رفض برلمانيون أردنيون، أمس، قيام 4 من أعضاء البرلمان بتقديم التعازي بوفاة الزرقاوي الذي يعتبره الاردن إرهابياً من طراز فريد ويحمله مسؤولية إزهاق عشرات الأرواح البريئة.وجرت خلال اليومين الماضيين مشاورات مكثفة بين رؤساء أعضاء الكتل البرلمانية ورئيس مجلس النواب، بغية طرد النواب الأربعة من البرلمان.وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الاوسط» إن هناك تحركات على مستوى كبير من الأهمية والجدية، لطرد النواب الأربعة وهم: علي أبو السكر وإبراهيم المشوخي وجعفر الحوراني، وهم يمثلون حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين عن مدينة الزرقاء مسقط رأس الزرقاوي ومحمد أبو فارس ممثل الحزب عن دائرة صويلح، سواء من خلال عقد جلسة غير رسمية للتصويت على طردهم او من خلال مذكرة نيابية لرئيس مجلس النواب بهذا الخصوص.وبرر النائب علي أبو السكر الزيارة بأنها جاءت بصفتهم نوابا عن المنطقة وليس بصفتهم الحزبية، وان الزيارة كما قال واجب اجتماعي وديني تحث عليها التعاليم الدينية، كما اشار الى ان اهل الزرقاوي يطالبون بتسلم جثمانه. وقال ان احد اشقائه طلب وبشكل مباشر المساعدة بتسلم جثة ابو مصعب ليصار الى دفنها بإحدى المقابر الاسلامية. وأكد النائب ابو السكر لـ«الشرق الاوسط» أن من حق عائلة الزرقاوي تسلم الجثة ليدفنوا ابنهم، موضحاً ان القانون يعطيهم هذا الحق بتسلم الجثة ودفنها حسب الاصول. وقال اننا سنرفع مذكرة بهذا الشأن موقعة ستسلم خطيا الى رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت خلال أيام.والزرقاوي مطلوب للسلطات الاردنية في 13 قضية ارهابية من بينها 3 قضايا فصل القضاء الاردني بها وأصدر احكاماً بإعدامه، فيما تنظر محكمة أمن الدولة في القضايا المتبقية ومنها تفجيرات عمان ومحاولة تفجير مبنى المخابرات العامة.يذكر أن البرلمان الاردني في إجازة حالياً، ومن المرجح عقد دورة استثنائية مطلع الشهر المقبل لدراسة مشاريع قوانين جديدة أعدتها الحكومة في مقدمتها مشروع قانون مكافحة الارهاب.وشنت جميع الصحف الاردنية حملة انتقاد واستنكار لما قام به بعض النواب، خاصة ان هذه الخطوة تمس بمشاعر عائلات الشهداء في تفجيرات عمان، والتي أودت بحياة اكثر من 60 شخصا كانوا يحضرون حفل زفاف في فندق وكانت من تخطيط الزرقاوي. من جهة ثانية، اتخذت الاجهزة الامنية المختصة إجراءات احترازية غير مسبوقة أكد الاردن جاهزيته للتصدي لأي محاولة انتقامية يقوم بها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين للثأر لزعيمه احمد فضيل نزال الخلايلة «ابو مصعب الزرقاوي»، الذي قتل في غارة اميركية في منطقة بعقوبة بالعراق الاربعاء الماضي.وقال مصدر أمني أردني إن الضربة التي وجهت لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كانت قاصمة، حيث أسفرت عن مصرع زعيم التنظيم «الزرقاوي» و7 من كبار مساعديه، بالإضافة الى 7 آخرين من قيادات التنظيم، موضحاً ان إعادة بناء التنظيم في العراق يحتاج لوقت طويل.وأوضح المصدر لـ«الشرق الاوسط» أن الزرقاوي كانت بحوزته اوراق ووثائق وخرائط تتضمن توجيهاته لأعضاء التنظيم بتنفيذ عدد من العمليات في مناطق متعددة من العراق، مشيرا الى ان مصرع الزرقاوي ومساعديه والحرائق الناجمة عن الغارة، قد أتت على الخرائط والتعليمات التي كان التنظيم بصدد تنفيذها.وقال ان الغارة التي أسفرت عن مصرع الزرقاوي، شكلت ضربة مفصلية لتنظيم القاعدة يصعب على التنظيم استعادة نشاطه إلا بعد مرور وقت طويل رغم العمليات العشوائية التي قد تقوم بها «الخلايا النائمة» التابعة للتنظيم بعد رحيل الزرقاوي. وعلى صعيد متصل، اتخذ الأردن إجراءات أمنية غير مسبوقة. تحسباً لوقوع عمليات ثأرية للقاعدة انتقاماً لمقتل الزرقاوي ومساعديه، وشملت هذه الإجراءات تعزيز الوجود الأمني على الحدود مع العراق وفي العاصمة الاردنية التي شهدت احتفالاً بعيد جلوس العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني على العرش ويوم الجيش.وأغلقت عدة شوارع وتقاطعات رئيسية في العاصمة الاردنية وخاصة المؤدية الى موقع الاحتفال الذي اقيم في حدائق الحسين على مقربة من المدينة الطبية، فيما انتشرت آليات عسكرية كبيرة في مختلف المواقع وخاصة المناطق المحيطة بموقع الاحتفال والقريبة منه. وتضمن الاحتفال الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة، إقامة اضخم عرض عسكري في الاردن منذ استقلاله قبل 60 عاماً، شاركت فيه أسراب من الطائرات العسكرية والقوات البرية وتشكيلات تمثل مختلف قطاعات القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني، فيما أقيم احتفال في مدينة العقبة على البحر الأحمر للقوات البحرية بهذه المناسبة.
الشرق الأوسط
https://telegram.me/buratha