أكد مصدر أمني رفيع المستوى، اليوم الجمعة، أن ارهابيي (داعش) "فشلوا" باقتحام قضاء تلعفر رغم "ضراوة المعارك" في بدايتها، لكنهم دخلوا إليه بعد "قصفه بقذائف الهاون والمدفعية لمدة ثلاثة أيام".
وقال المصدر، وهو يروي الأحداث العسكرية التي رافقت دخول تنظيم (داعش) الارهابي الى قضاء تلعفر،(90 كم غرب الموصل)، في حديث الى (المدى برس) إن "تلعفر هي آخر مدينة سقطت في الموصل"،
مبينا ان "تنظيم داعش الارهابي أحس إنه غير قادر على اقتحام تلعفر فأستعمل خطة أخرى بمهاجمة المدينة بعشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل والمدافع التي استولوا عليها من الوحدات العسكرية ولمدة ثلاثة أيام"، وتابع "بعض العوائل انسحبت باتجاه قرى خلفية واقعة تحت سيطرة البيشمركة ولأن أغلب منتسبي لواء الجزيرة من أهالي تلعفر اضطروا إلى إخلاء عوائلهم فقد بدأ نوع من الاضطراب العسكري فأضطر ابو الوليد إلى الانسحاب لأن البقاء في تلعفر في ظل هذه الظروف هو انتحار".
وكشف المصدر الرفيع أن "قوات النخبة بقيت في تلعفر وواجهت تقدم الإرهابيين بقوة ومن دون غطاء جوي"، مستدركا "لكن كانت أعداد الإرهابيين بالمئات ناهيك عن كمية الأسلحة والأعتدة والأنواع المختلفة لديهم وبالفعل تم محاصرة تلعفر بالكامل من قبل الإرهابيين"، مؤكدا أن "القوات العسكرية استطاعت ان تكسر حصار داعش على تلعفر بعملية عسكرية نوعية كبد التنظيم الارهابي فيها العشرات من القتلى وأستطاع إخلاء القوات التي بقت تقاتل وتمكينهم من الانسحاب من دون أي خسارة بالأرواح بين الجنود العراقيين" .
وبين المصدر أن "لواء الجزيرة التابع للشرطة الاتحادية تشكل من أفواج من الشرطة المحلية واغلب عناصره من أهل تلعفر"، لافتا الى أنه "دخل في أربع معارك ضارية مع عصابات داعش آخرها كانت معركة شرسة جداً حيث حاولت مجموعة من داعش التقدم نحو تلعفر ويتقدمها تسعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ويستقلون سيارات مفخخة وخلفهم سيارات تحمل أحاديات مهيأة للدخول باعتبار أن الانتحاريين سيفتحون الطريق أمامهم"، مؤكدا أن "قوات اللواء سيطرت على الموقف وقتلت الانتحاريين قبل التقدم وأبادت المجموعة بالكامل ودمرت العجلات".
ولفت الى أن "معركة تلعفر شارك فيها، مع داعش الارهابي من الأجانب والعرب، بعض من أهالي تلعفر وهم من قادة التنظيم الارهابي بالموصل ومعروفون من كل اهالي الموصل"، موضحا أنه "سبق ان طردوا من قبل اهالي تلعفر لما أرتكبوه من جرائم بحق أهالي نينوى بالعموم".
وشهد، الاسبوع الاخير من شهر حزيران الماضي، تضارب الانباء بشأن سيطرة تنظيم (داعش) الارهابي على قضاء تلعفر ومطاره، بعد اشتباكات مع القوات الامنية واللجان الشعبية فيها وانسحاب القوات الامنية منه، اذ نفى مصدر في لواء الجزيرة التابع للشرطة الاتحادية، في (20 حزيران 2014)، أنباء سيطرة تنظيم (داعش) على مطار قضاء تلعفر، غرب الموصل (405 كم شمال بغداد)، وبيّن أن القوات الامنية "مستمرة" بتطهير بعض مناطق المحافظة، وفيما اكد سيطرتها على عدد من المناطق المحيطة بالمطار، كشف عن وصول "تعزيزات كبيرة" من الفرقة الذهبية واللجان الشعبية الى القضاء.
ويسكن تلعفر نحو 220 ألف نسمة بحسب إحصاءات وزارة التجارة العراقية، لكانون الأول من عام 2010، من التركمان الشيعة، وتبلغ مساحة القضاء 28 كم2، وتتبعه ثلاث نواحي هي ربيعة وزمار، فضلاً عن العياضية، التي يسكنها خليط من التركمان والعرب وقلة من الكرد، حيث تتواجد عشيرة الجرجرية الكردية في قرى الناحية.
وكانت تلعفر جزءاً من ولاية الموصل زمن الإمبراطورية العثمانية، وقد توسعت كقاعدة عسكرية وقلعة، يمكن مشاهدة آثارها حتى اليوم.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (10حزيران2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
https://telegram.me/buratha
