بمشاركة الالاف من المصلين ام سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد صلاة عيد الاضحى المبارك وذلك في مكتب سماحته الخاص في بغداد والقى سماحته خطبتي العيد حيث هنأ في بدايتها العراقيين جميعاً والعالم الاسلامي بمناسبة العيد المبارك سائلاً الباري الموفقية والخير لشعبنا العراقي الصامد كما بارك سماحته العراقيين تنفيذ حكم الاعدام بحق المجرم صدام وفيما يلي نص خطبتي الصلاة :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد صلى الله عليه واله ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا نسألك ان تدخلنا في كل خير ادخلت فيه محمدا وال محمد وان تخرجنا من كل سوء اخرجت منه محمدا وال محمد.
اتوجه بالتهنئة والتبريك بهذا العيد الرباني السعيد لسيدي ومولاي الامام الحجة المنتظر سائلاً المولى عزوجل ان يعجل فرجه الشريف وان يجعلنا من اعوانه وانصاره والمستشهدين بين يديه، واهنئ ايضا مراجع الدين العظام في النجف الاشرف وفي كل مكان وفي مقدمتهم الامام السيد علي السيستاني كما اتقدم بالتهنئة لعموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وللشعب العراقي العظيم الصامد الصابر، ولكم ايها المومنون الكرام سائلا الله عزوجل ان يعيده على امتنا بالخير والبركة والتوفيق لكل خير، وان يمنّ فيه وببركته بالامن والسلام على ابناءِ شعبنا العراقي الغيور المومن الصابر المضحّي، كما ابارك لكل الشعب العراقي العظيم تنفيذ حكم اعدام صدام الاجرام.
ايها المؤمنون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذا اليوم والايام القليلة التي سبقته مارس حجاج بيت الله الحرام عبادة هي من اعظم العبادات تحمل في طياتها رمزية عالية وعظيمة للارتباط بالله سبحانه وتعالى والتسليم له، لقد ادّى حجاج بيت الله الحرام في الايام السابقة مراسيم كلها تعبّر عن رغبة الانسان الحقيقية في اللجوء الى الله سبحانه وتعالى (لبيك اللهم لبيك) وتوبته من كل ما ارتكبه من الذنوب وعهده مع الله بالاستقامة.
ان هذا اليوم هو يوم من ايام الله وهو يوم التضحية وهو القربان الذي يجب على الحاج ان يقدّمه قربة لوجه الله تعالى ويستحب لجميع الناس في مختلف البقاع تقديمه، واليوم هو يوم الرجم للشيطان، وهو يوم اعلان المؤمنين براءتهم من الشيطان واستعدادهم للوقوف ضدّه بل ورجمه في صورة رمزية للاستعداد للحرب والقتال ضد الشيطان والشر والاشرار والتضحية والفداء في سبيل الله.
انه يوم عظيم في شعائره ورمزيته اذ تكتمل فرحته للمؤمنين بغفران الذنوب فهنيئا لكل الحجاج بهذا اليوم العظيم ونسأل الله سبحانه وتعالى ان تكتمل فرحتنا بعودة الحجاج الى ديارهم سالمين مقبولي الاعمال .
ان العيد كما هو واضح ايذان بانتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة في شعائر الحج وحياة الانسان، لقد استجاب الحجاج لنداء الحج الابراهيمي (واذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجٍّ عميق).
انه استجابة المؤمنين الواعية للنداء الالهي بالتزكية والتطهير ومقاومة الشهوات ومحاربة الشيطان، وهو خطوة على طريق الوصول الى رضا الله سبحانه وتعالى .
ان الحج ايها المؤمنون الكرام هو صورة اخرى من صور الامتحان والابتلاء والاختبار الالهي للبشرية ففيه الاستعداد للانصراف عن الملذات والشهوات، والتخلّي عن زخارف الدنيا، وفيه اعظم صورة من صور التواضع ،والوقوف على صعيد واحد بين يدي الخالق العظيم، وفيه ايضا الاستعداد للبذل والعطاء في سبيل الله تعالى، وفيه المواساة للضعفاء والفقراء، وفيه البراءة من الشيطان واتباعه من الجن والانس، انه صناعة جديدة لروح الانسان حيث يعود مغفورا ذنبه، بيضاء صفحته كيوم ولدته امه.
ان التضحية في هذا اليوم واجبة على حجاج بيت الله الحرام، ومستحبة لمن لم يشهد الحج، حيث ورد في الروايات عن الرسول الاعظم واهل بيته الطاهرين المعصومين الدعوة للاتيان بهذا العمل المستحب لغير الحجاج، وقد ورد عن امير المؤمنين الامام علي عليه السلام انه قال: لو علم الناس ما في الاضحية لاستدانوا وضحّوا، انه يغفر لصاحب الاضحية عند اول قطرة تقطر من دمها.
ويستحب توزيع لحم الاضحية على الفقراء والمحتاجين وفي ذلك ما يوّثق العلاقات بين المسلمين ويعمق شعور المؤمنين بعضهم بالبعض الآخر.
اننا في هذا اليوم العظيم ندعو الله سبحانه وتعالى ان يمن على جميع المسلمين بالخير والبركة، وان يمن على حجاجنا جميعاً والعراقيين بقبول الاعمال والعودة سالمين وان يستجيب دعواتهم الصالحة، وان يحفظ العراق والعراقيين من كل الشرور والآفات، وان يتغمد شهداءنا الابرار برحمته الواسعة وفي مقدمتهم شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، وان يُلهم ذوي الشهداءَ الصبرَ والسُلوان ويجزيهم افضل الجزاء بما ضحّوا وصبروا واحتسبوا، وان يحفظ مراجعنا العظام وفي مقدمتهم الامام السيد السيستاني دام ظله الشريف، وان يوفّق جميع المخلصين العاملين لاجل العراق والعراقيين.
بسم الله الرحمن الرحيم (والعصرِ اِنّ الانسانَ لفي خُسر الاّ الذينَ امنوا وعمِلوا الصالحاتِ وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصبر) صدق الله العلي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وفي خطبة صلاة العيد الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم مرة اخرى ايها المؤمنون وايتها المؤمنات ورحمة الله وبركاتة .
بعد مضي سنة على العيد السابق لابد لنا ان نستذكر العديد من الانجازات التي تحققت خلال العام المنصرم ، ونتعرف على اهم التحديات والمهام التي نواجهها خلال المستقبل ، اهم حدث ما تم انجازه يوم امس وهو اعدام الطاغية صدام ، هذا الاعدام يمثل في الواقع أعداما للديكتاتورية واعداماً لسياسة الاضطهاد القومي والطائفي في العراق ، وايضاً هو اعدام للمعادلة الظالمة التي حكمت العراق طيلة الفترة السابقة ، وهو اعدام للظلم والطغيان ، ويمثل هذا الاعدام اقامة العدل واستقلال القضاء ، ورايتم صدام قد القي القبض علية قبل حوالي ثلاث سنوات في الشهر الثاتي عشرمن عام 2003 ، والى ان تم تهيئة المحكمة وقوانينها وكل الاجراءات أي بعد 3 سنوات اصدرت المحكمة الحكم باعدامه ، وبعد ذلك ميز الحكم كما رايتم وتم اقرارهذا الحكم ، وكثير من الناس يعتقدون ان صدام لايحتاج الى مثل هذه المحاكمات لكثرة اجرامه ووضوح اجرامه ، على كل حال كان هناك اصرار على ان تكون هناك محاكمة عادلة ، واعطي الفرصة وحاول ان يستفيد من المحاكمة الى ابعد حد ومع ذلك فان القضاة عندهم حالة من الصبر العالية وتعاطوا مع الموضوع ثم حكموا بما هو حق ، وهذه المحاكمة لصدام هي اول محاكمة لديكتاتور يصدر عليه حكم بالاعدام وينفذ هذا الحكم ، وهذا شيء عظيم من الاشياء التي تحققت في العراق وفي هذه المنطقة وفي العالم ، لا اريد ان ادخل في التفاصيل ويمكن أن تستعرضوا تأريخ الديكتاتوريات في العالم ، استعرضوا الطغاة في العالم ، فسوف لن تجدوا ديكتاتوراً واحداً تم القاء القبض عليه وتقديمه لمحاكمة عادلة وتم الحكم عليه ، وهذه احدى ميزات وامتيازات العراق الجديد ، وهو اجراء مثل هذه المحاكمات للمجرمين ، وعلى هذا الاساس نجد ان بعض هذه الديكتاتوريات اليوم تقف الى جانب هذه الديكتاتورية تقف الى جانب صدام الاجرام وتعلن الحداد ، وكما اطلعتم واطلع الجميع ، ويقف ايتام صدام الذين عاشوا على نهب اموال العراق والشعب العراقي طيلة الفترة السابقة ، واليوم يقيمون مجالس العزاء مع الاسف في بعض الدول ، وكما تنقله بعض الفضائيات ووسائل الاعلام ، وبعض تلك الفضائيات تسعى لتحسين صورة صدام طيلة الفترة الماضية وخلال اليومين الماضيين حاولت بكل ما تتمكن من اجل عرض وتحسين صورة صدام على انه انسان مؤمن ومظلوم ، وهذه الفضائيات لم تذكر الجرائم التي تم ارتكابها من قبل هذا المجرم .
