الأخبار

نص كلمة السيد رئيس الجمهورية في مؤتمر المصالحة الوطنية


وجه السيد رئيس الجمهورية كلمة إلى مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد يوم 16-12-2006 قرأها نيابة عنه السيد كامران قره داغي الناطق الرسمي باسم فخامته. فيما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الاخوات العزيزات ..

أيها الاخوة الاعزاء..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ينعقد مؤتمركم في لحظة انعطافية بالغة الاهمية والتأثير على مصائر البلاد و العملية السياسية الجارية فيها ومآل الديموقراطية الوليدة في عراقنا جديد.

اننا اذ نعقد هذا المؤتمر ، وربما نواصل الارتقاء بقراراته ، و نوسع من دائرة المشاركين فيه ، لاننطلق من موقف ضعف أو شعور باستنفاذ الطاقة و الاحساس بالوهن ازاء التعقيدات و الصعوبات والتحديات التي نتعرض اليها من قبل الارهابيين و التكفيريين و الصداميين ومن يواليهم أو يساندهم ويمدهم بوسائل القتل و التدمير ، بل من الثقة بتوفر امكانات الحاق الهزيمة باعداء مسيرتنا الديموقراطية ، والاهم من ذلك من الحرص على تجنيب شعبنا المزيد من الويلات و المجازر التي يتكبدها ، والعمل على جذب اوسع قاعدة شعبية سياسية الى العمل الجاد و المستمر لجهة اعادة الأمن و الاستقرار و حماية ارواح المواطنين و ممتلكاتهم و ثروات البلاد التي يسعى المخربون الى تبديدها للحيلولة دون توظيفها للمضى قدماً في طريق التحولات الاجتماعية الاقتصادية و السياسية التي تفضى في نهاية المطاف الى ازدهار العراق و تطوره.

لقد اكدنا دائماً اننا انصار متحمسون للمصالحة الوطنية الحقيقية ، وافصحنا في كل مرة عن مفهومنا لهذه المصالحة ، باعتبارها اعادة اصطفاف لقوى شعبنا بكل تنوع طيفه و مكوناته ، واعلنا جهاراً و دون اي مواربة أو غموض ، ان الجميع معنيون بها ، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية بمن فيهم الذين انتموا الى حزب البعث أو العاملين في اجهزة النظام الدكتاتوري السابق باستثناء المجرمين و القتلة من الصداميين الذين يجهرون بلا حياء ، " ناهيك عن اعتذار " باستمرار تمسكهم و ولائهم لصدام حسين سياسياً و فكرياً ، بل و اعتمادهم ذات الاساليب الاجرامية في ترويع المواطنين وقتلهم و الاستهانة بكراماتهم و الاستهتار بمقدرات البلد و مستقبل ابنائه.

و لاشك في اننا لانعني بالمصالحة ، مصافحة التكفيريين و عصابات الاجرام من الارهابيين الوافدين منهم وعديمي الضمير و الاخلاق ممن ينشرون الدمار و الموت و المجازر الدموية اليومية في الاحياء السكنية الشعبية وفي الطرقات العامة.

أيتها الاخوات 

أيها الاخوة 

لقد أن لنا جميعاً ، سواء كن في داخل العملية السياسية الديموقراطية أو في المعارضة البناءة ، أن نبذل كل مسعى ممكن لتظافر جهودنا بتوحيد مواقفنا والتعالي على جراحاتنا ، والتسامي فوق الصغائر.

وتجاوز الخلافات الثانوية التي تضيق كلما اتسعت دائرة نشاطنا المشترك.

ولاشفيع لنا بغير مثل هذا التكاتف و التضامن و التصميم على تعبئة كل القوى لالحاق الهزيمة باعدائنا جميعاً ، اعداء العراق الفيدرالي الديموقراطي ، اعداء الشيعة و السنة و الكرد و التركمان و المسيحيين و المسلمين و الايزيديين و الصابئة و جميع المكونات الدينية و المذهبية و القومية التي تشكل بمجموعها رصيدنا الوطني الخلاق.

لقد حان الوقت ، والمؤتمر فرصة ثمينة في هذا السياق ، لتحديد الموقف بكل حزم من الخندقين المتعارضين ، خندق الديموقراطية و الوطنية العراقية الحقة ، وخندق الارهاب و المجازر و القتل على الهوية و التكفير و التخلف.

