وزارة العمل العراقية اخذت على عاتقها تأمين العيش للمستفيدين من دورها فهي تتكفل بتربية الطفل من الايام الاولى لعمره حتى بلوغه السن القانونية وحتى انها تقوم بتقديم اكثر من ذلك للاناث، فكما هو معلوم ان أي بلد شرقي لا يسمح بترك بنت في الثامنة عشرة من عمرها في معترك الحياة لوحدها، وهنا تقوم الوزارة بتأمين فرص عمل لها داخل مؤسساتها كنوع من المساعدة خارج حدود الصلاحيات.
كل ما يعرفه الايتام في هذه الدور ان اسمه فلان ولديه من الاخوة الكثير وأمه هي المسؤولة عن القاطع، ومنهم من يستغل الفرصة لإثبات وجوده في المجتمع حيث تخرج من دور الايتام رجال ونساء بشهادات عليا وهم يعيشون الان حياة كريمة والبعض الآخر يفضل الانتقام من المجتمع الذي اوجده كيتيم.
مصدر مسؤول في دائرة الايتام قال ان المسجلين لديهم بعد بلوغ السن القانونية «لا ينسلخون تماما بعد تخرجهم فيبقون على اتصال دائم بنا فنحن نيسر لهم كل شيء ونسهل اندماجهم بالمجتمع». واضاف «نقوم بدعمهم لتكوين اسر، فعادة يفضل الذكر الارتباط بزوجة تكون ايضا مستفيدة من دور الايتام فنوفر لهم العمل». وقال المصدر «نمدهم بالعون بكل صوره حتى يصل الامر الى تمثيل دور العائلة والعشيرة لهم اذا تطلب الامر»، وبين ان «مشاكل الحياة تجبرهم احيانا طلب العون من اشخاص يمثلونه كما هو معروف في المجتمع العراقي الفصل العشائري وغيره وهنا نقوم نحن بهذا الدور لاحساسنا بانه جزء منا.. وقمنا مؤخرا وفي دائرة الاصلاح بتنظيم حفلة زواج لاحدى المستفيدات في دار تأهيل الاحداث الاناث في الاعظمية داخل الدار وأعدت وجبة غذاء خاصة في حديقة الدار الخارجية».
واضاف المصدر «ان الوزارة عقدت مؤخرا اجتماعا لمناقشة دراسة من قبل فريق متخصص للترويج لفكرة كفالة اليتيم او تبنيه ومدى امكانية مساهمة الجمعيات التعاونية الانتاجية في تقديم منتجاتها للمتزوجين من مستفيدي دور الدولة في ضوء استقلالها المالي والاداري، فكما هو معروف ان الظرف الذي يعيشه العراق الان نجمت عنه زيادة في اعداد الايتام وقسم كبير منهم تكفلهم نفس عائلاتهم، فيما يتم ايداع القسم الاخر في مؤسساتنا لكن القدرة الاستيعابية تجعل من الصعب استقبال ايتام هم في امس الحاجة للرعاية.. ولهذا كان لا بد من تفعيل خطة للترويج لكفالة وتبني الايتام».
المواطن مصطفى مجيد اوضح لـ«الشرق الأوسط» انه يرعى الان خمسة اطفال ايتام وهم ابناء اخيه الذي فقد عام 2005 ولم يعرفوا مصيره لحد الان. واكد ان عاداتهم الاجتماعية لا تسمح بان يتخلوا عن اطفال اقاربهم مهما كانت الظروف. اما عن كيفية تدبر معيشتهم فاوضح ان «الله كفيل بهم وما انا الا سبب.. واحمد الله كثيرا لاني قادر على تأمين طعامهم وملابسهم ودراستهم، وهناك اطفال لا يجدون مثل هذه الرعاية وقد يجبرون على سلوك طريق الجريمة والانحراف».
الفرات
https://telegram.me/buratha
