الأخبار

الحكيم والمالكي ...تنوّع الخطاب؟!

1378 2014-04-16

محمد حسن الساعدي

كلنا شاهدنا الحملة الدعائية لاعلان ائتلافي المواطن ودولة القانون في المحافظات الجنوبية ، وشاهدنا كيف كان التميّز واضحاً في خطاب الحكيم أمام انصاره ، والاعداد والتنظيم الذي عكس صورة جيدة للمتابع ، وهو يعكس حالة التخطيط الجيد ، والاعداد المنظم لهذه البرامج ، عكس المهرجانات التي اقامتها دولة القانون ، والتي عكست صورة الفوضى ، حتى وصل الحال الى المواجهة بين الجمهور ، وحمايات دولة رئيس الوزراء الذي بلغ تعدادهم اكثر من 5000 الاف فرد من الحمايات الخاصة والجيش ، ناهيك عن غلق المدن والطرق المؤديه الى مكان المؤتمر . 
وعندما نقف عند الخطابين نجد ان هناك توجيهن في الخطابين :
1) الاول الحكيم يدعو فيه الى التغيير الجذري في المنظوكة السياسية القائمة ، والعمل كفريق قوي منسجم لاصلاح ما يمكن اصلاحة في مؤسسات الدولة المختلفة ، والسعي الى ترسيد مبدأ الشراكة الايجابية بين جميع المكونات ، في حين نجد خطاب السيد المالكي منصب على تخويف الناس من داعش " جاك الذيب جاك الواوي " ، والسعي الى ترسيخ نظرية المؤامرة ضد المشروع الوطني والعملية السياسية. 
2) خطاب الحكيم فيه دعوة الى بناء الدولة العصرية التي يقودها فريق قوي منسجم ومتجانس فيما بينه ، في حين ان المالكي ودعوته الى الاغلبية السياسية ،وهي دعوة تنطوي على التفرد بالسلطة بين مفردتها ، في حين ان الاغلبية السياسية صعبة التحقيق في الوضع السياسي الحالي لاسباب عدة ، تحكمها الطبيعة الجغرافية والقومية والمذهبية لمكونات الشعب العراقي
3) دعى الحكيم في خطابه الى التسامح ، ونبذ الخلافات ، ونسيان الماضي ، مع اخذ الدروس والعبر ، والسعي من اجل بناء البلد ، فيما خطاب المالكي كان فيه رائحة البراود والقتل ، والتهديد بالارهاب ، ومحاولة ادخال المجتمع العراقي في آتون الحرب الطائفية ، من خلال تصريحات غريبة فيها أثارات وزعزعة للوضع القائم . 
4) أتسم خطاب الحكيم بالحكمة والعقلانية ، والى بناء المشروع الوطني وفق مفهوم الشراكة الوطنية بين المكونات ، دون تهميش او أقصاء لاحد ، فيما احتوى خطاب السيد المالكي على ارتهان مصير العراق بوجوده " اما انا او العراق سينتهي " ويرهن مصير البلد ببقاءه بالسلطة لولاية ثالثة . 
5) خطاب الحكيم كان خطاباً تأسيسياً لدولة المؤسسات ، لادلوة الشخص والحزب الواحد ، وخطاب مبني على اسس وافق واسع لبناء دولة المؤسسات ، فيما حوى خطاب السيد المالكي على الازمات والصراعات ، وادخال الخلاف بين "الكل مع الكل " .
6) كان خطاب الحكيم فيه تظلم وشكوى للشعب العراقي ، والدعوة الصادقة لمشاركة الجميع في بناء العراق الجديد ، فيما كان خطاب رئيس ائتلاف دولة القانون خطاب الخائف والمتشنج الذي يُخوف الآخرين ويرعبهم من القادم ، ويحذر من مستقبل مجهول . 
7) خطاب الحكيم كان خطاب الواثق ، ذو صوت وقوي ، ومتمكن ، ويملك مصداقية عالية من خلال حديثه ، وغير متردد ، فيما نجد خطاب السيد المالكي مليء باتناقضات ، وعدم القدرة على الثقة فيمن حوله ، ويعتقد أنه الوحيد الذي يملك القدرة على قيادة العراق من دون ان يقدم نموذج صالح لهذه القيادة . 
8) خطاب الحكيم كان فيه امل ، ودعوة صادقة الى العمل على بناء الدلوة العصرية العادلة ، " دولة المؤسسات " ، والسعي الى بث روح الامل بالمستقبل الواعد ، فيما كان الهطاب الاخر الخوف والتخويف من المستقبل . 
هذا الفارق بين الخطابين ، نجد فيه القراءة الصحيحة للمواقف من كلا الطرفين ، ويعكس عن النظرة الواقعية لكل منهما ، كما انه يجسد واقع حال كلا الطرفين المتنافسين ، كما ان القارئ المنصف يجد في خطاب الحكيم ابتعاده عن التسقيط السياسي للخصوم ، وعدم نقدة للشخوص ، فيما نجد الآخر يتهم ويسقط ، ويشوه الحقائق امام الجمهور . 
يبقى على الجمهور ان يقرأ هذه التجمعات الانتخابية ، ويحلل توجهات كل طرف لينب موقفه الانتخابي عليه ، كي نذهب الى صناديق الاقتراع ونحن على قناعة بما نختار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-04-17
تحليل جيد ومميز واظهر نقاط التنافس بين كل فريق ودلالات قوتها وضعفها وطرح الافكار للمتلقي بسلاسه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك