وفي ما يلي نص الحوار ..
مراسل العربية : ما هو تعليقكم على التقرير الذي قدمته لجنة بيكر – هملتن اليوم ؟
سماحة السيد الحكيم : التقرير يمثل وجهة نظر مع احترامنا لاصحابها لكنه غير ملزم لاي جهة في الولايات المتحدة فضلاً عن ان تكون ملزمة لنا .
ثانياً , كما بينا فان مشروع المصالحة الوطنية وارادة بناء الحكومة الدستورية والمؤسسات الدستورية وتحسين الاوضاع الامنية هي مسؤوليتنا الرسمية والدينية والقانونية , فالعراقيون انتخبوا مجلس نواب وهو شكل الحكومة وهو الذي يقف وراء الدولة , فيجب ان نقف جميعاً متوحدين معها بمواجهة المجموعات الارهابية التي تمثل العدو الحقيقي للشعب العراقي والتي اضرت بالعراقيين كثيراً والتي كانت ولازالت ترتكب ابشع الجرائم بحق العراقيين وتسعى لايقاف العملية السياسية وايقاف عملية تقدم العراقيين , لكن العراقيين سوف يستمرون سواء كانت هناك لجنة ام لم تكن وسواء كانت هناك توصيات ام لم تكن , وهذه القضايا آمن بها كل المسؤولين العراقيين واليوم نتحرك باتجاه هذا الهدف المقدس .
مراسل العربية: كما اشرتم فان التوصيات غير ملزمة لا للإدارة الامريكية ولا لكم , لكن حقيقة كما نرى هنا في الولايات المتحدة الامريكية فان هذه التوصيات تحدد كثير من معالم السياسة الامريكية في العراق في الفترة المقبلة , الستم معنيون بان تنظروا اليها بجدية وتأخذون ببعضها ؟
سماحة السيد الحكيم : ننظر اليها بجدية , كما ننظر الى غيرها , فليست الوحيدة , وليس هناك موقف مسبق منها , نحترم هذه الشخصيات , وانا جلست معهم وتحدثنا وتحدثوا لكن قطعاً نعتقد ان قسماً مما جاء في هذه التوصيات كان فيه حالة من المخالفة للواقع وهناك معلومات منقولة غير دقيقة , بالتالي فان بعض التقييمات غير مناسبة , وقد اشتبهوا بها , بالتالي فان بعض الامور الاخرى كانت ايجابية , وبالواقع لم اطلع بعد على كل تفاصيل التقرير , قراءتي له كانت محدودة .
مراسل العربية : الرئيس الامريكي الذي التقيتم به قبل ايام كان له موقفاً واضحاً تجاه العراق , انه سيبقى في العراق الى ان تتحقق الاهداف ومن بينها تحقيق الاستقرار , لكن الضغط الذي تعرض اليه من قبل الشارع والرأي العام الامريكي ومن قبل الديمقراطيين الامريكيين قاده الى ان ينتهج لهجة تختلف عن لهجته في السابق , الا يعطيكم ذلك دلالة على ان الامور يجب ان تسير في اتجاه تحديد مواقيت زمنية لتحقيق الاهداف فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية او تطوير الوضع الامني او فيما يتعلق بالاستعداد لتولي الملف الامني من قبل العراقيين ؟
سماحة السيد الحكيم : بغض النظر عن اللجنة او التوصيات , او موقف الرئيس بوش , هذه الاهداف اهداف مقدسة بالنسبة الينا ونسعى الى تحقيقها بكل جد , وهناك ارادة عالية لدى العراقيين في تولي المسؤولية الامنية , ولطالما طالب العراقيون بان يتولوا المسؤولية الامنية , وبناء القوات المسلحة وتطويرها وادارتها , وهناك الكثير من المشاريع التي تبحث في عدد من المؤسسات مثل مجلس الوزراء ورئاسة الوزراء والبرلمان والمجلس السياسي للامن الوطني بغض النظر عما يجري في الخارج , طبعاً مع التقدير لكل الدول والمسؤولين الذين لهم مواقف داعمة للشعب العراقي , ونسعى بكل جد لبناء عراق قوي وبناء مؤسسات قوية وتوفير الامن للعراقيين , وهذه وضيفة الحكومة .
مراسل العربية : عدد كبير من المسؤولين الامريكين بدأ يشك في قدرة رئيس الوزراء المالكي على تحقيق هذه الاهداف وبدأت تصدر مذكرات بذلك كما نسمع , تشكك في قدرة السيد المالكي , اتعتقد ان السيد المالكي لديه هذه الارادة والحزم السياسي من اجل تحقيق هذه الاهداف ؟
سماحة السيد الحكيم : لديه الارادة , والرجل متواجد ومتحمل للمسؤولية ويسعى ويعمل بجد ومن الضروري ان نقف جميعاً معه , والان جميع الجهات العراقية تسانده وتشد من اره وتتحرك باتجاه هذه الاهداف .
مراسل العربية : قضية اخرى في امريكا , كثير من الاوساط الصحفية او الرسمية تعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية ضحت من اجل الشعب العراقيين , والعراقيين اتوا بنظام ديمقراطي طائفي استبعد الطائفة السنية التي كانت تتمع بالحكم بغض النظر عن ظلم او عدل , لاكثر من عقدين من الزمان , الا يقلقك ابتعاد هذه الطائفة من النظام السياسي في العراق .؟
سماحة السيد الحكيم : هذا الكلام غير واقعي , ولم يقل على الاقل بالنسبة لي في هذه الزيارة .
مراسل العربية: لكن العنف الذي يحدث في العراق سببه ان السنة لم يشاركوا بالطريقة التي يعتقدونها ؟
سماحة السيد الحكيم : هذا الكلام غير موجود في المؤسسات الامريكية , وانا زرت جميع هذه المؤسسات ولم اسمع هذا الكلام , وانما قد يكون انطباعكم من خلال قرائتكم للاحداث .
لان الوضع في العرقا كما هو واضح نظام ديمقراطي ليس فيه اي تمييز , ولو اردنا النظر الى الدستور فانه ينظر الى العراقيين سواسية , وللجميع نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .
ثانياً , ان الانتخابات موجودة وقد شارك فيها الجميع , وهناك ارادة حقيقية لدى الاكثرية في ان تشترك كل المكونات وتتحمل المسؤولية على مستوى التشريع والتنفيذ .
واليوم يتواجد الجميع , فلدينا في العراق حكومة وحدة وطنية , حكومة تم التوافق عليها وعلى برنامجها المتكون من ثلاث وثلاثين نقطة , والان بعد ستة اشهر هناك سعي لدراسة وتقييم عمل الحكومة وبالتالي لا يوجد هناك من يريد ان يبعد اي مكون فضلاً عن اخوتنا السنة .
مراسل العربية : في مقابلكم من يكذب هذه التصورات الجميلة وهذا السرد التاريخي ؟
سماحة السيد الحكيم : ذلك غير صحيح , فالواقع يثبت هذا الشيء , فاذا اردنا قراءة الواقع بصراحة , فلا يوجد هناك مرجعية شيعية على المستوى الديني كفرت او طالبت بابعاد السنة وتهميشهم او قتلهم او مضايقتهم , على العكس كان الجميع يطالب بالشركة والمحبة ويطلب من الشيعة عدم التعرض وعدم التجاوز , والحديث عن هذه المواقف في السنوات الثلاث الماضية يطول , والمواقف كثيرة وكان في مقدمتها موقف المرجعية الدينية المتمثل بالامام السيستاني ( دام ظله ) .
وعلى المستوى السياسي كذلك , هل يوجد كيان سياسي شيعي اذا اردنا القول دعى او طالب او قال بذلك ؟ , هذا على المستوى الشيعي .
وعلى المستوى السني , هل يوجد ذلك ضد الشيعة ؟ , لا يوجد لا من مرجعياتهم ولا قواهم السياسية , نعم هناك قوى تكفيرية وصدامية , صحيح ان التكفيريين هم من اصول سنية لكن هؤلاء ضد كل ابناء الشعب العراقي .
مراسل العربية : هناك اعتقاد في الاوساط الغربية والعربية , وصف العراق بانه دولة شيعية وسط محيط سني , وهناك ما يقال عن تخوف من صلة هذه الدولة الشيعية بايران , وباعتبار العراق من كبريات الدول المصدرة للنفط في المنطقة وان ذلك يهدد عدد من الدول ؟
سماحة السيد الحكيم : العراق ليس دولة شيعية , فلا دستوره شيعي ولا الغالبية العظمى من ابنائه شيعة , نعم هناك حقيقة وهي ان الاكثرية من العراقيين هم شيعة , وبالتالي عند اجراء انتخابات ستكون لهم الغالبية في مجلس النواب والحكومة , لكنهم ليسوا لوحدهم في البلاد , ولم يستأثروا بالسلطة , فالاخرون موجودون ومشتركون , الاخوة الاكراد والاخوة السنة , فتوجد ارادة بان يدار العراق من قبل الجميع .
اما التخوفات فانها لا تنتهي , بالتالي فمن الممكن لاي شخص واي طرف ان يتهم او يبدي تخوفات .
من غير المعقول ان يخرج العراق من محيطه العربي او الاسلامي , او ان يخرج من عروبته , فالعراق يعتز بعروبته , العرب العراقيون يعتزون بعروبتهم شيعة وسنة , وتاريخهم يشهد لهم , فقد دافعوا عن العروبة وعن اسلامهم وعن عراقيتهم , هذا هو موقفهم منذ مئات السنين واستمروا عليه .
مراسل العربية : لا احد ينكر اهمية الدور الايراني في العراق , والبعض قرأ لقائكم بالرئيس بوش بانه طلب منكم الوساطة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران من اجل استقرار العراق , هل طلب منكم ذلك .
سماحة السيد الحكيم : لم يطلب مني ذلك .
مراسل العربية : هل انتم مستعدون لذلك فيما لو طلب منكم ؟
سماحة السيد الحكيم : اخبرتكم لم يطلب مني , الا ان الشيء الواضح العلني هو موقفنا قبل عدة اشهر والذي اتى بعد قناعتي وقناعة القادة العراقيين بضرورة ان يكون هناك حوار امركي ايراني , فطرحت ذلك ووافقت كلتا الدولتين على ذلك , لكن عملاً لم يحث شيء فقد حصلت بعض العوائق فتوقف الموضوع عند هذا الحد .
نحن لنا علاقات جيدة مع ايران ولنا علاقات اخرى في المنطقة ونحن نسعى الى توطيد العلاقات مع باقي الدولة مع السعودية ومصر وسوريا والكويت والاردن , وايضا مع امريكا واوربا من اجل المصلحة العراقية
مراسل العربية : الولايات المتحدة الامريكية تعيش اليوم دورة جديدة تحتاج الى دولة مثل سورية ودولة مثل ايران لدعم لاستقرار في العراق , ذلك ما يقال هنا في الاوساط الرسمية وغير الرسمية , حسب توقعاتك وانت رجل ضليع في العمل السياسي في العراق , هل يعني ذلك انه سيكون لكم دور لحمل ايران على لعب دور يؤدي الى الاستقرار في العراق ؟
سماحة السيد الحكيم : نحن طلبنا , وذهب الاخ المالكي وطلب , وذهب الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وطلب , واخيرا ًذهب الاخ مام جلال الطالباني وطلب ان تقف ايران الى جانب الشعب العراقي وتساعد الشعب العراقي في مكافحته ومواجهته للارهاب .
ونفس الطلب كان من سوريا ونفسه كان من الاردن في الزيارة الاخيرة التي كانت لنا والتي كان معي فيها كذلك الاخ المالكي , وتم طلب ذلك من الاردن , ومن الممكن ان يقوم بدور مساعد لنا , ومن دول اخرى , فاستقرار العراق يعني استقرار المنطقة , وكما كان واضحاً من الفترة السابقة , العقدين او اكثر من العقدين .
مراسل العربية : هل تتوقعون ان المرحلة القادمة ستشهد ارتباطاً امريكياً بايران فيما يتعلق بالعراق ام لا ؟
سماحة السيد الحكيم : المفروض ان ننتظر المستقبل .
مراسل العربية : في اللقاء الاخير بالرئيس بوش اشرت ان الولايات المتحدة الامريكية لم تفعل ما فيه الكفاية لوقف العنف في العراق , لا تزالون تعتقدون بذلك ؟
سماحة السيد الحكيم : انا لم اصرح بالطريقة التي تفضلتم بها , وانما قلت اننا نعتقد انه كان بالامكان ان تتبع طرق واساليب كانت ستساعد في احتواء العنف في العراق , ولو كانت اتبعتها لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الان .
https://telegram.me/buratha