عقب سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد الامام المفدى السيد السيستاني دام ظله في خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية في كربلاء على ما قامت به قوات الاحتلال من اعتقال رئيس مجلس محافظة كربلاء المقدسة عقيل فاهم الزبيدي
وتحدث سماحته في محورين حيث قال :
المحور الأول : حيث ان البلد ما زال يعاني من النتائج الكارثية للتدهور الأمني وما تزال الدماء الطاهرة لأبناء الشعب العراقي من النساء والأطفال والرجال والشيوخ تجري على ارض العراق البلد الجريح والمظلوم بسبب الهجمات الإرهابية وما تزال الفجائع الحالة بهذا الشعب والأرامل واليتامى والمنكوبين يزدادون يوما بعد يوم وبسبب هذا التردي الأمني وغيره من الأسباب ما تزال الخدمات على واقعها المتردي ولم يحصل أي تطور ملموس بشان الاعمار وتحسين الواقع المعاشي والصحي والاجتماعي، فيفترض والحال هذه ان تتجنب قوات الاحتلال أي إجراء يؤدي إلى مزيد من الاحتقان في الساحة العراقية خصوصا في المدن التي تشهد وضعا آمنا ومستقرا بنسبة ما، وهي مقارنة بغيرها أفضل حالا. بل يفترض بها وهي بحسب القانون والعرف الدولي الإنساني اتخاذ جميع الإجراءات التي من شانها استقرار البلد وبسط الأمن فيه والبدء بعملية الاعمار التي لم نر منها إلا الضجيج الإعلامي والمؤتمرات والمعارض التي لم يجن الشعب العراقي منها شيئا، بل صارت موردا ومطمعا لتلك الأطراف الدولية التي لا هم لها إلا الاغتناء وتحقيق اكبر قدر من الأرباح والمصالح على حساب الشعب العراقي المظلوم. ونفاجأ هنا بقوات الاحتلال تقوم بعملية الاعتقال هذه دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع الآمن والمستقر لهذه المدينة والمنهج الحكيم الذي ينتهجه أهلها تجاه الأحداث التي تمر بها.
المحور الثاني:ان المأمول من مجلس المحافظة ان يعمل وفق منهج وآلية يتجاوز بهما الكثير من الإخفاقات والتقصير الذي بدا انه سمة بارزة خلال الفترة الماضية فان الكثير من المواطنين يشعرون بالكثير من الإحباط وفقدان الثقة بسبب عدم تقديم ما يجب عليه بعد ان قدم المواطن في المدينة ما يجب عليه من المشاركة في التصويت وتقديمالدعم للمجلس ولعل الوقت غير مناسب للتحدث بشيء من التفصيل عن هذه الإخفاقات والتقصير فإذا ما حان الوقت الملائم للتحدث تفصيلا عن ذلك سأبينه من دون تردد، وذلك لما تقتضيه مصلحة المدينة في هذا التأخير والحفاظ على وضعها الآمن، ولكن في نفس الوقت لا يمكن ان نهمل مشاعر المواطنين في المدينة. فمن الضروري بيان موارد الإخفاق والتقصير لكي يكون ذلك باعثا للأخوة في المجلس لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة والعمل الجاد من اجل خدمة المدينة، ولكي لا يفقد المجلس التلاحم مع المواطنين الذين لا قيمة لنا بدونهم والذين يمثلون السند المتين لمؤسسات الدولة وقادتها.وتحدث سماحته عن حادث التفجير الارهابي الذي طال مسجد براثا المقدس في بغداد حيث قال :
ورد قبل صلاة الجمعة ان هؤلاء الإرهابيين والمجرمين والتكفيريين يأبون إلا ان يضيفوا صفحة سوداء إلى تاريخهم المليء بصفحات الإجرام والذبح والتقتيل فقام احدهم بتفجير حذاءين كان يلبسهما في مسجد براثا ويأبى الله- أقول جوابا- لذلك الذي جعل الزرقاوي مصداقا للآية (ويتخذ منكم شهداء) يأبى الله إلا ان يضيفقافلة جديدة من الشهداء المصلين إلى قافلة الشهداء الذين مضوا على طريق الحق والإتباع والولاء لأهل البيت عليهم السلام. وأقول لهؤلاء المجرمين والإرهابيين اقرءوا تاريخ اتباع أهل البيت منذ أكثر من 1000 سنة، هذا التاريخ الحافل بالتضحيات والشهادة والدفاع عن الدين الحق مذهب أهل البيت الذي يمثل الإسلام الحقيقي لمحمد صلى الله عليه واله، ان هذه الأعمال الإرهابية لا تثنينا عن المضي قدما للدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام والتواصل في حبنا وولائنا لأهل البيت وللدفاع عن العراق الجديد، الذي ينبغي ان يأخذ كل حق حقه. وأقول لهؤلاء كما قلت في خطبة سابقة ان سيارتكم المفخخة وعبواتكم وأحزمتكم الناسفة...، لو قطعتمونا بها إربا إربا ولم يبق منا لا رجل ولا امرأة ولا شيخ ولا طفل، بل لم ترى ا الارض إلا دماء تجري عليها، فهذه الدماء ستبقى تهتف لبيك يا حسين..
واضاف سماحته أقول لهؤلاء الإرهابيين ولكل عدو للعراق ولأتباع أهل البيت إننا سنمضي قدما مهما تفعلون بنا فان هدفنا الأول ان نبقى نحافظ على الخط الإسلامي الأصيل المتمثل بمنهج أهل البيت عليهم السلام وسنبقى ان شاء الله إلى حين ظهور دولة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وحتى في دولة المهدي، ستكون تضحياتنا اكبر وسيكون جهادنا وصبرنا وصمودنا اكبر!!. وأقول فجروا وفجروا فسوف لا تجدون أيها الإرهابيون أيها المجرمون إلا الخزي والعار وسوف لا يجد اتباع أهل البيت إلا العزة والظفر والمنعة بتمسكهم بهذا المنهج وبمواصلتهم لهذا الطريق طريق التضحية. وهنا في صحن قائد الثوار والأحرار قدوة التضحية والبطولة والبسالة جددوا العهد مع الامام الحسين عليه السلام حينما قال في واقعة الطف ( ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) فنقول يا قنابل الحقد أيها العبوات الحاقدة البغيضة وكل عدو لأتباع أهل البيت، فليفعل ما يفعل فإننا سنقول افعلوا بنا ما تفعلون من هذه الجرائم فإننا دائما سيبقى الامام الحسين عليه السلام أمام ناظرنا وسيبقى قدوتنا وأمثولتنا الحية دائما.
واذكر مثالا لامرأة هي قدوة لنا، حينما حصل تفجير في احد المساجد واستشهد زوجها وابنها قالت بأنني سوف امضي بحالة اندفاع اشد من السابق وسأجلب معي جميع أولادي إلى المسجد، لكي أؤدي الصلاة وأحافظ على مذهب أهل البيت عليهم السلام، فهكذا كونوا إخوتي فاصبروا وصابروا وتحملوا كل هذه التضحيات وستكون لكم العزة والغلبة والنصر ان شاء الله تعالى.
موقع نون الخبري _ وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha