الأخبار

كلمة مكتب سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) في تقييم الوضع الحالي في العراق

1725 19:24:00 2006-11-06

                                                                 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

الحمد لله على هدايته لدينه والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الميامين واللعنة على أعدائهم أجمعين ، قال الله سبحانه وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) صَدَقَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

نقف اليوم في هذا المكان بغية أداء الواجب الملقى على عاتق الجميع وهو التفكير في شأن الشعب العراقي المظلوم، حيث تتجه أنظار المحرومين في عموم العراق والمضطهدين في كل مكان إلينا، نرجو الله سبحانه أن نتمكن في هذا الاجتماع بطرح ما ينفع المسئولين في أداء واجباتهم والقيام بوظائفهم بنحو أكمل، ونتمكن من خلق الإحساس لدى المحرومين بأن هناك من يفكر فيهم وأن المرجعية تعيش آلامهم، وينبغي أن نعترف أن هناك نفوساً مخلصة وجادة في العمل وتسعى ليل نهار جاهدةً في القيام بالواجب بل ربما فوق اللازم، ولكن مع ذلك ان الملموس على وجه العموم يمكن تلخيصه في ما يلي:

أولاً: التباطؤ في إنجاز المشاريع الخدمية وإصلاح ما تعطل منها في هذه الفترة، كالكهرباء والماء وغيرها مما يخص البلدية.

ثانياً: ما زالت وزارة التربية تتلكأ في إصلاح المناهج الدراسية، فالكتب الدينية المدرسية مليئة بالخزعبلات وتدعوا الطلاب للانحراف عن الإسلام الحقيقي المتمثل بالمذهب الجعفري، وقد سعينا بمختلف الطرق ولكن لا أذن صاغية ولا اهتمام في هذا الجانب مطلقاً، أليس من المخزي أن يتعلم أطفال النجف وكربلاء وغيرها ما ينافي دينهم في مناطقهم.

ثالثاً: الفساد الإداري فاق التحمل فلا تنجز المعاملات ولا التعينات إلا ضمن المستلزمات الحزبية والفئوية وضمن المقاصد الشخصية وتقضي عجباً حينما تقف الدوائر النجفية في وجه المشاريع الخيرية والخدمية بحجج واهية تُلبس بعناوين وطنية كأنها لا تريد خيراً للعراق ولا لشعبه المظلوم، وفي باقي المحافظات حسب استطلاعنا يوجد ما هو أدهى وأمر مما في النجف الأشرف والحكومة عاجزه عن إصلاح ذلك. وألياتها غير كفوءة في معظم الحالات

رابعاً: المناهج الجامعية كما كانت في عهد النظام البائد والنقابات الغير سليمة تعمل في الخفاء، كما كانت في ظل النظام السابق، فلا يسمح لرئيس الجامعة أو عميد الكلية أن وجد مخلصاً! العمل بحرية ضمن صلاحياته القانونية.

خامساً: لم تستطع الآليات الحكومية ولحد الآن من تأسيس خطط متكاملة واضحة مدروسة لإدارة السياسة الداخلية أو الخارجية تتخذ القرارات مستعجلة لإدارة أصعب الأمور وأهمها في البلد وترى في بعض الاحيان أن القرارات تتصادم بعضها مع البعض، وربما يكون قسم منها ناشئاً لوجود المحتل ولتدخلاته السافرة والمفضوحة في مصادرة القرارات وسعيه في إبقاء البلد تضربه أمواج من الإرهاب واللاإستقرار رغبة منه لإجبار الحكومة على تقديم التنازلات للجهات التي فقدت المناصب التي كانت تستخدم لنهب خيرات العراق من الحزب المنحل وغيرها ليبقى العراق خاضعاً لما يبغيه المحتل المستكبر.

سادساً: دعونا في بيان سابق إلى زيادة الحصة الغذائية في البطاقة التموينية بغية مساعدة الطبقة الفقيرة المسحوقة من الشعب ومعلوم أنه يساعد بصورة فعالة على خفض أسعار المواد الغذائية بصورة سريعة ومعلوم أنها في ارتفاع باطراد، كما دعونا إلى تفعيل نظام شبكة الرعاية الاجتماعية ولم نجد إذناً صاغية في هذا المجال.

سابعاً: فقدان الأمن فلم تتمكن أفراد الشرطة أو الجيش والحرس الوطني من فعل شيء يذكر، فهناك الاغتيالات في العاصمة وكأنها مجزرة لذبح البشر والقوى المسئولة عن هذا تكّثر الحواجز والمفارز كأنها تريد أن تقنع الناس بأنها تفعل شيئاً إذ المعلوم أن الإرهابي أو المجرم لن يمر عبر الحواجز إلا إذا اضطر ولا توجد مدينة خالية من هذه الحوادث وقوى الأمن مخترقة من قبل الإرهابيين والتكفيريين، ووجود الأعداد الغير قليلة من الذين يتلقون الشهادة كل يوم بوسعه الصدر يعجز عن ايقاف نزيف الدم لعدم وجود خطط سليمة من قبل أصحاب القرارات وفقدان الأجهزة الضرورية لضبط الأمن فالمخلصون من قوى الأمن بجميع أصنافها يعانون من ذلك، وللمحتل دور كبير في الانفلات الأمني فما لم يتسلم العراقيون المخلصون الملف الأمني بالكامل لن يشم الشعب المظلوم رائحة الامن والسلامة.

ومن المؤسف أن هناك من يزعم أو يحّمل المرجعية مسئولية ما يحدث في طول العراق وعرضه من المصائب ولا سيما الانفلات الأمني بحجة أن المرجعية هي التي دعت إلى التصويت في صالح الدستور أولاً ثم في صالح الائتلاف ثانياً وقد أطاع الناس المراجع رغم المصاعب والموانع في وجوههم ولا يعلم المنتقدون أنه لولا دعوة المرجعية إلى تأييد الإتلاف لأصبحت الأمور بيد أعداء العراق ولعادت أحداث واحد وتسعين مرة أخرى حيث كان هناك مخطط لإدخال القوى المؤيدة للإرهاب إلى البرلمان بقوة وبكثرة لإمساك مراكز السلطة المهمة وإلغاء الدستور وإعادة العراق إلى الظلمات السابقة فيصبح العراق خاضعاً لعملاء الاستكبار العالمي وتدار الأمور على هوى الأجنبي. والطوائف المنـزوية تحت قائمة الائتلاف يبدو أن لا انسجام في ما بينها غافلين عن أن أي أختلاف في ما بينهم سوف يخدم أعداء العراق،. والذي نتمناه هو الحزم والانضباط من الذين يمسكون بأزمة الأمور ونحن نعرف ما تعاني الحكومة من الاحتلال من جهة ومن مخلفات النظام السابق من جهة أخرى ، وليس المخلصون عزيزي الوجود في الحكومة يتعبون لخدمة الشعب بما فيه الكفاية ولكن الوضع الراهن يفتقر إلى مزيد من الحزم والضبط فوق ما هو الموجود فعلاً وفي هذا المجال نقترح أن تشكل لجنة من المتخصصين المخلصين لدراسة هذه المشاكل كلها ووضع الحلول المناسبة لكل معضلةِ ويد المرجعية مع كل المخلصين وستستمر المرجعية في الدعم لهم من خلال النصيحة والمشورة السليمة في جميع المجالات.

نرجو الله سبحانه أن يتمكن المخلصون من النهوض بالعراق وإنقاذه من بحر الظلمات إلى سواحل النور والنجاة في وقت قريب لتهدئة نفوس اليتامى وتخفيف لوعة الثكلى وتتنسم الأرامل رائحة الحماية والكفالة. وتسكن آهات المساكين، والسلام.

مكتب سماحة اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي دام ظله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك