الأخبار

الشيخ الصغير في لقائه مع جريدة الصباح: اذا لم نعط للدولة قدرة حقيقية للعمل لا يمكن لنا ان ننتظر الحل

4060 00:20:00 2006-12-08

المصدر: الصباح   أكد جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد بأن المشاكل والازمات التي تعصف بالعراق لا ترتبط بعامل واحد، وانما بعوامل متعددة، قسم منها يرتبط بالسياسة الاميركية، واخر يرتبط بالدول الاقليمية، وثالث يرتبط بطبيعة الاوضاع الجارية ضد العملية السياسية من قبل الاطراف المحاربة لهذه العملية.        وقال في حوار اجرته معه (الصباح): الارهاب ليس قوياً لكن نحن ضعفاء، ضعفاء ليس بقوتنا وانما بسبب اننا مسلوبو الارادة من قبل الذي يمسك بالملف الامني، واعني بذلك القوات متعددة الجنسية، مشيراً الى ان الشارع العراقي لحد الان لم يتعلم طبيعة استحقاقات الديمقراطية التي تمتاز بطرح الرأي والرأي الاخر.    وفيما يلي نص الحوار:    لا توجد حلول سحرية     * زيارة الرئيس الطالباني الى ايران للقاء المسؤولين الايرانيين، وزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى عمان للقاء الرئيس الاميركي بوش، باعتقادكم هل ان هاتين الزيارتين ستنعكس نتائجهما ايجابياً على تحسين او استقرار الاوضاع الامنية في العراق؟    - في البداية اقول لاتوجد حلول سحرية، علينا ان نتحلى بالصبر وننتظر نتائج الكثير من التحركات التي يقوم بها القادة العراقيون من اجل تخليص البلد من مشاكله المتعددة. في تشخيصنا ان مشاكل العراق سواء كانت الامنية او السياسية او الاقتصادية وما الى ذلك من المشاكل لاترتبط بعامل واحد وانما بعوامل متعددة، قسم من هذه العوامل يرتبط بالسياسة الاميركية وقسم منها يرتبط بالدول الاقليمية، وقسم منها يرتبط بطبيعة الاوضاع الجارية ضد العملية السياسية من قبل الاطراف المحاربة لهذه العملية، لذلك شهدنا في هذه الفترة اكثر من تحرك لاكثر من اتجاه لحل المشاكل العالقة، ورأسها المشاكل الموجودة مع الدول الاقليمية والدول المجاورة للعراق ومنها ما حصل مع سوريا، ان ما تم مع سوريا كان بناءً على جهد دبلوماسي عراقي منذ فترة بعيداً عن الاضواء الاعلامية، بالشكل الذي توج بعد ذلك بزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للعراق.    الان ما رحل اليه الاستاذ جلال الطالباني في ايران وما رحل اليه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الى الاردن ومنه الى بريطانيا ثم الى اميركا والى عدد من الدول الاخرى، الغرض من هذه الزيارات او السفرات ايجاد آلية تعاون حقيقية من الدول الاقليمية مراعاة للوضع الذي يجري في العراق، باعتبار ان العراق لو احترق (لا سمح الله) فسوف لن يحترق وحده وانما سيحرق الجميع، ولاسيما ان المشكلة التي تحاول بقايا حزب البعث واياديه ان تفعلها هي مشكلة الفتنة الطائفية وهذه الفتنة سوف لاتقف عند الحدود العراقية، يعني ان هؤلاء لا يمكن ان يوقفوها عند حدود معينة، لذلك كل الجهد سيصب بهذا الاتجاه، وان نأمن بعضاً من الخطر الذي يأتينا لسبب او لآخر من وراء الحدود.    المشكلة تتعلق بالقرار (1546)    بتصوركم هل هنالك مشاكل ما زالت عالقة بين الاميركيين والحكومة العراقية؟    - نعم هنالك مشكلة العلاقات مع الاميركيين التي تضم ملفات عديدة ساخنة، وعلى رأس هذه الملفات، الملف المتعلق بالقرار 1546 وضرورة ان يكون هناك توافق ما بين الحكومة العراقية وبين الاميركيين حول الصياغة النهائية للقرار 1546.    في الحقيقة المماحكات المرتبطة بهذا القرار لها دور اساسي في الكثير من التخريب الامني الحاصل في العراق الان.    ولو قدر اننا وفقنا بأن يستعيد العراق الملف الامني وملف تجهيز القوات الامنية بكل ما تحتاجه، وملف تتنمية هذه القوات بالمواصفات العراقية وطبيعة متطلبات الحرب ضد الارهاب، اعتقد اننا سنقطع شوطاً كبيراً جداً في محاربته.    الإرهاب ليس قويا ولكن نحن ضعفاء    * هل ان القوات الأمنية الان ليست بالجاهزية المطلوبة لمحاربة الارهاب وتحجيمه او القضاء عليه؟    - الارهاب ليس قوياً، لكن نحن ضعفاء، ضعفاء ليس بقوتنا، وانما بسبب اننا مسلوبو الارادة من قبل من يمسك بالملف الامني واعني بذلك القوات متعددة الجنسيات، هناك مشكلة الملفات الاقتصادية العالقة بيننا وبين الاميركيين، وايضاً هناك مشكلة طبيعة الانعكاسات او التداعيات التي يفترض ان تحصل بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونكرس الاميركي، قطعاً لابد للحكومة العراقية رغم وجود تقييم واع لديها لطبيعة الذي حصل ان تسمع وجهة النظر الاميركية او مايقوله الاميركان، والاميركيون لابد ان يشاركونا او نشاركهم في طبيعة القرار المتخذ على الساحة العراقية بعد اعلان توصيات لجنة بيكر هاملتون، ولذلك هناك اكثر من اتجاه تستدعيه هذه السفرات والجولات التي يقوم بها القادة والمسؤولون العراقيون الى دول الجوار والى الدول الاقليمية، واعتقد انها جولات مطلوبة وضرورية، واتمنى للذين قاموا بهذا التوجه ان يوفقوا في ما يسعون اليه.    باتفاق الجميع يكمن الحل    * برأيكم اين يكمن الحل؟    -يجب ان نتجه جميعنا ككتلة واحدة من اجل تأمين الحل، واذا انتظرنا ان تأتينا الحلول من الخارج او يمكن ان تصنعها مجرد توافقات، فأنا لا اعتقد ان هذا الامر سيتحقق على ارض الواقع، باعتبار ان كثيراً من الامور قد فلتت في العراق، حتى انها فلتت من ايادي رؤساء الكتل السياسية ومن ايادي قادتنا، وفلتت من ايادي من كان يمسك بالمعادلة. بعض الدول تمول الان الكثير من الاطراف، وكثيرا ممن مولتهم بدأ يستغل هذا التمويل لبناء عرشه الذاتي، وكذلك يأتي تمويل بعض الجهات عن طريق الاختطاف، اي ان كل مختطف يفرج عنه مقابل آلاف من الدولارات وهي مبالغ طائلة، وكذلك يأتي التمويل لجهات اخرى عن طريق السرقات التي تحصل هنا وهناك، وبالتالي ادت عمليات التمويل غير الشرعية هذه الى ان كثيراً من العصابات تخرج من دائرة السيطرة، ومن هذه الحالات التي نشاهدها ما حصل من عملية اختطاف لموظفي ومراجعي دائرة البعثات التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، او عصابات شارع حيفا او عصابات منطقة الفضل او عصابات حي العدل، هذه العمليات التي تقوم بها العصابات كلها تعبر عن طبيعة هذا الفلتان.    * باعتقادكم اليس هنالك من مخرج لهذا المأزق الكبير او المنزلق الخطير الذي يتربص بالعراق؟    - قطعاً يوجد هنالك مخرج لكن بهذه القدرات المتواضعة وغير المسؤولة لا يمكن ان نحقق شيئاً، يعني ان القوى الامنية لا يسمح لها بشكل او بآخر ان تبسط الامن، مثلاً لو قدر ان اعتقل شيعي من قبل السلطات الامنية فأنا سأتصل بالضابط الفلاني واقول له لماذا اعتقلته وربما سأساعد بالافراج عنه، وكذلك لو حصل نفس الامر لاحد الاخوة السنة سيتصل شخص اخر من طائفته بالجهات المختصة لنفس الغرض، فالكل مسؤول عن هذه القضية. طبعاً قسم منها مرتبط بطبيعة الوثاقة باجهزة الامن وللأسف الشديد قد حصلت خروقات ودخل الصداميون من جميع ابواب الاجهزة الامنية، وهم سبب كثير من الخراب الذي افسد الحياة.    اذا لم نعط للدولة قدرة حقيقية للعمل لا يمكن لنا ان ننتظر الحل، وهذا الامر معنية به جميع الكتل السياسية والاميركيون كذلك معنيون به.    الميليشيات ليست حلاً    * البعض يعتقد بأن الميليشيات جزء من الحل ولو بنسبة محدودة لحماية مناطقها المتواجدة فيها. ماهو ردكم؟    -الميليشيات ليست حلاً، بهذه الطريقة سنساعد على بناء الميليشيات وليس العكس، بهذه الطريقة التي تجري فيها الامور سنساعد الناس على حمل السلاح. حينما لا تثق بالدولة ماذا سيكون الحل، ستحمل سلاحك واحمل سلاحي حتى ادافع عن نفسي، ومن دون ان نزيل هذه الذرائع من اذهان المواطنين، لا يمكن لنا الا ان نرى ان السلاح ينتشر، وتجار السلاح من اصحاب الكروش المنتفخة ينمون بناء على ما نصطلح عليه بتسمية امراء الحروب، وسوف تكبر هذه الشريحة من التجار وبالنتيجة سيلحق الشر بجميع الناس. انا لدي معادلة اقول بان الدولة رغم انها قد تكون في بعض اجهزتها فاسدة لكن يبقى ظلمها اقل بكثير من ظلم الميليشيات المسلحة لو تسيدت هذه الميليشيات على الساحة العراقية، لان ظلمها سيكون موزعاً على كل الناس وعلى كل الطبقات، اما الدولة ربما تظلم فئة، او شريحة معينة او فئة خاصة، لكن لا يمكن لها ان توزع الظلم على الكل الميليشيات تستطيع ان تفعل ذلك، سبق لي ان رأيت الحرب اللبنانية واطلعت على كافة تفاصيلها، وعشت الكثير من مشاكلها واعرف بالضبط ماذا تعني هذه الكلمات وهذه الحرب.    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك