اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان خطة بغداد الامنية تحت شعار «التقدم للأمام معا» التي دخلت حيز التنفيذ فجر اليوم ستكون طويلة وفيها زيادة في ساعات حظر التجول الليلي. ونقل بيان عن المالكي قوله خلال استقباله لعدد من رؤساء تحرير الصحف ومديري القنوات الفضائية العراقية مساء اول من امس قوله «المطلوب من اخواننا في الاعلام دعم هذه العملية وتهيئة المناخ الاعلامي الايجابي والصبر عليها لانها ستكون طويلة».واوضح المالكي انه سيتم في اطار هذه الخطة «تأمين مداخل ومخارج المدينة ومنع حمل السلاح ونشر السيطرات (الحواجز) ومنع التجول من الساعة التاسعة مساء الى الساعة السادسة صباحا (من الساعة 00.17 ت غ الى الساعة 00،02 ت غ)»، بعدما كان يسري حظر التجول من الثانية عشرة ليلا الى السادسة صباحا.واكد المالكي ان «هناك خططا في البصرة وديالى والانبار لمعالجة الوضع الامني والانساني فيها كذلك»، مشيرا الى ان «عمليات الدهم لبؤر الارهاب في هذه الخطة ستكون ضمن السياق الطبيعي وستكون العملية قاسية جدا مع الارهابيين لان لا رحمة مع من لا يرحم ابناء الشعب». كما نسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى المالكي قوله ان 160 صحافيا قتلوا في العراق منذ سقوط نظام صدام في ابريل (نيسان) 2003 «وهناك فقط في الفضائية العراقية اكثر من اربعين شهيدا». وحذر المالكي وسائل الاعلام العراقية من مغبة الترويج للارهاب، مؤكدا ان قانون مكافحة الارهاب الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا «سيطال الكثير من الممارسات الاعلامية».واوضح المالكي «لدينا قانون مكافحة الارهاب، وهذا القانون يجب ان يفعل وينفذ وهو سيطال الكثير من الممارسات الاعلامية لان الاعلام له اثر كبير في دعمنا لمواجهة الارهاب». وقال «نعتبر الممارسات التي تصدر عن عدد من القنوات الفضائية العراقية، مثل عرض شريط الزرقاوي يتهدد ويتوعد ويطلق العيارات النارية، او عرض اشرطة بن لادن، نعتبر ذلك ارهابا». واضاف «كذلك عرض صور المخطوفين وهم يذبحون ويقتلون، نعتبره تشجيعا على الارهاب».وحذر المالكي وسائل الاعلام «من عرض الصور التي تدخل في تفاصيل الجريمة والضحية وصور الدم والمعاناة لانها ستترك آثارا نفسية على جميع الاطفال الذين يشاهدونها خصوصا انها تعرض بشكل يومي».الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع العراقية امس زيادة ساعات حظر التجول ومنع حركة السيارات اربع ساعات خلال نهار ايام الجمعة في بغداد. وقال اللواء عبد العزيز محمد مدير غرفة عمليات وزارة الدفاع العراقية خلال مؤتمر صحافي اسبوعي ان «خطة التقدم للأمام معا» تتضمن «انتشارا واسعا لقوات الامن العراقي والقوات متعددة الجنسيات وبتركيز عال ومكثف في المناطق الساخنة في مدينة بغداد». واضاف ان «القوات الامنية ستقوم بعمليات تعرضية في المناطق المحيطة بمدينة بغداد للقضاء على اوكار الارهاب هناك». وطلب المسؤول الامني العراقي من المدنيين الامتناع عن حمل السلاح في الشوارع. وقال «يمنع حمل السلاح في اي مكان من قبل المدنيين ويسمح بذلك فقط لقوات الامن». وحول السقف الزمني لهذه العملية الامنية في بغداد اكد محمد ان «العملية مستمرة حتى استتباب الامن في مدينة بغداد». وعن دور الميليشيات في تطبيق الامن خلال سير العملية الامنية اوضح محمد ان «الخطة ستشمل تفعيل دمج الميلشيات في قوات الجيش ومؤسسات الدولة الاخرى».الى ذلك ، قال مهدي صبيح الغراوي، قائد قوات حفظ النظام، في وزارة الداخلية ردا على سؤال لـ «الشرق الاوسط» حول اهم محاور الخطة ان «الخطة تشترك فيها قطاعات كبيرة من وزارتي الدفاع والداخلية بالاضافة إلى اسناد ومشاركة القوات المتعددة الجنسيات، وغايتها الرئيسية القضاء على الارهاب بكل تصنيفاته سواء الارهابيين القتلة او التفجيرات بنوعيها السيارات المفخخة او العبوات الناسفة». وعن الفرق المشاركة في الخطة قال «الفرقة السادسة والفرقة التاسعة بالاضافة إلى فرقتي الشرطة الاولى والثانية وبمشاركة الشرطة المحلية والنجدة، وستكون كل الفرق جاهزة غداً (اليوم) ان شاء الله، لنصل إلى الهدف المنشود، لا سيما انه سوف تكون لها مكملات، على سبيل المثال اجراء حوارات سياسية وتوفير المستلزمات الاعلامية بالاضافة إلى تكثيف اللقاءات مع شيوخ ووجهاء بغداد، وهذا كله في اطار القضاء على الارهاب وفتح قنوات مع الشعب. وفي استفسار لـ «الشرق الاوسط» حول بعض الاخبار التي يتداولها الناس فيما يخص قطع الاتصالات قال «لا يوجد اي قطع للاتصالات او اي وسيلة اتصال ثانية، الخطة ستطبق والمواطن مستمر في ممارسة حياته اليومية العادية ولكن بتحديدات فرضناها في سبيل تحييد عمل الارهابيين». ونسبت وكالة رويترز الى محمد قوله ان أكثر من 40 ألف جندي عراقي وأميركي ينفذون الحملة، مضيفا ان حاملات جنود مدرعة ودبابات ستستخدم في الحملة وستعتمد على المخابرات للعثور على المشتبه فيهم.الشرق الاوسط