سوريا - لبنان - فلسطين

الكراهية للمقاومة الإسلامية "حزب الله" في لبنان


د.إسماعيل النجار ||

 

الكراهية للمقاومة الإسلامية  "حزب الله" في لبنان من بعض الأحزاب الضيقَة هي ثقافة مجتمع وليست تضليل إعلامي؟،

سؤال بديهي يُسأَل في كل بيت مؤيد للمقاومة في لبنان من أي طائفة كان أو مذهب ، لماذا البعض يكرهها إلى هذا الحَد ويعمل لإضعافها وتدميرها في أكبر عملية تقاطع لموقفهِ مع الكيان الصهيوني مع العلم أن المقاومة قدمت الكثير للبنان وكل الطوائف اللبنانية والمنطقة،

السؤال الكبير هوَ،، 

ما هيَ مصلحة هؤلاء في التصدي لها وزرع الخصومة وحصد العداوة معها؟! 

هل هؤلاء صهاينة بأثواب لبنانية أم أنهم عملاء لهم؟، 

أم أن موقفهم غير مرتبط بالموقف الصهيوني ولكنه تقاطعَ معه بالصدفة من دون أي تنسيق مُسبَق أو تعامل وهذا أخطر؟

سنشرح لكم وُجهَة نظرنا بالقضية علَّنا نصل سوياً إلى إستنتاج علمي يفيدنا في تصحيح العلاقة وتصويب إبرَة البوصلَة نحو الإتجاه الصحيح،

لأن هذه القضية ليست طارئة إنما لها جذور عميقة في التاريخ، 

عام ١٨٦٠ كانت القنصليات الاوروبية تحمي الوجود المسيحي في المنطقة العربية ومنها لبنان بموجب إتفاق مع المحتل التركي الذي أعطى كُلٍ من الدروز والمسيحيين إستقلالية سياسية وامتيازات، 

وكان للسُنَّة حيثية خاصة في نظر الباب العالي إلا الأقليات الأخرىَ ومن بينهم الشيعه الذين لجئَ أكثرهم إلى الكنيسة لنيل الحماية وحفظ الممتلكات هرباً من الظلم العثماني، فَنُهِبَت ممتلكاتهم  من حُماتهم في أكبر عملية غدر وخديعه بالتاريخ ولم تُعاد إليهم والجرح مفتوح، 

مع العلم أن بعض العائلات المسيحية العريقة اليوم كآل الهاشم والنجار وسماحة وغيرهم جميعهم كانوا من الطائفة الشيعيه إعتنقوا الديانة المسيحية هرباً من سيف السلطان العثماني وسطوته،

رغم أن الشيعه وخلال كل تاريخهم لم يتعاملوا مع الفرنجة ضد العثمانيين، ودائماً كانوا السباقيين لمناصرتهم ضد الغرب الإستعماري، ودائماً كانوا مستهدفين منهم،

حتى بعد جلاء المستعمر التركي كانت ثورة السيد عبدالحسين شرف الدين مُوَجهَة ضد الإستعمار الفرنسي والإنكليزي ولم يشعل ثورة ضد الأتراك، 

حتى في العراق إشعال ثورة العشرين التي قامَ بها  الشيعه واطلقوا صفارتها كانت مُوَجَهة ضد الإنكليز الذين تسببوا بتدمير المقامات في كربلاء والنجف  على يد آل عبدالوهاب وآل سعود السلفيين، ولم تكُن ضد الأتراك العثمانيين رغم ما فعلوه بهم، 

عند إعلان دولة لبنان الكبير حصلَ الموارنة تحديداً على إمتيازات السلطة والحكم مدعومين من الغرب، 

بقيَ الشيعه داخل هذا البَلَد مهمشين رغم ما قدموه له وما أغنوا وطن الأرز به من قِيَم إجتماعيه وتضحية،

التحق الشباب الشيعه بصفوف حزب النجادَة والحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب التقدمي الإشتراكي وباقي الأحزاب الوطنية ولاحقاً إنتموا إلى الفصائل الفلسطينية وناضلوا ضد الإستعمار والإستبداد والإحتلال الصهيوني لفلسطين، 

