رفعت وزارة الإسكان والإعمار شعاراً هو(من لا سكن له لا وطن له)، ورفع مثل هذا الشعار له دلالات وطنية وإجتماعية غاية في الجرأة، خاصة في مثل هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا وهي تتهياَ للشروع بعملية الإعمار والتنمية التي تعطلت نسبياً وخاصة في مجال السكن التي أصبحت واحدة من أعقد المسائل التي تؤرق المواطن وتقض مضجعه، لانها في حقيقتها تمثل قطب المشاكل الإجتماعية ومحور المعاناة، بعد ان أهملت طويلاً فتفاقمت وتضخمت لان هذا القطاع لم يشهد أية معالجات جدية أو جزئية في وقت كانت فيه البلاد تشهد نمواً سكانياً ملموساً، إضافة الى ما كانت تشهده الأسرة العراقية من إنشطار طبيعي .ومن جانبها أعلنت وزارة البلديات بأنها أكملت عمليات فرز وأعداد أكثر من 300 ألف قطعة سكنية بهدف توزيعها على المواطنين، كما خصصت أمانة بغداد 3 الآف دونم من الأراضي لتوزيعها أيضاً على المواطنين المتضررين في ظل النظام المباد من ذوي الشهداء وضحايا الإرهاب. عندما يتابع المواطن مثل هذه الأخبار فانها تزرع الأمل في نفسه وتجعله يتطلع الى القادم من الأيام وما تحمله له من خطوات قد طال إنتظارها، لكن الجديد في الأمر أن وزارة الإسكان والإعمار هي التي تبادر هذه المرة وتتحرش بالمواطن، ويبدو ان هذا الأمر ناجم عن أمرين الأول يتمثل في ان هذه الوزارة رغم معرفتها بضخامة المسؤولية التي إنتدبت لها والمتجسدة في حاجة البلاد الى ثلاثة ملايين و 380 ألف وحدة سكنية فأنها عازمة على المضي لمعالجة هذه المسألة بثبات وحيوية إنطلاقاً من فهم مؤداه أن مواجهة المشكلة رغم ضخامتها وتعقدها أفضل بكثير من التنصل وإيجاد المبررات والأعذار وأن رحلة الألف ميل تبداً بخطوة واحدة، لذا فأنها قد أرست الحجر الأساس لـ 23 مجمعا سكنياً، سعة الواحد منها 510 وحدات سكنية موزعة على المحافظات.
الشبكة العراقية
https://telegram.me/buratha