عرض الإدعاء العام خلال جلسة المحكمة الجنائية العليا الخاصة بنظر قضية الأنفال اليوم الإثنين وثائق وتسجيلات وأفلاما تدين عددا من المتهمين الستة والطاغية المقبور صدام حسين باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الاخوة الكورد عام ( 1988) ،وذلك قبل أن يقرر رئيس المحكمة القاضي محمد العريبي الخليفة رفع الجلسة للإستراحة .
وعرض المدعي العام منقذ آل فرعون الفتلاوي ،خلال جلسة اليوم ،وثائق جديدة وأفلام تصويرية تدين المتهمين علي حسن المجيد ،الملقب بـ (علي الكيمياوي) وإبن عم المقبور صدام حسين ،وطاهر توفيق العاني الذي كان محافظا للموصل إبان حملة الأنفال ،وصابر عبد العزيز الدوري الذي كان يشغل منصب مدير الإستخبارات العسكرية وقتها . وقدم آل فرعون وثائق إدانة علي المجيد ،وجاء في إحداها أنه "إستنادا إلى الفقرة ( أ ) من المادة ( 48) من الدستور ( العراقي السابق)... وتنفيذا لما تقرر في الإجتماع المشترك لحزب البعث المنحل تقرر في جلسته الـ ( 29) بأن يقوم علي حسن المجيد بتمثيل القيادة القطرية للحزب وتنفيذ سياستها في منطقة الشمال ،لضمان حماية الأمان." وتابعت الوثيقة ".. ويتولى الرفيق علي حسن كافة الصلاحيات لتحقيق أهداف هذا القرار ، على أن تخضع جميع أجهزة الدولة الأمنية والحزبية لأوامره ( المجيد) ،كما يجب على أجهزة المخابرات والقوى العسكرية وقياداتها الإلتزام بأوامره."
وعقب رئيس هيئة الإدعاء بأن تلك الوثيقة "لا تحتاج إلى تعليق... كونه منح الصلاحيات" ،مشيرا إلى أنها موقعة من الطاغية المقبور صدام حسين . وعرض الإدعاء وثيقة أخرى صادرة عن الإستخبارات العسكرية العراقية السابقة ،قال آل فرعون إنها تشير إلى أن المجرم علي حسن المجيد "قطع رؤوس ثلاثة من الأبرياء الكورد دون التحقيق معهم ،كون المتهم يؤكد في الوثيقة أنه لم يستفد من المعلومات الموجودة في أذهانهم." وطلب رئيس هيئة الإدعاء من القاضي الخليفة أن يسمح بعرض شريط فيديو ،ظهر فيه المجيد يرتدي البزة العسكرية ويقول "إنني أضربهم كيماوي وأموتهم كلهم... ماذا يقول الرأي الدولي (سباب) الذي يدافع عنهم..؟"
ثم عرض آل فرعون فيلما وثائقيا حول الضربة الكيماوية التي وجهها المجرم علي حسن المجيد إلى بعض القرى الكردية ،وبدت سيارات عسكرية وهي تطلق ثلاث قذائف محمولة باتجاه قرى كردية ، ثم عرض صورا لمواطنين يتساقطون قتلى الواحد تلو الآخر... وعدد من السيارات المحروقة ، بينما تبدو الغازات الملونة التي تشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية .
وطلب المدعي العام من المحكمة التركيز على صور الفيديو ،وتساءل قائلا "هل هؤلاء النساء والأطفال يحملون أسلحة ،وهل شاهدت المحكمة من بين الضحايا من يحمل سلاحا ،وهل أحدهم يرتدي ملابس قوات البيشمركة..؟." واستمر آل فرعون في تعليقه على الفيلم قائلا " تصف الحكومة العراقية آنذاك المعركة ضد الكورد بـالشريفة.. فأين تلك الكلمة بالنسبة لهؤلاء الضحايا من الأطفال والنساء الذين تقصفهم بالكيماوي..؟." وطلب المدعي العام من "العالم الذي تباكى على صدام أن ينظروا" إلى تلك الصور والأفلام .
وعرض الإدعاء شريطا آخر بصوت علي المجيد وهو يسأل المقبور صدام عما إذا كان هذا الغاز يؤثر على المواطنين ،وقال له صدام في الشريط "هذا الغاز يمنعهم من الأكل ،ويخنق الأشخاص الذين لم يرتدوا قناع الوقاية." وسمع صوت المجرم طه ياسين رمضان ،وهو يقول إنه لا يفضل الضربة الكيماوية ويطلب استعمال أسلحة أخرى . وعرض رئيس هيئة الإدعاء على المحكمة اليوم تسجيلا ثالثا للمجرم لعلي المجيد ، يقول فيه "سندرب أشخاصا على الأسلحة الكيماوية... وسنكرر عملية الضرب إثنين وثلاثة وأربعة وخمسة ،حتى نقضي على الجميع... ونقضي على اللغات الكوردية والسريانية." وتحدث المجرم علي حسن المجيد المجيد في الجزء الثاني من التسجيل عن "القرى العصرية... حيث تسكن كل خمس عوائل في دار واحدة" ،وأعيد التسجيل لأكثر من مرة للتأكد من الصوت .
كما عرض آل فرعون تسجيلا بصوت الطاغية المقبور صدام حسين وهو يأمر جميع القادة "بقطع رؤوس الأكراد" ،ومقطع من تسجيل آخر يأمر فيه المقبور صدام بترحيل أبناء القومية الكردية إلى مناطق عربية "لكي يتم تعريبهم... والقضاء على القومية الكردية" ،لكن التسجيل لم يكن واضحا .
وقال رئيس هيئة الإدعاء إن المقبور صدام حسين أمر ،خلال الشريط ، بترحيل الكورد إلى تكريت لغرض دمجهم وسط العرب في المدينة الواقعة شمال بغداد . وظهر صوت المجرم علي المجيد في التسجيل وهو يصف الكورد بـ "العجم" في حضور المقبور صدام حسين . وعرض آل فرعون أيضا تسجيلا ظهر فيه المجرم علي حسن المجيد يسأل المقبور صدام حسين عن تأثير السلاح الكيماوي ،وأجابه الأخير بأن تأثيره "فعال" ،فسأله المجيد مرة أخرى "هل يبيد..؟" ،فأجابه صدام " نعم إنه يبيد... ويظهرهم عريانين."
كما عرض الإدعاء مقطعا من تسجيل آخر للطاغية المقبور صدام حسين وهو يقول للارهابي عزة إبراهيم "لا يستخدم السلاح الكيماوي إلا بعلمي... لأنني اعلم كيف يستخدم." وعرض أيضا مقطعا صوتيا يشير إلى ضرب المنطقة بقذائف ( النابالم ) الحارقة ،وتسجيل آخر قال آل فرعون إن الطاغية المقبور صدام حسين يأمر فيه بضرب القرى السكانية الكردية بـ "قنابل قوية لها حفرة بحجم القصر الجمهوري... لنشر الرعب في قلوب الأكراد."
على جانب آخر ،عرض رئيس هيئة الإدعاء العام خلال جلسة المحكمة اليوم تسجيلا يتحدث فيه المتهم صابر عبد العزيز الدوري ،مدير الإستخبارات العسكرية إبان حملة الأنفال ،وهو يتكلم عن ترحيل الكورد وهدم دورهم . وقال الدوري خلال التسجيل إن عملية الترحيل "زادت أهميتها بعد أوامر القيادة بترحيل الأكراد وهدم الدور التي كان يستغلها العملاء والمخربين" ،كما عرض الإدعاء مقطعا من تسجيل لإجتماع القيادة العسكرية السابقة قال آل فرعون إنه يشير إلى "قطع رؤوس كل من يخون الحزب البعث في السيطرات."
وخلال التسجيل بدا صوت الطاغية المقبور صدام يتحدث قائلا " كل شيء ترونه جاء من الشرطة والمرور إلى الجيش بعد الحرب كطو ( إقطعوا) رأسه." وعرض الإدعاء مقطعا آخر لحديث عن المراقبين الدوليين للأسلحة الكيماوية العراقية ، ويتحدث فيه مدير التصنيع العسكري السابق الفريق عامر رشيد وهو يتحدث عن موضوع المراقبين الدوليين وإستيراد المواد الكيماوية ،وقال فيه عامر إنه أعطى أرقاما غير حقيقية للمفتشين الدوليين .
وبخصوص المتهم طاهر توفيق العاني ،الذي كان محافظا للموصل إبان حملة الأنفال ،قدم المدعي العام منقذ آل فرعون وثيقة عبارة عن كتاب تعيين العاني كسكرتير لجنة شؤون الشمال في حزب البعث المنحل ،وهي صادرة عن رئاسة الجمهورية وموقعة بإسم الطاغية المقبور صدام حسين رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك .
كما عرض آل فرعون وثائق أخرى تشير إلى توجيه ضربات خاصة بالطائرات والمدفعية والسمتيات ( الطائرات المروحية) والعتاد الخاص (عاملا الزارين والخردل الكيماويين) على ما اسمتهم الوثيقة بـ "زمرة البرزاني والحزب الشيوعي العراقي العميل ،وقتل أكبر عدد منهم... وخلال الأوقات كافة ،ليلا ونهارا."
https://telegram.me/buratha