بعد ايام من الهدوء النسبي الذي مرت به مدينة كربلاء المقدسة، عاد التوتر الى شوارعها من خلال التظاهرات التي قام بها اتباع المدعو (محمود الصرخي) من أجل تحقيق مطالبهم المتمثلة في قيامهم بمزاولة مراسيمهم الدينية الخاصة في الروضة الحسينية المطهرة، وفي الأوقات التي يحددونها تبعا لتعليمات مرجعهم المختفي عن الأنظار منذ شهور طويلة، هذا بالإضافة الى تهديدهم القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء ومطالبتهم بتقديم اعتذار رسمي لهم بعد قضية تصريحات الشيخ الكوراني في فضائية الكوثر. فقد تظاهر المئات من الصرخيين في شوارع مدينة كربلاء عصر يوم الإثنين 19 حزيران قبل أن يتجمعوا في شارع قبلة الروضة العباسية المطهرة، حيث القى أحد مشايخهم خطبة تهجم فيها على المرجعيات الدينية التي تقف بالضد من توجهاتهم العقائدية. ولم ينس خطيبهم مهاجمة إدارات العتبات المقدسة في كربلاء ومنتسبيها الذين الذين إصطدموا معهم الخميس الفائت، بعد ان رفضت مجاميع من الصرخيين الإلتزام بإوامر التفتيش قبل الدخول للعتبات المطهرة، والتي تطبق على الجميع، خصوصا في ظل الظروف الأمنية الراهنة.شهود عيان أكدوا ان بعض اتباع المدعو الصرخي خرجوا من مكتبهم الواقع في نهاية شارع الجمهورية - وسط المدينة - وهم يحملون أسلحة نارية وأدوات حادة متجهين صوب العتبات المطهرة، بعد الإجراءات الصارمة التي تلقوها من منتسبي تلك العتبات إثر أعمال الشغب التي قاموا بها في الأيام الماضية.إلاّ ان حضور قوات أمنية كبيرة ترافق التظاهرات ومكان تجمعها، جعل اتباع الصرخي يعيدون أسلحتم خفية الى مكتبهم.ورغم تواجد اعداد كبيرة من الشرطة وقوات حفظ النظام، الاّ ان الشعور السائد كان يوحي بعدم فاعلية تلك القوات إزاء ما ييحدث من تجاوزات وخروقات أمنية، خصوصا وأن عموم الشارع الكربلائي ما زال مستاءً من الحيادية السلبية التي تنتهجها القوات الأمنية تجاه هذه الحالة وغيرها من قضايا مشابه. ويوعزون ذلك الى أن القيادات الأمنية هي إمتداد لمجلس المحافظة، والمتهم أصلاً بإهمال واضح للمدينة المقدسة منذ استلامه المسؤولية.يذكر ان (الصرخيين) أعلنوا بإنهم سوف يقومون بإستعراض عسكري يوم الخميس القادم في شوارع كربلاء المقدسة، رغم الأحداث التي جرت في الخميس الماضي، ورغم التحذيرات بحصول مواجهات بينهم وبين حراسات العتبات المطهرة، في ظل وجود أعداد كبيرة من الزوار من مختلف مدن العراق.وعلى صعيد أمني حدثت سلسلة إعتداءات على منازل بعض منتسبي العتبات المطهرة، وذلك مباشرة بعد حادثة تعرض أية الله السيد مرتضى القزويني لمحاولة إغتيال قبل أيام قليلة.
وكان من الطبيعي ان توجه أصابع الإتهام الى جماعة الصرخي، خصوصا بعد التهديدات التي أطلقوها ضد العتبات المطهرة ومنتسبيها. وفي حادث متصل، تعرض أحد منزل المنتسبين الى هجوم بقنابل يدوية أدت الى إحداث أضرار مادية، دون وقوع خسائر بشرية. وذلك بعد ساعات من قيام مجهولين برمي قنبلة يدوية على دار منتسب آخر أدت الى إصابة زوجته بجروح خطيرة. ولم تعلن الأجهزة الأمنية عن قبضها على أي من الفاعلين او الجهة التي تقف خلفهم.
https://telegram.me/buratha