نهنئ ابناء شعبنا العراقي عامة والمسيحيين منهم خاصة, ومعهم شعوب العالم وهم يحتفلون باعياد الميلاد المجيدة وعيد رأس السنة الميلادية, وهما مناسبتان تكرسان قيم التسامح والحوار والتعايش السلمي.
ان الاحتفال باعياد الميلاد هو احتفاء بالسيد المسيح (عليه السلام) الذي يجله ويقدسه المسلمون والمسيحيون فهو رسول المحبة والسلام, واستحضار ذكرى مولده المبارك هو احياء لهذه القيم النبيلة.
لقد كان الشعب العراقي مثالا للتعايش السلمي بين الاديان, وعاش المسيحيون الى جانب المسلمين طوال القرون المتمادية, ولم يشهد تأريخ العراق اية حساسيات او نزاعات دينية بين المسلمين والمسيحيين, فالتسامح الديني والتعايش حكم العلاقة بينهما على مر العصور.
ان ابناء شعبنا من الطائفة المسيحية لا يقلون اصالة وعراقة ووطنية عن بقية مكونات الشعب, وكان لهم دور مهم في بناء صرح العراق الحضاري, حيث اسهمت شخصيات بارزة منهم في اعلاء اسم العراق في العديد من المجالات الفكرية والثقافية والعلمية.
وفي العراق اليوم حيث يقارع ابناؤه عتاة الارهاب والتكفير والتطرف, لم يتورع الارهابيون عن استهداف الكنائس وابناء شعبنا من المسيحين ودفعهم الى الهجرة القسرية, لان الارهابيين والتكفيريين الغرباء يؤرقهم هذا التاخي والمودة بين سائر مكونات الشعب العراقي. واذا كان المسيحيون قد استهدفوا تحت العنوان الديني فان المكونات الاخرى استهدفت تحت عناوين طائفية وعنصرية وسياسية, وفي المحصلة لم يسلم اي مكون من مكونات الشعب العراقي من هذا الاستهداف الاجرامي.
اننا في الوقت الذي نؤكد فيه حرصنا على بقاء العراق قبلة للتعايش بين الاديان والمذاهب كما كان عبرالتاريخ, فان ابناء شعبنا بكافة مكوناتهم, مسلمين ومسيحيين, شيعة وسنة, عربا واكرادا وتركمانا وايزيدين وصابئة, مصممون على تعزيز تلاحمهم ووحدتهم الوطنية والتصدي للارهاب والحاق الهزيمة به, انها معركة الخير ضد الشر, ومعركة العراق الجديد ضد اعدائه الهمجيين, ونعاهد شعبنا باننا سننتنصر في هذه المعركة ونخلص العراق من الارهاب وشروره.
كل عام وشعب العراق وشعوب العالم بالف خير, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوري كامل المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق
https://telegram.me/buratha