المسؤولون اعترفوا بالنقص الحاد في القوات العسكرية وسعة المناطق المهددة بالارهاب تواجه محافظة ديالى وضعاً أمنياً متدهوراً، وكشف مسؤولون فيها عن تطبيق خطة امنية لمحاولة القضاء على الجماعات الارهابية لكنهم اعترفوا ان طاقة هذه الجماعات تفوق قدرة قوات الأمن التي تعاني قلة العدد وضعف التجهيزات، ودعوا الى خطة أمنية شبيهة بخطة امن البصرة. فقد اكد رعد ملا حويش التميمي محافظ ديالى بدء الخطة الأمنية في المحافظة وكشف عن القاء القبض على شبكة ارهابية اعترفت بتنفيذ عمليات ارهابية واغتيالات في المحافظة في نفس الوقت الذي اعترف مسؤولون في المحافظة بتفوق الارهاب على اجهزة الأمن.
وقال التميمي باتصال هاتفي اجرته”الصباح “ أمس ان الاجهزة المعنية بدأت بتنفيذ الخطة الأمنية التي تم اقتراحها اثناء لقاء رئيس الوزراء بالقادة والمسؤولين في المحافظة نهاية الاسبوع الماضي موضحاً انه تم تأسيس نقاط تفتيش دائمية على طريق الغالبية- مفرق القدس وخانقين- امام ويس اللتين شهدتا عمليات اغتيالات واختطافات ضد المواطنين اضافة الى تهديد الطريق التجاري الذي يربط العراق بايران.وكشف عن اعتقال شبكة ارهابية في ديالى مكونة من 7 عناصر اعترفت بتنفيذ تفجيرات في بعقوبة بالاضافة الى عمليات الاغتيالات ضد مواطنين ومسؤولين وتجار في المحافظة مشيرا الى اعتقال احد ابرز عناصر تنظيم القاعدة في ديالى وهو حمزة جعدان العاني في منطقة الزهيرات.
وعد المحافظ المقدادية والقصبات حول بعقوبة مناطق حاضنة للارهاب والعصابات التكفيرية التي تمولها اطراف خارجية مستفيدة من تفشي البطالة وسوء الحالة المعاشية والفساد الاداري داخليا.واعترف ان ديالى تحتل مرتبة متقدمة في عدد العمليات الارهابية التي تستهدف المواطنين في عموم العراق بقصد اشعال الفتنة الطائفية.
وفي الاتجاه الآخر من الخطة اكد المحافظ ان اجتماعات ولقاءات تجري منذ امس مع شيوخ وعشائر ووجهاء قضاء المقدادية لحثهم على التعاون مع الاجهزة الأمنية واتقاء الانزلاق في مهاوى الفتنة موضحا ان مجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء في اتصالات مباشرة وساخنة مع المسؤولين في ديالى لمراقبة تطور الموقف ساعة بساعة. وبين المحافظ ان القوات متعددة الجنسية ستساند القوات العراقية التي ستضطلع بتثبيت الاستقرار ومطاردة عناصر الارهاب والمجرمين.
من جهته شدد اللواء الركن غسان الباوي قائد شرطة ديالى على ضرورة تنفيذ خطة علمية تستلزم توفير الامكانيات المؤدية الى نجاحها وقال: ان قوات الشرطة تعمل 24 ساعة في اليوم مشيرا الى قلة عدد القوات وضآلة تسليحها وحاجتها الى دعم لوجستي.ووصف التحدي الارهابي بأنه حرب عصابات سريعة الحركة والانتقال معلنا الحاجة الى جهاز استخبارات دقيق ونافذ لرصد الاهداف قبل حركتها فضلا الى الاسلحة والتجهيزات الحديثة مع الدعم المادي لرجل الشرطة.وقال الباوي ان محافظة ديالة بحاجة الى قوة عسكرية منظمة مدربة بشكل جيد على مسك الارض وحرب العصابات لتطهير المناطق الموبوءة بالارهاب واعتقال الخلايا الارهابية.وفي السياق نفسه اعترف ابراهيم باجلان رئيس مجلس ادارة محافظة ديالى بالنقص الحاد في القوة العسكرية المتواجدة في المحافظة، وقال: ان تعداد مقاتلي الفرقة الخامسة في ديالى لا يتجاوز 4500 مقاتل في حين ان تعداد الفرقة الرابعة في كركوك يتجاوز 21 الف مقاتل، ما ترك فراغا امنيا واضحا للقوة العسكرية التي لم تتمكن من السيطرة على مدن وقرى المحافظة.وطالب باجلان الحكومة العراقية الاسراع برفد الفرقة العسكرية بمقاتلين مدربين تتناسب اعدادهم والتحديات الواقعية على الارض.وقسم رئيس مجلس ادارة المحافظة ديالى الى ثلاث مناطق سوداء- ساخنة، رمادية-متوترة، بيضاء-هادئة.وقال ان المناطق بين المقدادية-خان بني سعد سوداء ومناطق كنعان - بلدروز رمادية ومناطق حوض خانقين بيضاء.واشار الى ان اسباب تدهور الأمن في تلك المناطق يعود الى قلة رجال الأمن التي تسببت في تنامي المجاميع التكفيرية التي تمولها دول الجوار خارجيا وتغذيها البطالة وسوء الحالة المعاشية وقلة الخدمات داخلياً.وطالب باجلان شيوخ العشائر تأمين مناطقهم وتبليغ الجهات الأمنية عن تحركات العناصر الارهابية التي تسيئ للوحدة الوطنية وتجلب الضرر على المواطنين وممتلكاتهم.
جريدة الصباح
https://telegram.me/buratha