في تطور لافت كشف اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان عن عزمه ارسال وفد علمائي رفيع للقاء المرجعيات الدينية في النجف، وبخاصة السيد علي السيستاني، لتقديم شكوى إليهم ضد المالكي والسياسة التي يتبعها مع إقليم كردستان، ومطالبتهم بالضغط على الحكومة لإرسال رواتب موظفي كردستان، التي قطعتها الحكومة الاتحادية على خلفية الخلاف مع حكومة الإقليم بشأن ملفي النفط والبيشمركة، فيما أشاد الاتحاد بالعلاقات المتينة والقوية بين الكرد والشيعة.
وقال بيان صادر عن اتحاد علماء الدين في كردستان، نقلته مواقع كردية، ان "الوفد سيكون برئاسة الملا عبد الله ملا سعيد رئيس اتحاد علماء الدين في كردستان، ويضم عددا من علماء الدين من مناطق كردستان المختلفة".
وأضاف، ان "زيارة الوفد تأتي في اطار الواجب الديني والوطني لعلماء الدين في كردستان، وكذلك لما للكرد والشيعة من علاقات قوية ومتينة".
وبين أن "الهدف من الزيارة الى النجف، هو اللقاء بمراجع الدين الشيعة في النجف، وعلى رأسهم المرجع علي السيستاني، والحديث معهم بشأن الوضع القائم بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وما تفرضها الاخيرة على الاقليم من اجراءات وحصار اقتصادي عبر عدم ارسال رواتب موظفي اقليم كردستان".
وعبر رئيس اتحاد علماء الدين في كردستان، عن امله في ان يتوصلوا "مع المراجع الشيعة الى خلق حالة ايجابية تضع حدا للوضع الحالي ويسير بالوضع العراقي بشكل عام نحو الهدوء والاستقرار وانهاء الخلافات والصراعات، حتى لا تلحق الضرر بعلاقات الطرفين، وتشكل خطورة على حياة ومعيشة الناس".
وكان اتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان، استنكر، الاسبوع الماضي، موقف الحكومة الاتحادية في تعاملها مع الإقليم فيما يخص قطع رواتب ومستحقات موظفيها.
وقال الملا عبد الله ملا سعيد، رئيس الاتحاد لموقع "zanayan" إن "الأساليب التي تتبعها الحكومة الإتحادية تجاه إقليم كردستان أساليب عدائية وبعيدة كل البعد عن روح التعايش المشترك بين الكرد والعرب ومخالفة تماماً للشريعة الإسلامية والأديان السماوية"، معتبرا أن "أسلوب قطع قوت الشعب الكردي يذكرنا بأساليب القمع والديكتاتورية التي مارستها الأنظمة البعثية التي حكمت العراق في السنوات الماضية".
وأضاف أن "مثل هذه الأساليب من شأنها أن تضعف حس الشعب الكردي تجاه روح التعايش والأخوة يوماً بعد يوم لأنها لم تعادي بذلك حكومة الإقليم فحسب وإنما تمس وبصورة مباشرة كافة سكان الإقليم".
وأكد رئيس اتحاد علماء الدين في كردستان أنه "من حق مواطني الإقليم المطالبة بحقهم الشرعي المتمثل برواتبهم الوظيفية والعيش الرغيد"، داعياً "مواطني الإقليم إلى التحلي بالصبر والتزام بالحكمة".
ودعا "حكومة إقليم كردستان بالعمل ليلاً ونهاراً لإيجاد الطرق المناسبة لحل هذه القضية"، متمنياً، أن "تجد حكومة الإقليم حلاً جذرياً لمواجهة مثل هذه العوائق التي قد تصادفها في المستقبل".
وكانت أشواق جاف، عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية، والنائب عن التحالف الكردستاني، دعت "المرجعيات الدينية إلى التدخل في حل مسألة قيام الحكومة الاتحادية بقطع رواتب موظفي اقليم كردستان"' .
وقالت في بيان صحفي، اطلعت عليه "العالم الجديد"، إن "المنطق الإنساني والقانوني والدستوري والديني، لا يعطيان الحق لبغداد بمحاربة ابناء الاقليم واستخدام رواتب الموظفين كورقة ضغط لإرغام الاقليم على الرضوخ لسياسات بغداد".
واشادت الجاف بمواقف المرجعية الدينية في العراق، قائلة "انها كانت ولا تزال وستستمر في الوقوف مع ابناء الشعب وقوتهم"، مضيفة "وانها لن تقبل بقطع رواتب وأرزاق الاخرين ومحاربة المواطن اقتصاديا من قبل اية سلطة كانت ومهما كان توجهها".
ورجت الجاف المرجعيات الدينية في النجف "التتدخل بشكل سريع وفعال لاطلاق رواتب موظفي اقليم كردستان، التي لطالما كانت الملاذ الامن لكل أبناء العراق وعلى مر الزمان".
https://telegram.me/buratha
