تستعد وزارتا الدفاع والداخلية، بمساندة من الجيش الاميركي، لتنفيذ خطة امنية جديدة لحماية بغداد، في عطلة عيد الاضحى التي تتزامن مع بدء السنة الجديدة. وسيتم تقسيم بغداد الى 9 مربعات امنية، ضمن قاطعين رئيسيين، وستُستخدم اجهزة جديدة للكشف عن المتفجرات في النقاط الحساسة. واعلن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ان الشرطة العراقية فقدت «12 الف شهيد» منذ اسقاط نظام الطاغية المجرم صدام حسين في نيسان (ابريل) 2003. واتهم الوزير بلدا مجاورا للعراق بالتورط في عمليات الخطف الجماعي التي جرت في العاصمة اخيراً. وقال، في لقاء مع ممثلي الصحافة الدولية، ان «منتسبي الجيش العراقي يقومون بأعمال عظيمة تصل الى حد التضحية بحياتهم لحماية المدنيين واننا قدمنا 12 الف شهيد منذ سقوط النظام الديكتاتوري».
وشدد البولاني على «ان عمليات الخطف كلها رسائل سياسية موجهة الى العملية السياسية والحكومة»، مؤكداً ان هذه العمليات متورط فيها بلد مجاور للعراق ، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وقال «نحن بصدد تحقيقات على اعلى مستوى وتوصلنا الى معلومات» عمن قاموا بهذه العمليات، مؤكداً ان السلطات ستعتقل قريباً «هذه المجاميع، المتورطة في عمليات الخطف الجماعي، وستحال الى القضاء».
وقالت مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين انه «سيتم نشر قوات من الشرطة والجيش في شوارع بغداد ضمن الخطة الامنية الخاصة بعيد الاضحى لحماية المواطنين وسكان العاصمة اثناء احتفالهم المتزامن مع رأس السنة الميلادية».
وقال اللواء عبدالعزيز محمد جاسم، مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع لـ «الحياة» ان قوات امنية مكثفة ستُنشر قرب المتنزهات والاسواق والاماكن العامة، التي يرتادها المواطنون الى جانب القيام بعمليات تفتيش واسعة للمركبات وإحكام السيطرة على الطرق الخارجية للعاصمة ومنع دخول سيارات النقل الى المناطق السكنية، واخضاع السيارات المتنقلة بين الاحياء السكنية الى تفتيش دقيق منعاً لاستهداف المواطنين.
وقال محمد العسكري، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، لـ «الحياة» ان خطة العيد ستُنفذ الجمعة المقبل وتركز على نشر قوات مكثفة للجيش والشرطة، التي ستُشرف عليها غرفة عمليات مشتركة، وسيتم تركيز مجموعة من نقاط التفتيش على مفترق الطرق والتقاطعات الرئيسية لبغداد لتفادي الحالات الطارئة التي قد تتزامن مع احتفالات الاهالي بعيد الاضحى وليلة رأس السنة. واشار الى ان «خطة العيد ستكون متكاملة وشاملة وتتجاوز اخطاء خطط العيد الماضي ويتم تنفيذها في عموم المناطق السكنية لبغداد وضواحيها من دون الاقتصار على المناطق الساخنة».
وقال العميد عبدالكريم الخفاجي، الناطق باسم وزارة الداخلية، لـ «الحياة» ان «خطة العيد» ستشمل تقسيم بغداد الى قطاعين امنيين، هما «الكرخ» و «الرصافة»، وتعيين قائد عام لإدارة الاجهزة الامنية مع اعطاء صلاحيات واسعة لقادة الاجهزة الامنية بتحريك قوات الشرطة لمعالجة اي خلل امني من دون الرجوع الى القيادة المركزية في الوزارة، مبيناً ان «الخطة ستشمل ايضا تقسيم العاصمة الى تسعة مربعات يعمل كل منها بشكل لامركزي وفق توجيهات قيادة القوات المنتشرة ضمن القطاع الامني». وستُعتمد اجهزة متطورة للكشف عن المتفجرات والاسلحة في مواقع انتشار نقاط التفتيش ضمن قواطع العمليات.
https://telegram.me/buratha