وكان المتقدمون لهذه الوظيفة قد بعثوا برسائل عبر مسؤولين في الحكومة ومساعدين لهم وأيضا عن طريق حراس حكوميين وموظفين. وكان واحد من هؤلاء، وهو عراقي شيعي مقيم في العاصمة البريطانية قتل شقيقه بواسطة صدام حسين، قد اتصل هاتفيا بمساعد لرئيس الوزراء العراقي وأكد له على استعداده لـ«ترك كل ما في يده والسفر فورا» الى العراق لتنفيذ حكم الإعدام في صدام. وقال بسام رضا، مستشار المالكي، ان من اصعب المهام هو تحديد الشخص الذي سيشنق صدام لأن هناك الكثير من العراقيين الذين يرغبون في الانتقام بسبب مقتل افراد اسرهم وأقربائهم بواسطة صدام.جدير بالذكر ان محكمة عراقية كانت قد أصدرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حكما بالإعدام على صدام وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد حمد البندر عقب ادانتهم بواسطة المحكمة في التورط في قتل 148 شخصا في قرية الدجيل عام 1982.
وليس هناك قيد زمني على محكمة الاستئناف المعنية بالنظر في الحكم الصادر على صدام، إلا انها اذا ايدت الحكم الصادر بحقه، فلابد من تنفيذه خلال فترة 30 يوما. وقال مسؤولون في القضاء العراقي انهم يتوقعون ان تستكمل محكمة الاستئناف عملها في غضون اسابيع، وفي حال تأييد حكم الإعدام الصادر بحق صدام، فإنه من المقرر ان ينفذ خلال الفترة من منتصف يناير (كانون الأول) ومنتصف مارس (آذار) المقبلين. وترى الحكومة العراقية انه من الضروري تنفيذ حكم الإعدام في صدام على وجه السرعة على اعتبار انه ما دام على قيد الحياة فسيكون دافعا قويا لعناصر التمرد بغرض إعادته الى السلطة.
وثمة قضايا اخرى يتعين على الحكومة العراقية التوصل إلى حل بشأنها في حال تأييد محكمة الاستئناف لقرار الإعدام الصادر بحق صدام، بما في ذلك المكان الذي سينفذ فيه حكم الإعدام. وقال مسؤول عراقي رفيع طلب عدم ذكر اسمه ان مسؤولين عراقيين ينظرون في مسألة تنفيذ حكم الإعدام أمام العامة، وذلك بشنقه في ملعب الشعب، الذي يعتبر اكبر ساحة رياضية في العاصمة بغداد، وملء المدرجات بآلاف المتفرجين. إلا ان السلطات رفضت هذه الفكرة لأسباب امنية خشية تعرض المكان لهجوم بواسطة المتمردين بقذائف الهاون، نصب كمائن لهم، وهم في الطريق الى ساحة الإعدام.
جدير بالذكر ان أحكام الإعدام تنفذ حاليا في سجن شرق بغداد. ومن الممكن نقل صدام الى هذا السجن بمروحية لتنفيذ حكم الإعدام شنقا. ويخشى مسؤولون من ان تصبح رحلة صدام الى المشنقة فرصة لمحاولة انقاذ من جانب المتعاطفين معه خلال نقله من مقر حبسه حاليا في سجن «كامب كروبر» الأميركي بالقرب من مطار بغداد الى مكان الإعدام. ويقول مسؤولون عراقيون ان حكم الإعدام سينفذ بمشنقة تقام خصيصا له في سجن «كامب كروبر». وكانت عقوبة الإعدام، التي تنفذ بحق مرتكبي مجموعة من الجرائم، بما في ذلك الارهاب وأنواع محددة من القتل، قد علقت بواسطة سلطات الاحتلال الاميركي عام 2003، إلا ان العمل بها استؤنف مجددا في اغسطس (آب) 2004.
ونفذ حكم الإعدام شنقا منذ ذلك الوقت في 51 شخصا، من بينهم رجال وعدة نساء، كما ان هناك الآن 170 شخصا صدرت بحقهم أحكام بالإعدام في انتظار التنفيذ. هذه هي الارقام الرسمية، إلا ان مسؤولا حكوميا رفيع المستوى قال ان العدد اكبر من ذلك لكنه اقل من 100. وأشار الى ان السبب في ذلك يعود الى أحكام إعدام نفذت خلال الفترة بين ديسمبر (كانون الأول) 2005 ومارس 2006 ولم يعلن عنها رسميا. وكانت منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان قد شككت في شفافية النظام القضائي في العراق وعدم حصول المتهمين على محاكمة عادلة. كما طالبت منظمة الامم المتحدة بتخفيف أحكام الإعدام التي صدرت مسبقا ضد اشخاص في انتظار التنفيذ الآن. إلا أن الحكومة العراقية رفضت المناشدة بإلغاء عقوبة الإعدام، معللة ذلك بأنها عقوبة رادعة للجرائم.
https://telegram.me/buratha