الأخبار

بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة صدور الحكم بالاعدام على الطاغية صدام


بسم الله الرحمن الرحيم(ولاتحسبنٌ الله غافلا عما يعمل الظالمون )صدق الله العلي العظيمبعد عقود طويلة من التسلط والاستبداد الذي خيم على بلادنا الجريحة، وبعد كل هذه المأساة التي عاشها شعبنا من اقصى العراق الى اقصاه ، ها نحن نعيش زمن الحرية والانعتاق ، ونشهد مع شعوب العالم جمعاء نهاية أقسى وحش بشري عرفه تاريخنا المعاصر، اذ ان الحكم الذي صدر على طاغية العصر بالاعدام شنقا حتى الموت، في نهاية محاكمة تاريخية عادلة لم يعرف لها العراق مثيلا، خير دليل على ان العراق يسير الان في طريق العدالة والتحرر من كل مظاهر التغييب والتهميش والغاء الاخر واستباحة ارواح الابرياء وهدر الثروات الذي ميز حقبة مظلمة وقاسية، هي حقبة البعث الدموية.ان دماء الشهداء الذين تساقطوا على ثرى العراق الطاهر، لم تكن الا بوابة للخلاص من سفاحي الشعوب وقتلة الكرامة الانسانية، ونحن اذ نستذكر في هذا اليوم مأساة شعبنا المعذب ، ودماء الشهداء الذين مضوا الى حيث ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، نستذكر باجلال وفخار، السيد الشهيد الخالد محمد باقر الصدر الذي فتح امام شعبه دروب الحرية والانعتاق وهو يردد ان الشعوب اقوى من الطغاة مهما تفرعنوا ، فكان ان سقط فرعون هذا الزمان وخرج من حركة التاريخ كما فعل قبله كل الطغاة والجبابرة، وبقي العراق وطنا لكل الشرفاء الذين عاشوا فيه. وبقي الصدر رمزا للتحرر والانعتاق. في ذات الوقت الذي يظل فيه النظام البائد رمزا للأنحطاط الفكري والانساني على مدى الاجيال القادمة، وما اولئك الذين يدافعون عن هذا الطاغوت وعهده الدموي الا بقايا هذا الفكر الدموي الذي سيمضي سريعا الى الزوال ، مع كل خطوة باتجاه دولة الحرية والمساواة، ومع كل مرحلة من مراحل بناء الدولة العراقية الجديدة . ان حزب الدعوة الاسلامية الذي وقف طوال العقود الماضية مع القوى الوطنية الاخرى، في صدارة الساعين الى تحرير العراق من ظلم وجبروت هذا الطاغية، سيسعى جاهدا الى بناء دولة المؤسسات الدستورية وسيادة القانون ، مستمدا من دماء الشهداء وآلام المعذبين، العزم على الخروج بالعراق من ثقافة الحكم الديكتاتوري الفردي وسياسة الاقصاء والتهميش ولغة القمع والتغييب، الى ثقافة احترام حقوق الانسان وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة، ومثلما كان هذا اليوم قرة عين لعوائل الشهداء، وللسجناء السياسيين ولجميع الفئات والدول التي عانت من حكم صدام ، ومرحلة فاصلة بين جبروت الطغاة وحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة، فأنه ايضا سيشكل حدا فاصلا بين الفكر القمعي الذي انتج هؤلاء الطغاة، وبين الفكر الذي يحرر الانسان من كل مظاهر الاستبداد والتسلط ، ويسعى لسيادة دولة العدل والقانون .مبارك للشعب العراقي وهنيئا لهم يوم الخلاص ويوم احقاق الحق ، وتحية للشهداء السعداء ولعوائلهم الصابرة المجاهدة في هذا اليوم المبارك الذي سيبقى خالدا في ذاكرة التاريخ وعنوانا بارزا تتوقف عنده الاجيال للعدالة في الاقتصاص من الظالمين ، ومبارك للانسانية جمعاء هذا اليوم الذي شهد انزال القصاص العادل في طاغية العصر وجلاوزته . (ولكم في القصاص حياة يا اُولي الالباب)حزب الدعوة الاسلامية13 شوال 14275 تشرين الاول 2006
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك