سوريا - لبنان - فلسطين

سبب الأزمة في لبنان التدخل الخارجي وضغط الدولة العميقة

2566 2021-03-03

 

عدنان علامه ||

 

كادت الأمور أمس أن تفلت من عقالها بعدما وصل سعر صرف الدولار إلى عتبة ال 10.000 ليرة لبنانية. وهذا الإرتفاع الجنوني كان متوقعاً بعد تصعيد الرئيس الحريري من موقفه السياسي في ذكرى إستشهاد والده؛ حيث تراوح سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الموازية بتاريخ 15 شباط الماضي8850 و 8900 مقارنة مع سعره يوم السبت 13 شباط 8830 و8870.

إلى جانب التصعيد السياسي للرئيس سعد الحريري  هناك عدةَ عوامل ساهمت في رفع سعر الدولار :-

1- الطلب المتزايد للبنوك على الدولار في ظل عرض قليل جداً وصلدإلى درجة الشح في توافر العملة الخضراء وذلك بسبب تعليمات مصرف لبنان بضرورة تأمين سيولة بنسبة %20 من السوق المحلية بعدما رفضت المصارف إحضار الأموال التي هربتها إلى الخارج.

2- الضغوطات الخارجية في فرض الشروط لتأليف الحكومة إستجابة لأوامر البنك الدولي والدول المانحة.

3- تفرد البطرك الراعي بطرح  آراء خلافية مع  معظم المسيحيين قبل باقي مكونات المجتمع اللبناني ويحتوي طرحه على عدة مغالطات وتخدم التوجهات الخارجية لتخلق حالة من الفرقة الطائفية.

4- الأزمة السياسية الحادة في تأليف الحكومة ومحاولة تجاوز البروتكولات والأعراف التي تقضي بتمثيل الكتل الفائزة في الإنتخابات بحسب نسبة فوزها.

5- الدولة العميقة في لبنان هي السبب في كل المشاكل الرئيسية بسبب التدخل في كل صغيرة وكبيرة في الحياة السياسية اللبنانية فعلى سبيل المثال لا الحصر:-

 1-5 استدعاء القاضي محمد مازح  بعد منعه وسائل الإعلام اللبنانية من نشر تصريحات السفيرة الإمريكية  التحريضية المهددة للسلم  الأهلي في لبنان.

2-5 منع محاكمة المصارف اللبنانية لتمنعها من دفع مستحقات المودعين. وأصدر المدعي العام المالي إبراهيم قراراً بمصادرة كافة أموال المصارف المنقولة وغير المنقولة حفاظاً على حقوق المودعين. ولم تدم فرحة المودعين لحظات حتى جاء قرار التمييز مانعاً من تنفيذ الحكم.

3-5 منع تنفيذ قرار الدولار الطالبي في تحد.ٍ واضح لسلطة مجلس النواب.

4-5 المزاجية في إستدعاء تفجيرات المرفأ كإستدعاء رئيس حكومة تصريف الإعمال ربعض الوزراء وغيره علماً بأن المستندات تشير بوضوح لا لبس فيه حول من أمر بإفراغ الباخرةُ والظروف التي سمحت ببقاء المواد المتفجرة. والأهم هو من سمح بتخزين عشرات الأطنان من المفرقعات في نفس العنبر رقم 12 والتي كان إنفجارها هو السبب الرئيسي للكارثة التي أصابت كل اللبنانيين. فقد عمل إنفجار هذه المفرقعات كصواعق فجرت الأطنان المتبقية من نيترات الأمونيوم.

5-5 تغطية عدم تسليم هاتف المغدور لقمان سليم للمساهمة في كشف الحقائق لإبقاء الإتهام في دائرة ضيقة وإستغلالها.

6-5 عرقلة تقديم شكاوى ضد إعتداءات العدو الصهيوني شبه اليومية على سيادة لبنان. وآخرها مسؤولية تلويث المياه اللبنانية في الجنوب لمساحات شاسعة والتي تهدد الحياة البحرية والبيئية لعشرات السنين.

هذا غيض من فيض الدولة العميقة في لبنان والتي تتحمل كل ما يجري في لبنان لإرتباطاتها الخارجية.

ويبدو أن ذاكرة اللبنانيين أصبحت كذاكرة السمك. فقد كان التهديد الأمريكي بإفقار لبنان واضحاً وضوح الشمس على لسان  الكاذب بومبيو وشهادة فيلتمان الشهيرة :" لبنان أمام الفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل" حتى الإذعان للشروط الأمريكية.

هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فقد بشرتنا أواخر الشهر الماضي جريدة الاندبندنت البريطانية: "لبنان على حافة الانهيار الكبير".

فقد نشرت صحيفة بريطانية بتاريخ 27-02-2021 تقريراً بعنوان "إنفجرت بيروت قبل ستة أشهر، ولبنان الآن على حافة الانهيار" مشيرة إلى أن البلاد ذاهبة إلى الانهيار الشامل والتام.

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن "البلاد تتجه نحو الانهيار التام، بينما ترزح تحت وطأة أزمة ثلاثية الأطراف: في أعقاب الانفجار الذي ترك مساحات شاسعة من العاصمة تحت الأنقاض، وزيادة غير مسبوقة في حالات الإصابة بفيروس "كورونا" التي طغت على نظام الرعاية الصحية، وانهيار مالي دفع أكثر من نصف البلاد الّتي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة إلى ما دون خط الفقر".

 فقد جاء الإنهيار سريعاً جداً وفق قراءة الإندبنت. والمطلوب حالياً لإنقاذ لبنان:-

 1- تدوير الزوايا لتأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن.

2- وقف طرح المشاريع المشبوهة.

3-إصلاح القضاء والبدء بمحاكمات ملفات الفساد لإستراداد المال المنهوب والموهوب دون وجه حق.

4-إعادة النظر بصلاحيات حاكم لبنان المطلقة والإستثناىة التي حصل عليها بموجب القوانين المرعية الإجراء.

الوضع في لبنان خطير جداً ،فقد فشلت أمريكا في سرقة حراك 17 تشرين وإنكشف دورها الخبيث في تمويل سارقي الحراك بعشرات مليارات الدولارات؛ ولكن هذا لم يمنعها من اللعب على المكشوف مجدداً بلقمة الناس لتحقيق ما بدأته الإدارة الأمريكية وبشرتنا به كوندي في العام 2006 "بالفوضى الخلاقة“.

 

فالحذر من اللعب بالنار والنفخ بها

 

وإن غداً لناظره قريب

 

03/03/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك