بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات المهمة في البلاد وجمع غفير من المواطنين ، أقام سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ورئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد بمكتبه الخاص في بغداد أحتفالا كبيرا بمناسبة ذكرى عيد الولاية وأكمال الدين عيد الغدير الأغر وذلك صباح الاثنين 8/1/2007 .
وقد ألقى سماحته كلمة قيمة هنأ فيها المسلمون عامة وأتباع آل البيت خاصة بهذه المناسبة السعيدة داعيا الباري تعالى أن يعيده على العراقيين وقد تحققت آمالهم العريضة في الوحدة وبناء العراق الجديد . وفيما يلي نص الكلمة :-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله في محكم كتابه ( يايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم اكملت لكم دينكم واتتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ). صدق الله العلي العظيم
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى اله وسلم
ابارك هذا اليوم العظيم يوم العيد الاكبر ابارك للاسلام والحجة المنتظر وللمراجع العظام وفي مقدمتهم الامام السيستاني وعموم المسلمين وعموم الشعب العراقي واتباع ال البيت في كل مكان يعتبر هذا اليوم العظيم الذي اعتبر في الروايات العيد الاكبر عيد الولاية وعيد الامامة هذا اليوم عرف في الروايات بانه افضل الاعياد واهم الاعياد الاسلامية فقد ورد في السنه الشريفة بانه يسمى في السماء بيوم العهد المعهود وفي الارض يوم الميثاق المعهود وقد سال الامام هل للمسلمين غير الجمعة وعيد الاضحى والفطر هل يوجد عيد ؟ قال نعم اعظمها حرمة قيل اي عيد ؟ قال هو اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص ) امير المؤمنين على ( عليه السلام ) وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه وهو يوم 18 ذو الحجة لذلك يستحب زيارة الامام فقد ورد عن الامام الرضا لابن ابي نصر : يابن ابي نصير اينما كنت فاحضر يوم الغدير عند امير المؤمنين ( ع ) فان الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنه ومسلم ومسلمة لـ 60 سنة كما ورد في الرواية ، الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين ( ع ) ولابد من الوقوف في هذا اليوم وقد تحدث المتحدثون في هذا الاجتماع والاجتماعات التي حصلت في السنوات السابقة ومنذ عهد رسول الله ( ص ) ولحد اليوم لابد من التوقف كي نذكر ماذا حصل في هذا اليوم وبشكل مختصر يتناسب مع الوقت المحدود .
الاية الاولى (( يايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ... الخ )
هناك طلب من رسول الله لكي ينفذ امر الهي مهم وطلب الله منه تبليغه (( وان لم تفعل فما بلغت رسالته )) لهذا الامر مقدار كبير من الاهمية بحيث أذا لم يبلغ فلا بلاغ للرسالة التي تجاوز عمرها انذاك 20 سنة ولكن هذا البلاغ يمثل عمق الرسالة وهو مسالة اعتقادية ضرورية مهمة تمثل اصول الدين . (( والله يعصمك من الناس )) وهذه اشاره الى ان هناك حالة من التوقف لدى رسول الله .
كما اوردت الروايات لدى عموم المسلمين ان رسول الله ( ص ) في اخر حياته اراد الحج وسميت هذه الحجة بحجة الوداع وهي الحجة الوحيدة لرسول الله ( ص ) . رسول الله حينما اراد الذهاب الى الحج لاداء المناسك التي يؤديها اول مرة واخر مرة في حياته بعث رسل يطلب من عموم المسلمين حضور هذه المناسك وان عموم المسلمين شاركوا في هذا الحج حتى قيل أن عدد الحجاج كان 200،000 وهذا شيء مهم وكبير لانه يمثل عموم المسلمين اضافة الى انه حصل في ظروف كالتي كان يعيشها المسلمين ، ادى النبي الحج وعلم الناس الطواف والمناسك وادى عدد من الخطب في عرفه وفي منى وفي طريق الرجوع وفي موضع يسمى ( الجعفه ) التي كانت منطقة تلاقي التجار الذين يذهبون الى اليمن والعراق والى الشام او المدينة نزلت الاية الكريمة في تلك المنطقة وطلب منه ان يبلغ ، هنا وقف رسول الله وصمم على تنفيذ الامر الالهي فقام بدعوة المسلمين الذين غادروا هذه المنطقة وارجعهم وانتظر المسلمين الذين كانوا في الطريق حتى اجتمع الجميع وعقد لقاء جماهيري في تلك المنطقة وكان العدد انذاك كبير بعض الروايات تقول 40,000 الف وبعضها تقول 70,000 الف الى 120,000 الف شخص كان حاضر في هذه الواقعه ، في هذا الاجتماع صعد رسول الله المبنى وكان عبارة عن اعواد وكانت موضوعة وبدأ بالخطابة وقد اختلفت الروايات في حجم هذه الخطة ولكن اهم محاور هذه الخطه قامت على عدد من المسائل اهمها ان النبي نعى نفسه ، هذا مهم شيء وخطير وبالتالي النبي ( ص ) ان ينعى نفسه بهذه الطريقة وبهذا المكان ثم المحور الثاني حيث مدح وثنى على امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) حيث بين ايمانه وزهده وفضائله وهذا ايضاً كان احد المحاور، المحور الثالث والمهم هو حديث ما بعد الوفاة حيث قال : اودعت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وهذا الحديث يبين فيه رسول الله فضائل عترة آل البيت ، المحور الرابع والاهم والذي مهد له رسول الله في المحاور السابقة هو : اشهاد المسلمين على انفسهم حيث قال ( ص ) : اتعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم وفي روايات اخرى يطرح رسول الله استفسار " من اولى بالمؤمنين من انفسهم "؟ فقال المسلمون : (( الله وانت اولى بالمؤمنين من انفسهم )) وبالتالي هذه هي الولاية الخاصة والعامة للرسول والذي شهدها المسلمون له في البداية ثم قال رسول الله (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )) وبهذا ثبت رسول الله وبشكل واضح وصريح معنى الولاية اذن في هذا الجمع الكبير يقف رسول الله ويبلغ المسلمين بهذا البلاغ الخطير بالتاكيد وهذا يعكس اهمية هذا البيان كذلك ان الاية تقول (( وان لم تفعل فما بلغت رسالته )) وهذا دليل واضح وصريح على اهمية وضرورة هذا البلاغ التي جعلت الرسول يجمع كل المسلمين ويرسل على من غادر منهم ويرجعه ولاول مرة في التاريخ الاسلامي طلب الرسول من المسلمون ان يبايعوا علي ( ع ) ونصب رسول الله خيمه لـ علي ( ع ) وكان ذلك ايضاً لاول مرة لان علي ( ع ) اصبح اميراً للمؤمنين وايضاً في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة بين رسول الله هذه الولاية وفي اليوم التاسع عشرمن ذي الحجة كان يوم اخذ البيعة لـ علي ( ع ) ودخل عليه المسلمون ليبايعوه وصار تثبيت لهذه البيعة ، وحسب الروايات الواردة عندنا , انه من الضروري ان نجدد البيعة لعلي ولاولاده المعصومين ( ع) والتجديد السنوي تأكيد لهذه البيعة وان من يتمكن ان يذهب الى النجف فليذهب ويستحب في هذا اليوم انه عندما يلاقي الانسان مع انسان اخر يقول ( الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين والائمة المعصومين ) ولابد من سعي كل الكتاب والشعراء والمثقفين ووسائل الاعلام للافصاح عن حقيقة هذا اليوم وارتباطنا في طريق الولاية فهي من اصول الدين واصول المذهب ولكن مع الاسف من المفروض ان يفرح الانسان بهذه الواقعة لكن حدث العكس لانه عندما يذكر هذه الواقعة يذكر معها الشجون بسبب الموقف من علي ( ع ) وال علي ( ع ) واتباع علي ( ع ).
فعندما توفي رسول الله راينا كيف تم التعامل مع هذه البيعة ومطاردة علي وال علي وما فعله النواصب على طول التاريخ والى اليوم نحن في العراق ندفع ضريبة الولاية . اليوم تشن حرب اباده طائفية علينا لماذا ماذا صنعنا لأننا نتبع علي وال علي (ع) لاننا متمسكون بالغدير ومتمسكون بما قال رسول الله في يوم الغدير ، و يوم امس احد الاشخاص الذين يعتبرون انفسهم من العلماء السعوديين من النواصب المجرمين يفتي بكفر الشيعة الامامية الاثنا عشرية ويبيح دمائنا واعراضنا واليوم نرى مثل هذه النماذج وصدام كان ايضا يمثل هذا الطريق فقد كان طائفيا ُ وله موقف من اتباع اهل البيت وفع ما فعل بالمراجع والحوزات العلمية والعراقيين واليوم يقول عالم وبكل وقاحه وامام حكومته ولا تقول له حكومته شيء وكان لدينا في شهر رمضان المبارك وثيقة مكه اي اتفق عليه الكثير من العلماء المسلمين في بيت الله الحرام وتم التوقيع على حرمة الدم العراقي بعد ذلك اصدر (38) شخصية ناصبية حكم تكفير الشيعة او البيان السيء والموقف السيء اتجاه أتباع ال البيت في العراق وقد سمعتم اول امس ماذا حل بأتباع اهل البيت في العراق يؤخذ الشباب والنساء يقتلون ويعلقون على اعمدة الكهرباء ، لقد اختار اتباع اهل البيت طريقهم الذين ساروا عليه منذ الف واربعمئة سنه ولم يتمكنوا ان يغيروا موقف اتباع اهل البيت من ولائهم لأهل البيت ونحن متمسكون بهم ونطلب من الله تعالى ان نكون معهم في الدنيا والاخره وهذا الارتباط ناتج عن قناعة وايمان مطلق بالولاية لان الولاية هي اصل من اصول الدين .
كما هو معروف ان عدام الطاغية المجرم صدام كان فرحة لغالبية واسعه من ابناء الشعب العراقي الذين اعدمهم الطاغية وللاجرام الذي لحق بالشعب العراقي وفي ذلك لا بد من الاطلاع على مجموعة من الحقائق :-
اولاُ : هناك قضاء قوي له القدره على المحاكمه وعلى انزال الحكم وهذا يعد انتصار كبير للشعب العراقي وكل مؤسساته برغم من كل المشاكل والمعوقات ولكن رغم كل ذلك القضاء اثبت قوته في اصدار الاحكام بحق صدام وبالتالي تكون هناك دوله لها ادارة جديه في التنفيذ وكذك هناك قدرة على التنفيذ وبعد تنفيذ الحكم سلم صدام الى ذويه بأحترام و وفق القوانين بعد ان ارسلوا على شيخ العشيره و وقعوا على استلامها ونقلت الجثه الى المكان الذي ارادوه ووفرت الحماية لهم في نقل الجثة واقاموا الشعائر بالطريقة ألتي ارادوها وهذا بخلاف ما كان صدام يعامل به المعدموين من العراقيين والعراقيين يعرفون ذلك وما فعله صدام بعائلة السيد الحكيم وعائلة السيد شبر وعائلة السيد بحر العلوم ولكن لانريد أن يكون التعامل بهذه الطريقة هذه حقيقة يجب أن نلتفت أليها .
كان صدام يقول أن له موالين 100% ويريدونه حاكما للعراق وهل من المعقول أنه لايوجد شخص مريض ولايستطيع الحضور أوشخص لايريد صدام هل من المعقول أن الشعب كله موافق عليه ؟ ولكن في الحقيقة هذا أدعاء كاذب . ولكن لو لاحظنا كم حضر في مراسيم الفاتحة من أقارب وغيرهم هل يتناسب مع ما كان يدعيه على مستوى العراق كم الذين حضروا في صلاح الدين وغيرها من المناطق وقطعا لايصل الى 20000 فماذا يمثل هؤلاء من الشعب العراقي ؟. هذا حجم صدام ، ونفس الشيء حصل في العالم العربي والاسلامي الدول التي نعت صدام ( ليبيا والجزائر واليمن ) ولاحظوا كيف وصل هؤلاء الى الحكم وبأي طريقة وبالتأكيد وصلوا بنفس طريقة وصول صدام الى الحكم وحدثت مظاهرات وصورتها الفضائيات المسمومة وشاهدتم التهويل والتطبيل رغم ان الذين خرجوا في التظاهرات هم أعداد قليلة ولايتناسب مع عدد نفوس العالم العربي . أن أعدام صدام سابقة قليلة من نوعها في العالم الاسلامي وبالاخص في العالم العربي أذ لايوجد حاكم عربي لحد الآن يلقى عليه القبض ويقدم للمحاكمة العادلة ويحكم عليه بالاعدام وتسلم جثته لاهله وهذا شيء عظيم حققه العراقيون وسوف يؤسس لظاهرة عظيمة من ظواهر العدالة وبالتأكيد هناك الملايين من أبناء الشعب العراقي يقولون العراقيون فعلوا الشيء الصحيح ولكن بعض الفضائيات أستغلت الحدث وبثت سمومها ، كذلك ماقاله بعض رجال الدين في يوم الجمعة في دفاعهم الغير مبرر عن صدام وجرائمه وهم على علم بالجرائم التي ارتكبها بحق الشيعة والسنة ، ألم يعدم الشيخ عبدالعزيز البدري ؟ ألم يدخل العراق في حروب مدمرة ؟ . نحن اليوم كعراقيين نطلب من المحكمة أن تستمر في محاكمة الاشخاص الذين ارتكبوا الجرائم بحق العراقيين وقد تكلمنا مع السادة القضاة في فتح ملفات مهمة مثل ملف الانتفاضة الشعبانية وملف تجفيف الاهوار وقتل العلماء والكثير من الجرائم الاخرى كما نطالب أن تنفذ السلطة التنفيذية الاحكام التي أصدرتها السلطة القضائية.
وفيما يخص الملف الامني فأن الحكومة كما هو معروف عندها خطة ونتمنى أن تكون أفضل من الخطط السابقة وأن تتصدى للمجموعات الارهابية والتكفيرية والصدامية ، اليوم البعث الصدامي هو أخطر الاعداء على العراق والعراقيين ويجب أن يضربوا بيد من حديد وعلى الحكومة أن تستفيد من القاعدة الجماهيرية المليونية التي انتخبتها والتي تتكأ عليها ويجب الاعتماد على الجماهير والامة والشعب في مواجهة هؤلاء المجرمين وأيقافهم عند حدودهم ، وأن فكرة اللجان الشعبية جاءت في هذا السياق وأبدى الناس أستعدادهم لحفظ الامن وحفظ الوحدة بين عموم العراقيين ولانقبل أن يكون هناك تعدي ، والتعدي الطائفي مرفوض وغير مقبول شرعا وعرفا وأخلاقيا . نحن نعتز بالعلاقة بين السنة والشيعة وأن القضية ليست قضية طائفية وأنما قضية أعداء العراق من المجموعات التكفيرية وهم أعداء لكل العراقيين ، فهم أعداء للشيعة على أساس أنهم روافض ، وهم أعداء للسنة الذين يقبلون بالعملية السياسية ويعتبرونهم مرتدين ، وهم أعداء للكرد ويعتبرونهم خونة وبالتالي هم أعداء للجميع ولابد أن تتفق جميع القوى الخيرة مسنودة بالشعب العراقي ويجب أن تتحد وتقف وقفة واحدة ضد هؤلاء ، وهذا الامر كان من الدوافع المهمة للدعوة لايجاد جبهة عريضة من القوى الخيرة المؤمنة بضرورة تأسيس الحكومة القوية حكومة المؤسسات ، الحكومة التي تلتزم بالقانون والنظام ، هذه القوى يجب أن تتحد وتقف وبالخصوص في هذا الوقت الذي يعاني فيه العراق وتضرب بيد من حديد كل القوى التي تريد الخراب بالعراق حتى يستطيع العراقيون من مواصلة طريقهم . أن الشعب الذي ناضل واستطاع أن يسقط ويحاكم ويعدم صدام هذا الشعب سوف يستمر في طريقه الذي أختاره ولن يتمكن هؤلاء من أيقافه وأن استطاعوا من أيذائه ولكن سيتمكن الشعب من هؤلاء المجرمين بأذن الله .
https://telegram.me/buratha