختفي بين وقت وآخر في مناطق مختلفة وتقوم بإرعاب المواطنين والاعتداء عليهم".
وانتقد الكربلائي في خطبته التغاضي عن مثل هكذا جرائم والانشغال بالتحالفات والصراعات قائلا "ليس من الصحيح التغاضي عن ذلك والانشغال بنتائج الانتخابات وعقد التحالفات والصراع على المناصب والمواقع عن القيام بمتطلبات القضاء على الارهابيين وتوفير الحماية والامن للمواطنين في مختلف المناطق والمحافظات".
واوضح الكربلائي"إن الرد الصحيح والمجدي على جريمة اختطاف وقتل المواطنين الستة المغدور بهم يتمثل في القيام بجهد اكبر استخبارياً وعسكرياً في تعقب العناصر الارهابية وملاحقتها في مناطق اختفاءها وتمشيط تلك المناطق وفق خطط مدروسة والقبض على المتورطين في الاعمال الارهابية وتسليمهم للعدالة، مع ضرورة المحافظة على حقوق المواطنين المدنيين والتجنب عن الإساءة لهم او تعريضهم الى المخاطر في المناطق التي تجري فيها العمليات الامنية والعسكرية".
الى ذلك تقدم ممثل المرجعية بتقديم العزاء لعوائل الشهداء المغدورين قائلا "تلقينا وتلقى العراقيون جميعا ببالغ الاسى والاسف نبأ العملية الاجرامية التي قامت بها عصابات داعش الارهابية باختطافها وقتلها عدد من الاخوة العاملين في اسناد القوات الامنية ومنتسبي الشرطة، كما نتقدم بهذه المناسبة باحر التعازي وخالص المواساة لعوائل هؤلاء الشهداء الاعزاء وخصوصا ابائهم وامهاتهم وزوجاتهم وايتامهم الذين لم تنفع مناشداتهم في قيام الجهات المعنية بتحرك سريع لانقاذ حياة ابائهم سائيلن الله تعالى ان يتغمد الشهداء الكرام برحمته الواسعة ويلهم اهلهم الصبر والسلوان".
واشار الشيخ الكربلائي في محور آخر من حديثه الى ان " هناك الكثير من المشاكل والازمات التي تعاني منها شرائح مختلفة من المواطنين ، وطالما يطلبون منا طرحها ومطالبة المسؤولين في معالجتها لكننا لا نرى جدوى ولم نجد اذانا صاغية واهتماما مناسبا لدى الجهات المعنية بشأن القطاع الزراعي".
وبين " فقد اشتدت في الآونة الاخيرة وازدادت شكاوى المزارعين حول مصادر المياه وعدم توفر مقومات الانتاج بصورة صحيحة ما ادى الى تراجع هذا القطاع المهم الى حد مخيف ".
ونوه الى انه " ما يؤسف له ان القطاع الزراعي لم يأخذ الاهتمام من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة ، وصار يعاني من ازمة حقيقة وقد زاد من هذا التفاقم بعد ان بادرت دول مجاورة ببناء السدود وبالتالي منع المزيد من المياه الوصول الى الاراضي العراقية ، وان المطلوب من الجهات المعنية في الحكومة مساعدة المزارعين وتجاوز هذه المرحلة الصعبة ووضع خطط صحيحة مستقبلية باستخدام التقنيات الحديثة لتطوير القطاع الزراعي لاسيما في عمليات السقي وغير ذلك من الاساليب المتبعة في الدول التي تعاني من شحة المياه".
وحث الحكومة على " بذل كل الجهود مع دول الجوار لضمان رعايتها لحقوق العراق بموجب القوانين الدولية الخاصة بالمياه المتدفقة عبر الانهر المشتركة وعقد اتفاقات ثنائية وفق ما تمليه المصالح السياسية والاقتصادية المتبادلة لتأمين الكمية اللازمة من المياه ".
https://telegram.me/buratha