على كل حال انتهت المحكمة وانتهى به الحكم نسال الله تعالى ان يحقق الامن للعراق والعراقيين وان تفتح صفحة جديدة ، ونطوي تلك الصفحات السوداء ، واليوم العراق ملك لابناءه جميعا العراق ملك لكل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسياسية ، وان شاء الله نتمكن من ان نحول هذه الحادثة الكبيرة المهمة العظيمة الى انجاز كبير والى خطوة في الطريق الصحيح والى صفحة من الصفحات الجديدة للشعب العراقي والى مزيد من التعاون على حفظ الامن في العراق . لااريد ان استعرض كل المسائل بشكل تفصيلي ولكن اذكر بشكل سريع بعض العناوين ، فقبل حوالي السنة تمت الانتخابات وشارك فيها حوالي (12 ) مليون عراقي وانتجت مجلس النواب العراقي ، ولاول مرة تكون هناك انتخابات دستورية ولاول مرة يكون هناك مجلس دستوري منتخب ثم مجلس النواب ينتخب حكومة عراقية بعد ان يكون هناك توافق وشركة بين الفرقاء ، وبعد الاتفاق على حوالي ( 33 ) نقطة تم تشكيل الحكومة الوطنية ، واليوم لابد من مراجعة النقاط التي تم تشكيل الحكومة على اساسها لنرى ماهي النقاط التي تم تحقيقها وما هي النقاط الى تحتاج الى مراجعة ، ايضاً اعلنت الحكومة المنتخبة مشروع المصالحة الوطنية ، وكانت هناك مجموعة من المؤتمرات كان اخرها المؤتمر الذي عقد في بغداد ، المصالحة مع غير المجرمين وليست مع المجموعات التكفيرية والصدامية ، في السنة الماضية حاول الارهاب ان يوقع الفتنة الطائفية من خلال اكبر جريمة ارتكبوها لحد الان وهي جريمة تفجير مرقدي الاماميين العسكريين ( سلام الله عليهما ) ، ولكن الوعي الذي يتمتع به ابناء الشعب العراقي والقوى السياسية والمرجعيات الدينية افشل هذا المخطط الخبيث ، وتمكن العراقيون من تجاوز الفتنة، وان كان هناك عنف طائفي نسعى لتطويقه وانهاءه في العراق وكان لقاء مكة احد العلائم والمؤشرات الايجابية في التوافق العراقي ، وكانت هناك رؤية في علاج الملف الامني تلخصت في ضرورة نقل مسؤولية الملف الامني الى العراقيين ، وكان هناك عمل كبير على هذا الملف وتحولت مسؤولية الامن في مجموعة من المحافظات للعراقيين وسوف تستمر هذه المحاولات ، وان شاء الله ننقل مسؤولية كل المحافظات للعراقيين ، ونحن ننتظر اليوم الذي يتحمل العراقيون فيه كل مسؤوليات القوات المسلحة من شرطة وجيش وكل القوى الامنية .
اليوم هناك مطالبة لايجاد تشكيلات ضاربة تابعة للسيد رئيس الوزراء ، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ، ونحن ايضاً نعتقد ما دامت هذه الحكومة قوية وتعتمد على القاعدة المليونية للشعب فلابد من الاستفادة من هذه القاعدة المليونية ، وبالتالي اشراك العراقيين في مسالة حفظ الامن ، وسعينا في ذلك الجهد و انبثقت فكرة اللجان الشعبية ، وكيفية عمل هذه اللجان والمسؤوليات التي يمكن ان تناط بها هذه اللجان ، والدور الكبير الذي يمكن ان تقوم به هذه اللجان ، وغيرها من المسائل ، وعلى المستوى الاقتصادي كان هناك تقدم كبير حصل في السنة الماضية ، فقد خصصت الجمعية الوطنية السابقة ملياري دولار لانعاش المحافظات ، وكان هناك عمل لصرف هذه المبالغ خلال الـستة شهور الماضية واليوم كما اخبرت في المحافظات يوجد ما بين 300 – 400 الى 500 مشروع اعمار في كل محافظة من المحافظات ، وهذا شيء عظيم ، لم يحصل خلال السنوات الماضية وما تم صرفه في المحافظات خلال الـ ستة اشهر الماضية يعادل ما تم صرفه خلال الـ 10 سنوات الماضية .
وايضاً تم تخصيص نصف مليون قطعة ارض لتوزيعها في المحافظات على عوائل الشهداء والمستضعفين والسجناء والمحتاجين وايضاً هناك اكثر من نصف مليار دولار تم تخصيصها لتوزيعها كمساعدات على الفقراء ، وهذه اول مرة تحصل في العراق ان توزع اموال بهذا الشكل وهذا المقدار على الفقراء ولذا تستعد المحافظات والعراقيون جميعا لميزانية السنة القادمة التي سيكون فيها الكثير من التخصيصات والاستثمار في المحافظات .
وايضاً تم تشكيل مؤسسة الشهداء لمساعدة عوائل الشهداء ، ومؤسسة السجناء السياسيين، وستكون هناك مجموعة من القرارات لمساعدة المهجرين ضحايا هذه الجريمة التي ترتكب هذه الايام في العراق .
هذا على المستوى الاقتصادي .
اما على مستوى العلاقات العربية والاقليمية والدولية فقد كان هناك تحرك على هذا الملف ، وكانت هناك زيارات الى دول الجوار والمنطقة ودول العالم ومنها الزيارة التي قمنا بها الى واشنطن حيث ذهبت الى هناك وبينت وبكل وضوح الانجازات الكبرى التي تمت في العراق ، وما يمكن للعراقيين ان يحققوه ، وضرورة تحويل الملف الامني للعراقيين من اجل ان يتحملوا مسؤولياتهم ، وبالتالي ارادة كل العراقيين في ان يخلو العراق من القوات متعددة الجنسيات ، وان يتحملوا هم مسؤولياتهم الامنية ، واحدى القضايا المهمة التي تمت هو ما انجز في مجلس النواب على مستوى قانون الاقاليم ، وهذا شيء عظيم تم انجازه وتهيأت الفرصة لاقامة الاقاليم ، ومسالة الاقاليم قد وردت في الدستور ولكن كانت تحتاج الى قانون يبين كيفية تحويل المحافظات الى اقاليم .
واحدى القوانيين المهمة التي تم انجازها مشروع الاستثمار وهناك مجموعة مهمة من القوانيين سيتم انجازها في المرحلة القادمة ، وعلى صعيد التحديات القادمة وما نفكر به من حلول لمواجهة تلك التحديات فنشير هنا الى مجموعة من النقاط :-
أ ـ ان التحدي الاساس الذي يواجه العراقيين هو الارهاب الذي يقوده الصداميون والتكفيريون، وهو ارهاب شمل كل العراقيين وان كان اتباع اهل البيت المتضرر الاكبر منه، هذا الارهاب الذي يستهدف الابرياء والبنى التحتية وعمليات التفجير والقتل على الهوية والتهجير القسري والتعدي على الاموال العامة.
ان هذا الارهاب لا ينطلق فقط من داخل العراق،بل هناك دلائل لم تعد خافيةً على ان هناك مساعي خبيثة تبذل من قبل قوى دولية واقليمية لدعم هذا الارهاب وتحويله الى اصطفاف اقليمي طائفي يدخل العراق والمنطقة في حرب اقليمية تحرق الجميع.
ان ما صدر مؤخراً من بعض مدّعي العلم في السعودية من دعوات تحرّض على قتل الشيعة في العراق وما تبعه من انعقاد المؤتمر الطائفي في تركيا وما جاء فيه من دعوات التحريض ضد الشيعة في العراق بالاضافة الى استمرار العديد من القنوات الفضائية العربية في نهجها منهجاً طائفياً ضد شيعة العراق، الى جانب العشرات من مواقع الانترنت، كلها تأتي في سياق واحد، وهو الحرب الطائفية ضد الشيعة، وضد العملية السياسية الجارية في العراق، تلك العملية التي انهت المثلث المشؤوم الذي حكم العراق طيلة عقود من الزمن، وهو مثلث الطائفية والعنصرية والدكتاتورية.