الأمر لم يَكُن على خاطر المستعمرين الذين حركوا عملائهم في الداخل وعلى رأسهم بيار الجمَيِّل الجِد وكميل شمعون اللذان تواصلآ مع إسرائيل وطلبآ منها تسليحهم ضد ما أسموه الإتساع الديمغرافي الإسلامي المؤيد للقضية الفلسطينية والمعادي للكيان الصهيوني، 

بعد ثورة القوميين عام ١٩٥٨ ثبتَ للمارونية السياسية أن الشيعه يشكلون رأس حربَة عداء للمشروع الغربي الذي يعتبرونه الموارنة آنذاك أنه يمثلهم ويعيشون بظلِهِ، 

وما زاد الطين بِلَّة دعوة السيد عبدالحسين شرف الدين للإمام السيد موسى الصدر إلى لبنان لتولي أمور الطائفة بعدما شعرَ بأن خطر تجاذبها وضياعها مؤكد في غياب أي شخصية دينية تخلفه في قيادتها بعد وفاته، 

مجيء الإمام الصدر وتوليه زمام ناقة الطائفة زادَ من خوف الموارنة رغم اعتدال سماحة الإمام المغدور،

عملت المارونية السياسية على إنشاء جيل مؤيد للغرب لا يعترف بفلسطين عربية ولا يعتبر الكيان الصهيوني عدواً له، والمناهج الدراسية كانت لغير صالح فلسطين  اغلبيتها مزورة ومدسوسة، 

حُقِنَ هؤلاء الشبان بالكراهية اتجاه المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية وضد سوريا والشيعه، 

فعندما عجزوا عن إخراج السلاح الفلسطيني الذي أدخلوه هم أنفسهم إلى البلاد أشعلوا الحرب الأهليه وجاءوا بإسرائيل لتحتل نصف لبنان ومنه العاصمة بيروت،

إعلان المقاومة بوجه إلمحتل الصهيوني أثار حفيظة القسم الأكبر من المسيحيين واعتبروها إرهاب ضد دولة ديمقراطية يسمونها إسرائيل! 

كل ذلك بسبب ثقافة تربوا عليها أشبعوهم فيها قادتهم كره المسلمين والمقاومين واقنعوهم بأننا مجتمع متخلف، 

بعد ارتفاع اسهم المقاومة وتحقيقها إنجازات وبعدما أصبحت قوة لا تقهَر وبعدما تراجع المشروع الصهيوني الذي ربطوا انفسهم به ارتباط وثيق شعرت الاحزاب الإنعزاليه المسيحية أن سيطرة الشيعة على المشهد السياسي بقوة المقاومة سحق الإمتيازات المارونية خصوصاً والمسيحية عموماََ، 

الامر الذي زادَ من حقدهم على هذه المقاومة، 

ورفعوا شعار الإحتلال الإيراني للبنان وسيطرة حزب الله على مفاصل الدولة في أكبر كذبة على وجه الارض كانَ بطلها الأول فارس سعَيد،

إذاً كُره المقاومة أصبحَ ثقافة لدى البعض من المسيحيين من دون مبرر سوى أنها تخاصم المحتل الصهيوني وهذا ما يرفضوه،

هكذا تربوا وربوا أبنائهم، 

هذا الأمر ينسحب اليوم على المجتمع الذي زادَ التطرف فيه وازدادت الكراهية للشركاء في الوطن مما يشير إلى ان قوة حزب الله هي التي تمنع حرب أهليه جديدة وإلا لكنا عدنا إلى عام ١٩٧٥ بكل بساطة،

عليهم أن يقرروا أن يكونوا لبنانيين عرب وليس فينيقيين. 

ستبقى شُعلَة المقاومة هيَ التي تنير دربنا إلى يوم الدين، 

عاشت المقاومة الإسلامية. 

عاشَ لبنان. 

 

بيروت في... 

           8/9/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك