تستعد حكومة نوري المالكي لشن حرب بلا هوادة على سائر مجموعات المتمردين بعد مقتل المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي، حسبما قال مسؤولون أمنيون عراقيون امس. وأضاف المسؤولون ان خطة الحكومة تقضي بملاحقة العناصر الأقل خطورة.وقال موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الجهود التي بذلت من أجل ملاحقة الزرقاوي ستركز من الآن فصاعدا على سائر المتمردين، وخطتنا تقضي بملاحقة العناصر الأقل أهمية». من جهته، اكد اللواء رشيد فليح قائد قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية أن «الايام المقبلة ستشهد القبض على عدد كبير من بقايا فلول تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة من العراق». وأضاف «في السابق كنا نتجاهل الأهداف الصغيرة للوصول الى الصيد الكبير، أما الآن وبعد مقتل الزرقاوي، فسنقوم بمطاردة وملاحقة كل الخيوط الصغيرة وبقايا هذا التنظيم». وعن الخطة التي رسمتها قوات الأمن العراقية لهذا الغرض، أكد فليح ان «هناك خطة أمنية واسعة لم يصادق عليها حتى الان من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي، وتهدف الى التحرك ومطاردة العناصر الارهابية في مناطق متعددة حول بغداد وشمالها». وفيما يتعلق بمساندة القوات المتعددة الجنسيات لقوات الأمن العراقية للقيام بمهامها، قال فليح «سوف نطلب دعم القوات المتعددة الجنسيات في حال الحاجة لإسنادها». وأشار المسؤول الامني العراقي، الى ان مدن الموصل والرمادي والفلوجة واليوسفية وأماكن اخرى، ستكون اهدافا لقوات الأمن العراقية لمطاردة أنصار وأتباع تنظيم القاعدة.وكان المالكي قد أكد اول من امس، ان الحكومة عازمة على إنهاء العنف. وقال المالكي في مؤتمر صحافي بعد مقتل الزرقاوي «هذه رسالة واضحة وقوية لكل الارهابيين، اننا لن نترك عملية التصدي لهم، بل سنتصدى لهم بكل شجاعة ومن دون خوف او كلل او ملل». وأوضح أن «هناك خطة أمنية مصادقا عليها من اللجنة الوزارية وغرفة العمليات، ربما هي الخطة الاولى في تاريخ الخطط العسكرية الموضوعة في مكافحة الارهاب». وأضاف المالكي أن «الخطة ستقضي على الارهاب بدرجة كبيرة جدا. قد لا تنهي الارهاب كله، لكنها ستكسر ظهر الإرهاب لأنها كرأس الحربة ستبدأ في بغداد وتنتهي في مختلف المناطق العراقية الاخرى».الى ذلك، فرضت الحكومة العراقية حظر التجول في العاصمة بغداد، امس، خوفا من شن تنظيم القاعدة هجمات انتقامية بعد مقتل الزرقاوي. وتوقع الجيش الاميركي ان يشن مساعدو الزرقاوي هجمات جديدة، للتأكيد على ان تنظيمهم مستمر في العمل في البلاد على الرغم من مقتل زعيمهم.وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مساء اول من امس في بيان، حظر سير المركبات امس. وقال البيان الذي بثه التلفزيون إن «رئيس الوزراء نوري المالكي قائد القوات المسلحة العراقية، فرض حظرا للتجوال في مدينتي بغداد وبعقوبة (60 كلم شمال بغداد) للمركبات الجمعة، يبدأ من الساعة 00.11 بالتوقيت المحلي لغاية الساعة 00.15 بالتوقيت المحلي».وأفاد مصدر امني بأن شوارع بغداد المكتظة عادة كانت شبه خالية صباح امس حتى قبل بدء تطبيق حظر التجوال. وقال مصدر امني عراقي إن «القرار جاء من أجل الحفاظ على حياة المواطنين من هجمات متوقعة بعد مقتل الزرقاوي».من ناحية ثانية، أعلن مصدر امني عراقي في بعقوبة، أمس، اعتقال ثمانية اشخاص بينهم صاحب المنزل الذي قتل فيه الزرقاوي.وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان «قوات اميركية ـ عراقية مشتركة اعتقلت عزيز علي صاحب المنزل الذي قتل فيه الزرقاوي في غارة الاربعاء خلال عمليات دهم وتفتيش في ناحية هبهب الى الشمال من بعقوبة».وأضاف المصدر أن «علي افاد في التحقيق الأولي بأنه أجر المنزل لعائلة تدعي انها هجرت قسريا»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأوضح ان «سبعة اشخاص آخرين اعتقلوا مع علي خلال حملة مداهمات في منطقة هبهب التي قتل فيها الزرقاوي».