ان افضل جواب على كل هذه المساعي الخبيثة، هو ان يتمسك العراقيون بوحدتهم الوطنية، وان يصطف الشيعة والسنّة الى جانب حكومة الوحدة الوطنية التي تمثلهم، وهنا لابد لي ان اطلب من الاخوة الاعزاء بالتيار الصدري من ايقاف تعليقهم والعمل كجزء من البرلمان والحكم باعتبارهم قوة اساسية من قوى الائتلاف العراقي الموحد وبالتالي من قوى البلاد والبرلمان وان يستمروا في ممارسة دورهم الايجابي في دعم المسيرة والعملية السياسية، كما أطالب بأن تقوم الحكومة بتطبيق الدستور وتحارب بقوة الفساد الاداري والمالي والمستشري في الكثير من دوائر الدولة وتنفذ قانون اجتثاث البعث وان تتخذ الحكومة العراقية الاجراءات اللازمة تجاه اي دولة تنطلق منها دعوات تدعم الارهاب الجاري في العراق، ومنه تنفيذ قانون مكافحة الارهاب وكذلك اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد القنوات الفضائية التي تحرض على الطائفية وتدعم الارهاب في العراق، وملاحقة القوى التي تعمل ضد ارادة الشعب العراقي في خارج العراق.
ان غياب المحاسبة حوّل العراق الى ساحة حرّة تمارس فيها بعض الفضائيات حريتها في التحريض ضد ابناء الوطن وتدعو الى قتلهم علانية، وهو امر لامثيل له في العالم، فحتى اعرق الديمقراطيات في العالم تضع حدوداً معينة للاعلام.
ب ـ ان الامن الاقليمي كلّ لا يتجزأ، ومن هنا فاننا نعتقد ان المنطقة بحاجة الى نظام شراكة اقليمية يكون الامن احد ركائزه الاساسية، لان امن العراق هو امن للمنطقة والعكس صحيح، وعلى الجميع ان يقبل بحقيقة المجتمع المدني الاقليمي الذي يعني التنوع السياسي والطائفي والديني والقومي، واننا ندعو الدول الاقليمية الى ادراك الاخطار التي تحيط بكل المنطقة بسبب استمرار الارهاب في العراق، وندعوها الى التخلص من العقد القديمة تجاه مكونات النسيج الاسلامي في المنطقة.
ان فكرة التعايش السلمي والقبول بالواقع الحقيقي هي وحدها القادرة على بناء الاستقرار في المنطقة،وان اي محاولة لعزل اي مكون من المكونات الحقيقة للنسيج العربي والاسلامي في المنطقة، هي محاولة مرفوضة لانها في نهاية المطاف ستؤدي الى خلق المزيد من الاضطراب في المنطقة.
ج ـ ان السنة القادمة ستضع امامنا مجموعة من الملفات المهمة، وسنعمل من خلالها لتحقيق مصالح الشعب العراقي، ومن تلك الملفات، ملف الدستور والتعديل الدستوري، وملف التحول الى الفيدرالية ونظام الاقاليم، وملف المصالحة الوطنية في العراق، وملف الخدمات الضرورية، وملف تطوير المحافظات، وملف مساعدة عوائل الشهداء والسجناء، وملف المشاريع الاستراتيجية كمصافي النفط وتكريره والكهرباء والمياه الى غير ذلك من الملفات المهمة.ويتقدمها جميعاً الملف الامني
اننا نعاهدكم بأننا سنظل اوفياء للاهداف والشعارات التي دفعتنا الى المشاركة في العملية السياسية، وهي اهداف تحقيق مصالح الشعب العراقي، وبناء النظام السياسي القائم على اساس حرية الشعب واحترام خياره وارداته، وخدمة الانسان العراقي، والدفاع عن هويته الاسلامية.
ان تحقق الاستقرار في العراق، هو ربح للجميع، وان الاضطراب والفوضى والاقتتال الداخلي هو خسارة للجميع، وحين نقول الجميع فلا نعني بذلك جميع العراقيين فقط، بل نعني جميع شعوب المنطقة، وهذا الامر هو من حقائق التاريخ التي يجب ان يستوعبها الجميع .
اننا بهذه المناسبة يجب ان نشيد بالدور العظيم الذي قامت به المرجعيات الدينية على صعيد المحافظة على وحدة العراقيين، والدفاع عن مصالحهم، وفي مقدمتها مرجعية الامام السيد علي السيستاني دام ظله الشريف، كما يجب ان نشيد بكل الجهود المخلصة التي يبذلها المسؤولون في الحكومة العراقية وفي كل مواقعهم من اجل خدمة شعبهم، كما لا يفوتنا ان نوجه تحية الاكبار والاجلال للشهداء الذين ضحوا من اجل كرامة هذا الوطن، ونعاهدهم جميعاً ان نبقى اوفياء لاهدافهم العظيمة وفي مقدمتهم الشهيدين الصدرين العظيمين وشهيد المحراب السيد الحكيم .
وختاماً ابتهل الى الله العلي القدير ان يحفظ العراق وشعبه من كل مكروه وان يحفظكم ويتقبل اعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha