نوري المالكي، الذي شكل امس اول حكومة عراقية دائمة بعد الحرب، هو الرجل الثاني في حزب الدعوة الاسلامية، اقدم حزب اسلامي شيعي في العراق، ويعرف عنه انه رجل حازم.وقرر المالكي بعد بضعة ايام على تكليفه من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني تشكيل الحكومة العراقية في 22 الشهر الماضي، ان يتخلى عن اسمه الاول الحركي جواد والعودة الى اسمه الحقيقي نوري. وكان اعتمد الاسم الاول خلال السنوات التي ناضل فيها ضد نظام صدام حسين من المنفى، وذلك ليتفادى اي اعتداء على عائلته او على مقربين منه.واصر المالكي، في المفاوضات التي سبقت تشكيل الحكومة، على اختيار وزراء من التكنوقراط الاقوياء القادرين على مواجهة التحديات. واضاف «يجب عليهم ان يخدموا الشعب»، مؤكدا انه لن يقبل ان تدار الوزارات على اسس طائفية او اثنية.واعتاد هذا السياسي الظهور في وسائل الاعلام ليدين بقوة اعمال العنف التي تستهدف الشيعة، خصوصا الهجمات الدامية على مساجد هذه الطائفة الاكثر عددا في العراق. ولد المالكي، البالغ من العمر 56 عاما، في الحلة كبرى مدن محافظة بابل، على بعد 100 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة بغداد. وقد اكمل دراسته في اللغة العربية في جامعة بغداد، وحصل على شهادة الدكتوراه، ثم عمل موظفا في مديرية تربية مدينة الحلة.وفي عام 1980، اصدر نظام صدام حسين قرارا حظر بموجبه حزب الدعوة، فاصبح اعضاؤه مهددين بالاعدام، مما حدا بالمالكي والعديد من اعضاء الحزب الى استخدام اسماء حركية، ثم الفرار الى خارج البلاد. وكان حزب الدعوة تأسس في الخمسينات على يد محمد باقر الصدر، الذي دعا الى تجديد المؤسسات الدينية. ويؤكد الحزب ان نظام صدام حسين قتل 77 الفا من عناصره بين عامي 1984 و1988.وبعد سقوط نظام صدام في ابريل (نيسان) 2003، عاد المالكي الى العراق، حيث شغل منصب نائب رئيس «هيئة اجتثاث البعث»، التي شكلها الحاكم الاميركي على العراق بول بريمر (2003-2004).ثم شغل العديد من المناصب منها رئاسة اللجنة الأمنية في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان الانتقالي)، والمتحدث الاعلامي باسم الائتلاف العراقي الموحد، وهو من الذين دافعوا بشدة عن سن «قانون مكافحة الارهاب»، في البرلمان العراقي. وقد اعلن المالكي فور تكليفه ان «الجيوش يجب ان تبقى بين ايدي الحكومة وحدها، وهناك قانون ينص على دمج الميليشيا في قوات الأمن». والمالكي متزوج وأب لصبي وثلاث بنات.
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha