بغداد : «الشرق الأوسط» جاءت اولى المؤشرات على ان الساحة العراقية بدأت تضيق بأبي مصعب الزرقاوي الخريف الماضي، اثر انضمام العشائر السنية في محافظة الانبار الغربية، احد المعاقل الرئيسية للمتمردين، الى الحرب عليه وعلى مقاتليه العرب.أمام هذا الواقع اضطر الزرقاوي الى الرحيل عن الانبار وتردد انه اتجه نحو سامراء شمالا حيث شنت القوات الاميركية والعراقية عمليات عسكرية كبرى من أبرزها «عملية الانقضاض» للقضاء على تنظيمه في المنطقة. ثم تحرك الزرقاوي نحو الحويجة جنوب غرب كركوك وسرعان ما وجد في عشائرها السنية ايضا عدوا.وفي ابريل (نيسان) الماضي جاء شريط فيديو للزرقاوي ليؤشر على بداية نهاية المتشدد الاردني. فبعد دراسة اميركية معمقة للشريط بحثا عن أدلة على مكان تصويره شنت قوات اميركية في الاسبوع الأول من مايو (ايار) سلسلة غارات في بلدة اليوسفية جنوب غربي بغداد واعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال ريك لينتش في حينه ان الزرقاوي «موجود في بغداد او في ضواحيها القريبة». واكد الجنرال الاميركي «ان تركيز الزرقاوي ينصب على بغداد وضواحيها، ونحن نركز على الزرقاوي. نعتقد انه موجود في مكان ما بين بغداد وضواحيها القريبة». وقال لينتش «ان قوات التحالف نفذت خمس هجمات في بلدة اليوسفية وعثرت على كمية كبيرة من الوثائق ونسخة بدون مونتاج لتسجيل الفيديو للزرقاوي الذي بث على الانترنت». واضاف «انها مسألة وقت قبل ان يتم القبض عليه» مؤكدا انه يستند في اقواله إلى وثائق ضبطت اخيرا خلال العمليات في اليوسفية وضواحيها التي قتل خلالها 31 مقاتلا اجنبيا .لقد بدا واضحا ان توجه الزرقاوي نحو منطقة بعقوبة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد لم يكن بدافع الضرورة الامنية فحسب، بعد انضمام العشائر السنية في الانبار والحويجة الى الحرب ضده، بل كان مدفوعا برغبته في متابعة استراتيجيته الهادفة لاثارة الفتنة واشعال حرب طائفية.ويبدو ان الزرقاوي اقتنع بأن منطقة بعقوبة بحكم تنوعها العرقي (عرب واكراد وتركمان) والمذهبي (شيعة وسنة واقلية من الصابئة) هي المكان الأفضل لمتابعة خطته هذه. والهجمات التي شهدتها المنطقة في الاسابيع بل الشهور القليلة الماضية، من تفجيرات انتحارية واستهداف مساجد ومراقد شيعية ورؤوس بشرية في اكياس بلاستيكية، هي مؤشرات واضحة على ما كان يسعى اليه الزرقاوي واتباعه. لقد وجد الزرقاوي في بعقوبة ضالته ليلقى فيها حتفه ايضا.