يقول حيدر إن عائلة قاسم المكونة من عشرة أشخاص بقيت دون معيل لاسيما بعد وفاة والده قبل أربعة أعوام. وأوضح باسم كريم وهو أحد سكان الصويرة، أن تكرار الحوادث في هذه المدينة بالذات ورغم الإجراءات الأمنية المكثفة، جعل أهلها في حيرة من أمرهم؛ ففي كل مرة يبتكر الارهابيون طريقة جديدة لتنفيذ هجماتهم المميتة، ويتم في هذه العمليات استغلال النساء والأطفال والشيوخ لتنفيذها حتى من دون علمهم. ويقول كريم «قبل بضعة أشهر استأجرت عائلة مكونة من امرأة وأربعة أطفال حافلة صغيرة لتقلهم من احدى المدن الجنوبية الى الصويرة»، ويسترسل كريم في روايته ان العائلة طلبت من السائق ان يقلهم إلى سوق الصويرة، وبعد ترجلهم من الحافلة بوقت قصير انفجرت الحافلة وأودت بحياة سبعة أشخاص «وبينما تنشغل الشرطة والناس بالانفجار يختفي المنفذون بلمح البصر وكان هناك من ينتظرهم ويلوذ بهم».
ويجزم أحمد، 31 عام، ويعمل سائق تكسي في بغداد، أن أغلب السيارات التي تنفجر ويعلن الاعلام لاحقا أن بداخلها ارهابي انتحاري وهذا جائز أحيانا، هو أمر غير صحيح. اذ يعتقد احمد بأن السيارات التي يقودها انتحاريون تستهدف في الغالب مقرات الجيش او الشرطة، ويمكن تمييزها من خلال محاولة السائق اجتياز الحواجز والتوغل قبل التفجير الى الداخل. ويقول أحمد ان «أكثر السيارات التي تنفجر في الاسواق لا يقودها ارهابيون بل أناس بسطاء يخرجون كل صباح للعمل لتأمين لقمة العيش لأبنائهم وهم من سواق التاكسي يتم استئجارهم من قبل نساء أو شيوخ وحتى عوائل كي يبعدوا الشكوك عنهم. وبعد نقلهم الى أماكن معينة يطلبون النزول في طرق وأماكن مكتظة بالناس بعد ان يتركوا خلفهم كيسا صغيرا تحت المقعد الخلفي أو في صندوق السيارة يحوي مواد قابلة للتفجير عن بعد».
ويقول ناهد وهو سائق تاكسي، إنه فقد الثقة حتى بأقرب الناس اليه بسبب ما يراه من حوادث وتفجيرات بشكل مستمر. ويقول بشيء من الأسف «قد يكون المنفذون نساء لا تتجاوز أعمارهن الخامسة والعشرين، وتارة نساء كبيرات في السن، لكنك تكتشف فيما بعد بأنهن ذئاب بملابس حملان وديعة»، ويضيف ناهد «صرت أفتش سيارتي وبشكل مستمر بعد كل مهمة؛ فبعد أن ابتعد عن المكان الذي ينزل به الشخص اتفحصها من جميع الجوانب مخافة ان يكون قد ترك بداخلها شيء قد ينهي حياتي وربما سمعتي ايضا، اذ سيقال لاحقا إني انتحاري تسببت بقتل الأبرياء».
ويقول احد التجار في سوق الشورجة، إن الطرق المبتكرة في تنفيذ الهجمات «جعلتنا نفكر ألف مرة قبل الإقدام على مساعدة الناس»، ويسترسل قائلا «كنا في السابق نساعد الناس حين يطلبون منا الابقاء على حاجياتهم في محالنا لحين إكمال تسوقهم، أما الآن فهذا الامر محال، خشية ان تحتوي تلك الأكياس على مواد متفجرة».
ويقول احد الضباط في قسم المتفجرات في وزارة الداخلية، ان هناك أساليب وتقنيات تستخدم في الاعمال الارهابية لا تعد ولا تحصى؛ «فتارة يتم استخدام عبوات صغيرة لكنها شديدة الانفجار ولا يتجاوز حجمها علبة الحليب متوسطة الحجم، وتارة تستخدم صواريخ كعبوة».
ويقول المسؤول في وزارة الداخلية «نحن قادرون على التمييز بين الانتحاري والشخص الاعتيادي الذي يجري استغلاله مثل سائقي التاكسي ومركبات الحمل، لكن الذي نسعى اليه الآن هو تثقيف المواطن لقطع الطريق أمام من يعمل على استغلاله بهذه الصورة البشعة وبخاصة اصحاب سيارات النقل العام الذين بدأوا الآن بالتجاوب معنا حفاظا على أرواح المواطنين الذين ينقلونهم»، وأضاف أن سائقي التاكسيات والحافلات مخولون بتفتيش أي شخص وجميع الحقائب التي يحملها الركاب معهم
https://telegram.me/buratha
