الأخبار

سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ..... لابد من وضع خطة عمل للقضاء على الارهاب من جذوره ومعالجة اسبابه

1703 18:04:00 2006-06-09

قال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي امام الحضرة الحسينية المطهرة في كربلاء في خطبة صلاة الجمعة لهذا اليوم  ان القضاء على هذه العناصر الإرهابية وان كان يمثل خطوة مهمة لتخليص الشعب العراقي من جرائم القتل والاختطاف والتفجير والإرعاب ولكن لا بد من وضع خطة عمل للقضاء على الإرهاب من جذوره ومعالجة أسبابه لينعم العراق بأجواء الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، ولا يكفي ان ينهض مسؤولوا هذا البلد وقياداته وأبناء شعبه بهذه المهمة بل لا بد من تعاون كل الأطراف الإقليمية والدولية لمعالجة هذه الظاهرة لان دمارها وشرها بدأ يعم الجميع.

واضاف سماحته ان من جملة المعالجات المهمة:أولا:بيان خطأ وضلالة المنهج التكفيري الذي لم يبق أحدا إلا ورماه إما بالكفر والارتداد أو بالضلال عن الطريق الحق الذي يزعمونه!!! أو بالخيانة للوطن والشعب. وهذا المنهج هو الذي أعطى الغطاء الشرعي ووفر الأرضية العقائدية والنفسية لأولئك الإرهابيين لقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال وتفجير المراقدالمقدسة والمساجد والأسواق وقتل موظفي الدولة ومنتسبي الأجهزة الأمنية. ولا بد هنا من حملة توعية تثقيفية وتوعوية يقوم بها رجال الدين والمثقفون ورجال الفكر لبيان ضلالة هذا المنهج وابتعاده كل البعد عن المنهج القرآني والفكر المحمدي الأصيل، وبيان ان هذا النهج لا يؤدي فقط إلى شيوع القتل المحرم وانتهاك الأعراض المحرمة وسلب الأموال المحترمة كما يحصل في العراق الآن، بل يؤدي أيضا إلى تشويه سمعة الإسلام وهتك حرمته وتمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمعات الإسلامية، وشيوع الحقد والإحن والبغضاء بدلا من المحبة والتآلف والتوادد، وبالنتيجة ومع مرور الأيام والسنين سيؤدي إلى تراجع الحضارة الإسلامية عن موقعها الريادي سواء أكان على مستوى  الفكر والثقافة أم على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والتربوي.

ثانيا: السعي لمنع أي تدخل أجنبي ومن أية جهة كانت وتحصيل السيادة التامة للعراقيين خاصة في المجال السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي وترك العراقيين يضعون الحلول لأزماتهم ومشاكلهم بما يتناسب مع مصالحهم. ولابد ان يعي الآخرون ممن لا يروق لهم استقرار العراق ويستمرون في تدخلاتهم بشؤونه، أولئك الذين يريدون تصفية الحسابات على ارضه، ان استمرار هذه التدخلات لا ينعكس سلبا وضررا كبيرا على العراق وحده بل ستثبت الأيام والسنين القادمة ان هذه التدخلات ستلحق بهم الضرر الكبير وستفقدهمالكثير من المصداقية.

ثالثا : اعتماد الحوار والكلمة وسيلة أساسية لحل كل المشاكل والاختلافات وأما اعتماد العنف فانه لا يجر إلا إلى عنف آخر سيؤدي بالنتيجة إلى خسارة الجميع وبالتالي فان هذا الطرف أو ذاك ممن رأى ان اعتماد منهج العنف خير وسيلة لتحقيق أهدافه سيرى ان لاشيء سيحصل عليه بل العكس فان الدمار والتراجع والخيبة ستكون هي الثمار لمنهجه هذا.

رابعا: لابد من مشاركة الجميع من أطياف الشعب العراقي وبكل دياناته ومذاهبه وقومياته وكياناته السياسية وشرائحه الاجتماعية في العملية السياسية، وتحمل المسؤولية في تخليص الشعب العراقي مما يمر به من إرهاب ودمار وقتل وتهجير وتمزيق لوحدته، كما انه لابد من تجنب منهج الإقصاء لأي كيان سياسي مهما كانهذا الكيان بشرط ان لا يكون متبنيا لمنهج الإرهاب أو داعما له أو يقف بوجه بناء العراق الجديد وذلك من اجل ان يشعر الجميع ان لهم دورا مهما في بناء هذا البلد وتخليص شعبه المظلوم وأنهم أبناء هذا البلد ولهم موقع الاحترام والتقدير لدى الآخرين.

خامسا : من الأمور المهمة الملقاة على عاتق الجميع والمؤمنين خاصة الحفاظ على الهوية الإسلامية والمظاهر الأخلاقية الرفيعة لمجتمعنا وحفظ الثقافة الإسلامية الأصيلة لهذا المجتمع وصون أعرافه وتقاليده التي لا تتعارض مع الأعراف والثوابت الإسلامية. ومن جملة الوسائل لتحقيق هذا الهدف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتفعيل هذه الفريضة الإسلامية وبتفعيلها بقي الإسلام ومجتمعاته سدا منيعا أمام أي غزو ثقافي أو عقائدي أو سياسي صدر من أعداء الإسلام.  وقال سماحته أود هنا ان الفت نظر الأخوة المؤمنين ممن يحملون الغيرة على دينهم ويتحرقون أسفا وألما ان يروا بعض مظاهر الفساد والانحراف تستشري في المجتمع أقول: ان الإسلام قد وضع منهجا حكيما لمعالجة هذه الظواهر لابد من اعتمادها حتى يمكن تحقيق الأثر المطلوب من تطبيق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ونستطيع من خلال هذا المنهج الحكيم ان نحبب الإسلام لقلوب هؤلاء الذين انحرفوا أو ابتعدوا عن منهج دينهم القويم ومخالفة هذا المنهج الصائب والحكيم الذي اعتمد مخاطبة القلوب والأرواح، ولذلك فان منهج العنف أو القسر في تطبيق بعض الأحكام الإسلامية قد يؤدي إلى حصول النفور والبغض في قلوب الكثير من الناس للإسلام  وبالنتيجة ابتعادهم عن خط الهداية والصلاح.  اعلام الروضة الحسينية _ وكالة انباء براثا ( واب )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك