د.إسماعيل النجار ||
إتفقوا... لأن المقايضة لَن تَمُر؟
في لبنان الممكن فعل أي شيء فيه وليسَ المستحيل الذي كنا نعيش الماضي فيه قبل حقبة التسعينات،
تغيَّر كل شيء بعد أكثر من ثلاثين عام على المقايضات والمساومات وقصقصة الجوانح وتفصيل المحافظات والدوائر إنتخابياً،
اليوم الأمور مختلفة تماماً أمام الجميع الذي حكموا ونهبوا واللذين جائوا بإسم التغيريين الجُدُد، لأن البلاد ليست بخير ولا هيَ متعافية،
الحديث عن الرئيس قبل ثمان سنوات كانَ يختلف عن الحديث عنه اليوم، ولهجة حزب الله في هذا الملف ستكون مَختلفة كلياً،
موازين القوىَ البرلمانية منقسمة إلى عدة إتجاهات غير متوافقة، وحصار لبنان زادَ الطين بَلَّة ومحاولة فرض أجندات خارجية أميركية كانت أم سعودية عقدت الامور كثيراً في ظرفٍ يعاني فيه اللبنانيون الضيق بشتَّى أنواعه وتفاصيلِه،
من وُجهَة نظر فريق المقاومة أن ميشال معوَّض هو مرشح تحدي لن يمر، ومن وُجهَة نظر فريق عوكر سليمان بيك أيضاً مرشح تحدي لن يمُر،
حزب الله الذي لم يُرَشح فرنجيه ولم يتبناه ألقىَ بهذا الحمل على عاتق شريكه نبيه بري لكي يقوم بمقامه ويحل مكانه في مسألة تسميتِه، ولكنه سيصوِّت له إذا اكتمل النصاب،
في المقابل البيت المسيحي صاحب العقدة الأساسية لم يتحرك لِلَم الشمل، وسيدهُ يطالب بتدويل الأزمة بدل من جمع المسيحيين وفَض الخلافات! ما يعني أن غبطتهُ منسجم بقوة داخل مشروعٍ خطير يهدف الى تركيع لبنان وإخضاعه للغرب،
ولأن تجاربنا مع المجتمع الدولي كثيرة وكبيرة وقديمة العهد فإن التدويل يعني تسليم البلاد للخارج،
البعض يتحدث عن قائد الجيش جوزف عون بأنه الحل الوسطي الأفضل للخروج من الأزمة، في الوقت الذي لا تزال تجربة ميشال سليمان ماثلة أمام أعيُن حزب الله وحلفائه ولن يغفلوا عنها أو ينسوها، ناهيك عن عقدة قانونية ودستورية لا تسمح له بالترشح لأنه يجب أن يكون مستقيلاً من وظيفتهِ قبل سنتين او تعديل الدستور الذي يصعب إقناع الكثيرين بالموافقه عليه، وقائد الجيش هذا ليسَ وسطياً بالمعنى الوسطي فهو محسوب على واشنطن التي اوكلت مهمة التسويق له الى دولة قطر وسط تنسيق سعودي فرنسي معها ومن هذا المنطلق قامَ بزيارتها، ناهيكَ عن دورثي شَيَّا التي دعَت إقامة في مكتبهِ في اليرزة!؟
تم تسريب بعض الحديث عن مقايضة ستجري مع حزب الله بين رئاسة الحكومة والجمهورية،
هنا نقول لغير العارفين بطبيعة تفكير حزب الله وعقليته والذين لا يدركون ان مبدأ المقايضه الرخيص لا تقبل به المقاومة، وهيَ سترفض فكرة المساومة معها لأن الحزب لا يمكن أن يتعدى على حقوق الطائفة السنية الكريمة كون رئيس مجلس الوزراء بالشكل الدستوري والقانوني يتم إختياره بالمشاورات النيابية الملزمة التي تمثل كافة اللبنانيين،
إذاً لا مقايضة بين الرئاستين الاولىَ والثالثة ولا مساومة على مواصفات الرئيس الذي لا يتمتع بها جوزف عون،
الأزمة كما ذكرنا سابقاً هي مسيحية مسيحية بإمتياز يشارك في تعقيد مشهدها البطريرك الراعي عبر مطالبته بالتدويل بدل أن يجمع الأطراف المسيحية تحت سقف بكركي،
ومن طرفه رئيس التيار الوطني الحُر جبران باسيل رفعَ السقف رافضاً ترشيح فرنجيه من دون تقديم بديل أو التصريح بما يريد،
فهوَ إما يريد إبتزاز فرنجيه أو أنتزاع عهد من سيد المقاومة بإنتخابه عام ٢٠٢٨ والتقديران صعبآ المنال، وخصوصاً أنه أختار الحديث من على المنابر وليس داخل الغُرَف المغلقه،
ولا يُستبعَد الأمر أن يجاري باسيل قطر وفرنسا والسعودية بإنتخاب قائد الجيش في مقابل رفع العقوبات الأميركية عنه وحصوله على إمتيازات داخل أي حكومة قادمة،
من جهة حزب الله باسيل لن يحصل على عهد او تعهد بإنتخابه، وفي حال إصراره على موقفه فإن لحزب الله موقفاً آخر وخصوصاً ان البلاد تصبح أمام ثلاث إحتمالات،
1/ الإنهيار التام في ظل استمرار الفراغ،
2/ الذهاب نحو الفوضى العارمة وربما حرب أهليه،
3/ أو الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي أو إنتخابات نيابية مبكرة تكون البديل عن الفوضىَ والحرب الاهلية،
وخصوصاً أن لبنان أرضٌ خصبَة لها،
الغرب لا يريد للبنان الخير وحلفاؤهم في الداخل يسيرون ضمن أجندة مُعلَّبَة تخدم مصالحهم والشعب اللبناني يعاني الأمَرَّين في تحصيل معيشتهِ وتأمين علاجه، لذلك المماطلة ستأخذ البلاد إلى الجحيم،
نناشدكم الوعي.
بيروت في...
15/12/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha
