توقع منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير هنري كرامبتون أن «يسرع» مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبي مصعب الزرقاوي في عملية اصطياد عناصر قيادية أخرى فيه نظراً لحالة «الارتباك التي يعيشها التنظيم» ورحب بتفرقها خارج العراق «ما سيضعها تحت الضوء أكثر وبالتالي سيُسهل عملية الملاحقة».وهنا نص الحديث:> هل ترى في مقتل الزرقاوي نجاحاً أميركياً في اختراق صفوف تنظيم القاعدة في العراق؟ وهل سيؤدي الى سقوط رؤوس أخرى في هذا التنظيم؟- طبعاً حصل اختراق في جهاز التنظيم وأنا على كامل الثقة أن المرحلة المقبلة ستُلحق بتنظيم القاعدة في العراق ضربات قاسية. نجحت قوات التحالف في التخلص والقبض ومراقبة قيادات عليا في التنظيم في الفترة التي سبقت مقتل الزرقاوي، وستتسارع هذه الملاحقات بعد نجاحها في اصابة رأس الهرم.> ما هي مضاعفات غياب الزرقاوي على التنظيم؟- هناك الكثير من الارتباك في صفوف اتباع القاعدة في العراق بعد تصفية الزرقاوي واحدثت العملية بلبلة في مراكزهم. سيحاولون الآن أن يبقوا على قيد الحياة، من ثم اعادة تنظيم أنفسهم، وهذا يعني فرصة كبيرة لنا لضربهم.> هناك الكثير من الأسماء المتداولة لخلافة الزرقاوي، من ترجح توليه زمام القيادة بناء على المعلومات المتوافرة لديك؟- لا أعرف بالضبط، ليست لدي المعلومات الكاملة حول طبيعة تجاوبهم بعد مقتل الزرقاوي. أنا أعتقد أنهم سيحاولون اعادة ترتيب صفوفهم في أسرع وقت انما لن يكون الأمر بهذه السهولة.> هل ساعدت أشرطة الزرقاوي، وآخرها التسجيل الصوتي على شبكة الانترنت الأسبوع الماضي، في الوصول اليه؟- ان الوصول الى الزرقاوي يتطلب جميع أنواع الاستخبارات والمعلومات، بعضها من أشرطة الفيديو، وبعضها جرى تجميعه على الأرض.> هل سهل انتقاله من محافظة الأنبار الى بعقوبة عملية اصطياده؟- طبعا، عندما يتم العمل عن كثب مع القوات والقبائل والسلطات المحلية على الأرض، تكون النتيجة أكثر فعالية. وأجبرت قبائل الأنبار، من خلال رفضها تقديم مأوى للزرقاوي في ديارها، الى دفعه باتجاه آخر. وعندما يتنقل الشخص، ويجبر على اعادة التفتيش عن مأوى وهيكلية جديدة للتحرك، يتحول الى طريدة من الأسهل ملاحقتها.> هل هناك أي معنى لقرب بعقوبة جغرافياً من ايران؟- لا، لا أرى زاوية ايرانية في هذا الأمر. في الواقع، حرض الزرقاوي على الاقتتال المذهبي ودعا السنة الى قتل الشيعة كما تحاول القاعدة تحريض المسلمين على المسيحيين.> الى أي مدى ساهمت المعلومات الاستخبارية من الأردن في الوصول الى الزرقاوي؟- لا أعرف التفاصيل، انما الاستخبارات الأردنية تتمتع بصفة عالية من المهنية ولديها علاقات جيدة مع العراق، ولن أتفاجأ اذا كانت مساهمتها ضخمة.> هل تقلقك فرضية انتقال عناصر «القاعدة» الى مراكز أخرى خارج العراق في حال تضييق الخناق عليها هناك؟- أنا أرحب بهذا الامر ولن يكون مصدر قلق. ان تحركها خارج العراق سيضعها تحت الضوء أكثر وبالتالي سيُسهل عملية الملاحقة، اضافة الى أنها ستصل الى نقطة لن تستطيع الاختباء فيها.> هل ما رأيناه في سورية الأسبوع الماضي من محاولة للاعتداء على مقار حكومية ومقتل أربعة متطرفين، من هذا القبيل؟- لا أعرف، يمكن أن تكون هناك ارتباطات. هذا أحد التحديات التي نواجهها، اذ أن «القاعدة» كتنظيم أصبح مشلولاً اليوم، ويحاول اعادة هيكلة نفسه. لم تعد لأسامة بن لادن السلطة المركزية للتحكم بالتنظيم. هناك مجموعات اقليمية ومحلية لها صلة ايديولوجية بالقاعدة، مثل المجموعة التي تم القبض عليها في كندا اخيراً أو مجموعات أخرى في شمال افريقيا أو الشرق الأدنى.> أين ستنتقل عناصر التنظيم اذا هربت من العراق؟- يصعب القول الى أين بالضبط، البيئة عموماً في المنطقة معادية للتنظيم ولن ترحب بقياداته. انما أنا قلق حول الأراضي الفلسطينية لعدد من الأسباب، وآمل ألا تجد القاعدة ملجأ هناك.
جريدة الحياة
https://telegram.me/buratha