خندق العراقيين الذين يريدون استعادة الطمأنينة و الاستقرار و اعلاء شأن الوطن العراقي و دوره في المحافل العربية و الدولية ، وحجور ازلام الدكتاتورية و الاستبداد التكفيري و الظلامي.

ان جميع الاطراف المشاركة في هذا المؤتمر و التيارات العراقية الحزبية و الرسمية و المستقلة عرباً و اكراداً و تركماناً و كلدوآشور وغيرهم و اسلاميين و ديموقراطين علمانين و مسيحين ، رجالات الدولة و الاحزاب والمراجع الدينية الموقرة ، مدعوون الى الاعراب عن توحيد ارادتهم الخيرة لانجاح جهود المصالحة الوطنية ، وتبشيع قتل المواطنين و تفخيخ احيائهم و تصفيتهم على الهوية.

وعليهم جميعاً ان يقفوا وقفة انسان واحد بارادة صلدة ضد الصيغة الجديدة "للفصل " المقيت السيء الصيت الذي يذكر العالم المتمدن الديموقراطي ببشاعات الفصل العنصري الذي شهده جنوب افريقا ، وانتهت بالهزيمة و لعنات الشعوب.

ان من العيب علينا ان نقبل بتهجير المواطنين من بيوتهم و فصم عرى الجيرة و الاخوة التي هي جزء حي من نسيجنا الوطني و الاجتماعي ، ومن " النخوة العربية " التي كانت دائماً مضرب المثل و الشيمة العراقية المعروفة.

اننا اذ نحدد ملامح المصالحة الوطنية المطلوبة ، نؤكد بحزم رفضنا للاصوات المنكرة ، اصوات " اشباه القادة " الذين يطلقون النفير العام ، ويحرضون الدول العربية و الاسلامية على اخوتهم ، ويكرسون الانقسام الطائفي ولايخجل بعضهم من الدعوة علناً لاخلاء بغداد ومدن أخرى من الشيعة .

انهم بذلك يشجعون المتطرفين الذين يمارسون نفس الجريمة بوسائل أخرى ، وينتقمون من الابرياء من اخوتنا السنة ويوغلون في دمهم ويصادرون ممتلكاتهم.

ان من يحرض على الفتنة ويتلبس لبوس أهل السنة ، كانه يحمل هذه الطائفة التي تشكل مكوناً عزيزاً من مكونات مجتمعنا و شعبنا وزر مايسود البلاد من ارهاب و تفجير و تفخيخ ، و السنة كطائفة براء من هؤلاء ومن جرائمهم.

كما ان الدعوات الى الانتقام العشوائي من المواطنين بجريرة ما يرتكبها البعض من مجازر حرام في الدنيا و في الاخرة و مستنكر و لابد من الوقوف بحزم ضدها ومعاقبة مرتكبي الجرائم بذريعتها.

أيتها الاخوات 

أيها الاخوة 

سنواصل السعي للتمكن من تضيق الخناق على اعداء المصالحة الوطنية و سد المنافذ في طريقهم ، وتجفيف مصادر تمويلهم وتسليحهم . ونحن جادون في اتخاذ الاجراءات الحازمة السياسية و الأمنية و العسكرية الى جانب جهد سياسي مكثف و حوارات متواصلة في الداخل ، مترافقة مع حركة دبلوماسية نشيطه في الجوار و الخارج عموماً.

وهذا ما ستشهده الايام القادمة سواء في اجراء المزيد من الزيارات و اللقاءات و الحوارات مع قادة البلدان العربية و الاقليمية و لارساء اسس التعاون و احترام المصالح المتبادلة ، و اقامة قاعدة متينة من شأنها مواجهة مشتركة مع الارهاب و الارهابيين.

ان جبهة الدول و الاوساط السياسية المقتنعة بأن الارهاب لا دين له و لا وطن تتسع ولابد لها ان توحد جهودنا ضد الارهاب.

اننا ننتظر منكم قرارات فعالة عملية تنقلنا خطوة نوعية جديدة على طريق المصالحة الوطنية الحقيقية ونحن قادرون على ذلك . وشعبنا و قواه الخيرة يملك امكانيات بشرية و مادية هائلة لتحقيق الاهداف الديموقراطية ودحر الارهاب و العنف و انهاء الاقتتال الطائفي.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته 

جلال طالباني 

رئيس الجمهورية العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك