أثارت تصريحات أطلقها رئيس جبهة التوافق الطائفي الارهابي عدنان الدليمي في تركيا منذ أيام عاصفة من الإنتقادات خلال جلسة تشاورية عقدها عدد من أعضاء مجلس النواب يوم امس الثلاثاء ،وهدد نائب رئيس المجلس خالد العطية بسحب حصانة الدليمي "
وقال العطية ،الذي رأس جلسة تشاورية عقدها نحو ( 85) نائبا من البرلمان اليوم بعد عدم إكتمال النصاب القانوني للجلسة العادية ،إن "التصريحات التي طرحها عدد من المشاركين في العملية السياسية خلال مؤتمر إسطنبول تحريضية ،وتحض دول الجوار على التدخل في الشأن العراقي" في إشارة إلى تصريحات الدليمي .
واستضافت تركيا في 13 كانون أول ديسمبر الجارى مؤتمر ما يسمى بنصرة أهل العراق ،الذي أقيم في إسطنبول بمشاركة شخصيات ارهابية وطائفية عراقية وغير عراقية وطالب نواب ممن شاركوا في جلسة البرلمان التشاورية اليوم بتشكيل لجنة للتحقيق مع الدليمي "لبيان موقفه" . واعتبر نائب رئيس البرلمان أن تلك التصريحات "لها إنعكاسات خطيرة على الواقع السياسيوعلى المصالحة" في العراق . وطالب العطية ممن يمثل جبهة التوافق خلال الجلسة إيضاح ما إذا كانت تصريحات الدليمي "شخصية.. أو تمثل وجهة نظر الجبهة" باعتباره رئيسها .
وقال إن مجلس النواب "يطالب الدليمي بالإعتذار للشعب العراقي لما ألحقه به من ضرر بسبب التصريحات المخزية.. وبعكسه فإن المجلس سيتخذ الآليات اللازمة لعرض الموضوع على الأعضاء بهدف سحب حصانة هذا العضو" .
من جهته ،قال عضو البرلمان عن جبهة التوافق سليم عبد الله ،الذي كان حاضرا الجلسة التشاورية اليوم ،إن تصريحات الدليمي " تمثل وجهة نظره الشخصية.. ولا تعبر عن الخطاب السياسي لجبهة التوافق ،الذي ينص على عدم إطلاق خطابات تحريضية."
لكن عبد الله شدد في الوقت نفسه على أن التصريحات تلك " تحمل الكثير من الحقيقة فيما يشهده الشارع العراقي" ،داعيا رئاسة البرلمان لأن تكون مطالبتها بإيضاحات عن تصريحات المشاركين في مؤتمر إسطنبول "بعد عودة النواب الذين شاركوا.. وليس قبل حضورهم." ولفت القيادي في جبهة التوافق إلى أن طلب رئيس البرلمان بالوكالة بتقديم الأعضاء لتقرير عن زيارتهم لإسطنبول "غير قانوني.. كون هذه المطالبة من صلاحية البرلمان وليس أي شخص فيه ،حتى وإن كان رئيس المجلس."
لكن عضو مجلس النواب عن الإئتلاف الموحد علي الأديب قال إن الإئتلاف "مخول كأكبر كتلة برلمانية بأن يسائل أي عضو في البرلمان عن مخالفة قانونية أو تصريحات تسبب إحتقانا سياسيا وتزيد من معاناة الشارع ،وتدخل دول الجوار في الشأن العراقي ،وتتهم أكبر وأهم مكون في العراق بأنه عميل وتابع لإيران." واعتبر الأديب تصريحات الدليمي "خطاب شوفيني استخدمه النظام السابق وفشل فيه" ،مشيرا إلى أن إعادة هذا الخطاب "هو محاولة لإلغاء الآخر." وأضاف أن الدليمي "لا يمكنه الحديث باسمه الشخصي.. كونه يملك شخصية معنوية بإدعائه أنه رئيس (جبهة التوافق) ،لذا فإن أي تصريح لا يمكن أن يكون بصفته الشخصية.. ويجب أن يساءل عليه."
وطالب عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ،في تصريح لـ ( أصوات العراق) المستقلة على هامش جلسة اليوم ، بضرورة " توحيد الخطاب السياسي لدى جميع الأعضاء (في البرلمان) ،وعدم إظهار مواقف تفصح عن أن هناك صراعا بين الأعضاء.. وأن هناك تهميشا لبعض الأطراف." وإنتقد عثمان قيام بعض النواب بـ "التصريح في العراق بشيء.. ثم يعودون إلى إلغائه في الخارج" ،معتبرا أن ذلك "يعطي فكرة خاطئة عن حكومة الوحدة الوطنية ومشروع المصالحة الوطنية."
من جانبه ،أبدى عضو البرلمان عن الإئتلاف الموحد الاستاذ هادي العامري غضبه من تصريحات الدليمي ،وقال "إن النائب في البرلمان ،وفي ظل حكومة وحدة وطنية ،عليه أن يهرع لنصرة كل عراقي.. سواء أكان شيعيا أو سنيا ،كرديا أو تركمانيا." وأشار إلى أن أحداث القتل والخطف والتهجير التي أشار إليها رئيس جبهة التوافق في تصريحاته "ليست حصرا على أبناء السنة فقط... بل تطال كل أبناء العراق."
وشدد الاستاذ العامري،على أن التوافق السياسي المتفق عليه من قبل الكتل السياسية والمكون من ( 33) فقرة "يجب أن يفعل بصورة سليمة" ،مشيرا إلى "ضرورة إعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة" العراقية .وأبدى العامري إستغرابه من إستضافة تركيا لمؤتمر نصرة أهل العراق ،وقال متسائلا "هل تقبل تركيا أن ندعم مؤتمرا لنصرة حزب العمال الكردستاني..؟.. فكيف نقبل أن تدعم مؤتمرا يمجد الإرهاب والقتل..؟."
https://telegram.me/buratha