سوريا - لبنان - فلسطين

صواريخ غَزَّة تؤلِم تَل أبيب حتى وإن سقطت في البحر.


 

د. إسماعيل النجار ||

 

ما أعظمَكِ من مقاومَة، تكتب العِز بصواريخٍ تحت اللَمع والبرق، ترسلها إلى عُرض البَحر فتصل الرسالة إلى أروِقَة الغُرَف المُغلَقَة في عُمق البَر،

وتدخُلُ صميم آذان القادة الصهاينة المغرورين، فيختلفون في الرأي نَرُد أو لا نَرُد وأين سيكون الرد في أرضٍ مفتوحة أَم في مواقع عسكرية ثابتة؟

لأكثر من سِتَّة عشرة ساعة وقيادة جيش الكيان لَم تصِل إلى قرار، والسبب واضح ومعروف، أن أي عملية قصف من قِبَلِهم ستُقابَل بالرَد،

تل أبيب إستنجدَت بمصر لكي تضمن عدم الرَد على الرَد، ومصر طلبت من تل أبيب عدم الرد على القصف،

وبين أخذٍ ورَد قَرَّرَت تل أبيب الرَد من دون تحديد المكان والزمان، وفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، أبلغوا المصريين حتميَة ردهم على أي عملية إسرائيلية،

قصفت إسرائيل مواقع للمقاومة بعد تأكُدها بأنها خالية، وكانت شديدة الحرص أن لا تُسقِط خسائر بشرية، والمقاومة تصدَّت بالمضادات، فقط تجاوباً مع المطالب المصرية،

ولكن إدارة مصر للصراع الفلسطيني الصهيوني بهذه الطريقة يُكَبِل المقاومة ويضعفها ويجعلها رهينة صداقات مدير المخابرات المصرية الصهيونية.

بكل الأحوال وقع الرد على الصواريخ وتصدى المقاومون للرد،

أيضاً كانت حركَتَي حماس والجهاد الإسلاميتين قد حذرت من أن الأسير المعتقل هشام أبو هوَّاش قد دخَلَ في غيبوبة بعد ١٣٩ يوم من معركة الأمعاء الخاوية، وأن إستشهاده سيُكَلِف العدو ثمن لا مُحال، لكي يفهم هذا العدو المتغطرس أن أرواح الأسرىَ وحياتهم ليسَت رخيصة وأن مفارقتهم الحياة تحت الضغط الصهيوني يُعتَبَر إغتيال. وأن الرد سيكون حتمي على المدن والمستوطنات.

الفصائل المجاهدة أعلنت حالة الإستنفار القصوى في صفوفها وإتخذت كافة الإجراءآت اللازمة والضرورية وأبقَت يدها على الزناد خوفاً من تفاقم الأمور،

منذ مَتَىَ كانت تحسُبُ إسرائيل لمنطقة عربية حِساب؟

أليسَت المقاومة هيَ التي فرضت معادلة العين بالعين وتوازن الرعب الذي هَزَّ أركان الكيان بِرُمَّتِهِ؟

مصر التي تحاصر القطاع منذ عقدين، وتضغط على الفصائل بشكل مستمر وكبير، تحاول وبكل ثقلها قطع شريان الحياة عن القطاع إرضاءً للعدو الصهيوني، وهي المطرقة الأكبر فوق رأس الفلسطيني المقاوم العالق بينها وبين سندان إسرائيل.

حتى في كثير من الأحيان تتصرف القيادة المصرية مع القطاع وكأنه محافظة تابعه لها تملي عليهم ما بجب أن يفعلوه وإلَّا!...

بنهاية المطاف المقاومة في غزة لن تنصاع ولن تستسلم، وستبقى صامدة صاحية ويدها على الزناد، وسترُد على كافة الإعتداءآت الصهيونية مهما بلغَت التَكلُفة والتضحيات.

أخيراً وليسَ آخراً إسرائيل مُحرَجَة بين موقفين أحلاهما مُرّْ.

إن لَم تَرُد فهذه مُصيبة، وإن رَدَّت فالمُصيبَةُ أكبر،

لأن الرد سيكون فوري وصاعق، وبين هذا وذاك شواطئ القطاع تحت القنابل الإسرائيلية المضيئة،

وإن حصلَ إعتداء ستنقلب الصورة لتصبح تل أبيب وغلاف غزة مشتَعِلَين،

 

بيروت في....

            2/1/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك