كانت استقالته من قيادة الفرقة السابعة عشر في الجيش العراقي في تموز 2013 هي الاولى من نوعها لقائد عسكري عراقي بعد العام 2003، حيث لم تسجل حالات استقالة نظرا لما يتمتع به السلك العسكري من امتيازات ونفوذ، عاد اللواء الركن ناصر الغنام ليكرر السيناريو ذاته بعد تعيينه قائدا لعمليات الجزيرة والبادية (غرب الأنبار) في نيسان الماضي .
الانباء ماتزال متضاربة حتى الساعة بين تقدين الغنام طلب لاعفائه من منصبه وبين تريث رئيس الحكومة حيدر العبادي بقبول الطلب وتوسيط عشائر في المحافظة للضغط على الغنام بعدم الاستقالة، فيما لم يظهر اي موقف رسمي وسط هذا الكم من الانباء والمعلومات والاشاعات.
مصدر مقرب من الغنام روى جانبا من تفاصيل وكواليس استقالة الغنام، رابطا طلب تقديم الاعفاء لعدم ايفاء الحكومة في وعودها مع الغنام فيما يخص تجهيزه بقوات برية.
المصدر بين في حديث تابعته وكالة انباء براثا اليوم ان هناك ضغوطات من قبل بعض شيوخ عشائر الجغايفة على الغنام منها ″كونهم يريدون ان يستحوذوا على المساعدات لكي يبيعونها الى اهالي البغدادي وحديثة بسعر عال يصل الى نحو الف دولار لكيس طحين يزن 50 كغم″.
المصدر أكد أن الغنام تقدم بالفعل بطلب اعفاء الى رئيس الوزراء حيدر العبادي وليس لوزير الدفاع كما تحدثت بعض الانباء، لكن الأخير بحسب المصدر تريث بالموافقة وطالب بعض الشيوخ والمؤثرين باقناع الغنام عن العدول عن استقالته.
في هذه الاثناء يشير مصدر عسكري في قيادة عمليات الجزيرة والبادية إلى أن الغنام لا يريد ان يخوض معركة فاشلة، ناقلا عن قوله: ″لا اريد ان اخوض معركة لا تتوفر فيها مستلزمات النصر″، مبينا أن الغنام ″عسكري يتمتع بمهنية كبيرة ويرفض الرضوخ لضغوط لاطراف لا تفقه بامور العسكر والقتال″.
ويوضح المصدر أن الاخير قاد نحو 20 معركة ضارية ناجحة اسفرت مجملها عن مقتل واصابة واعتقال المئات من عناصر ″داعش″ بما فيهم عناصر وقيادات بارزة، فضلا عن تدمير العشرات من العجلات والاليات والاسلحة الحديثة لـ″داعش″ بما فيها اسلحة مضادة للطائرات.
ويشير المصدر إلى أن الغنام استطاع ايجاد ممر جوي لنقل العوائل المحاصرة في قضاء حديثة وناحية البغدادي (غرب الأنبار)، فضلا عن توفيره الالاف الاطنان من المواد الغذائية والمساعدات الانسانية والادوية والمشتقات النفطية والوقود للعوائل المحاصرة هناك.
بالمقابل أيد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي بعض الاسباب اعلاه التي ادت لطلب الغنام اعفائه من منصبه. مؤكداً أن الغنام مصر على استقالته حتى بعد ان اجتمع به وزير الدفاع خالد متعب العبيدي لغرض اقناعه بالعدول عن قراره.
وكشف الزاملي في حديثتابعته وكالة انباء براثاعن ترشيح كل من قائد عمليات الأنبار السابق رشيد فليح، وقائد عمليات صلاح الدين عبد الوهاب الساعدي الذي اقيل مؤخرا لخلافة الغنام، لافتا الى ان هناك تنافس كبير ومحموم على خلافة الغنام في قيادة عمليات الجزيرة والبادية.
وتشير السيرة الذاتية للغنام الى انه كان من اوائل الضباط العائدين للخدمة في الجيش العراقي الجديد بعد 2003 حيث عمل ضابط ركن في اللواء المدرع 41 حرس جمهوري وضابط ركن في لواء 3 قوات خاصة حرس جمهوري ومعاون آمر فوج في لواء 26 الحرس الجمهوري وبعدها آمرا لوحدة مراسيم الحرس الجمهوري، وهي جميعها مناصب رفيعة وحساسة في عهد النظام السابق .
ارسل بعد عودته الى الجيش الى خارج العراق مع 300 ضابط ركن ليعين بعدها مقدم في لواء المثنى لمدة عام واحد وآمرا للواء المثنى اربعة اعوام في مدينة ابو غريب (غربي بغداد) المضطربة امنية منذ العام 2003، ثم قائدا للفرقة الثانية في الموصل لمدة سنتان، وقائدا للفرقة 17 جنوب بغداد لمدة سنتان.
بعد تقديم استقالته من قيادة الفرقة السابعة عشر في الجيش العراقي تم استدعائه بعد ايام من سقوط مدينة الموصل بيد ″داعش″ في حزيران العام الماضي واختياره في منصب قائد عمليات نينوى لكن رفض لعدم توافقه مع القيادات العسكرية التي كانت موجودة انذاك، بعد منح البرلمان العراقي الثقة للحكومة الحالية باشر العمل في وزارة الدفاع منذ تشرين الأول اكتوبر الماضي وحتى اختياره لقائد لعمليات الجزيرة والبادية نيسان الماضي .
https://telegram.me/buratha
