سوريا - لبنان - فلسطين

أجتماع أمني أوروبي بمشاركة إقليمية ولبنانية: إنذار مبكر لمواجهة «الجهاديين» الغربيين


وسيم ابراهيم

لم تعد المشاورات واللقاءات الجانبية كافية لتطويق ظاهرة «المقاتلين الأجانب» في سوريا، لذلك عقدت دائرة مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي الاجتماع الأول من نوعه لضباط أمن أوروبيين، مع نظرائهم في لبنان والأردن والعراق وتركيا، بالإضافة إلى العديد من الدول المعنية بالقضية بما فيها دول المغرب العربي.

ونظراً للطبيعة الأمنية لهذا الاجتماع، لم يعلن الأوروبيون عن انعقاده وتحفظوا على ذكر أي تفاصيل حول القضايا التي ناقشها. لكن مصدراً في دائرة مكافحة الارهاب الأوروبية أكد لـ«السفير» حصوله، موضحاً أن لقاء «الخبراء الأمنيين» يشكل الخطوة الأولى لانشاء منصة تعاون دائمة مع الدول المعنية بظاهرة «الجهاديين» الأجانب. وشارك في الاجتماع ثلاثة ضباط لبنانيين من مختلف الأجهزة الأمنية.

وبحسب ما قاله مسؤول ديبلوماسي رفيع المستوى لـ«السفير» فإن الاجتماع، ولكونه الأول، ساده استكشاف عام لطرق التنسيق الامني، التي يسعى إليها الاوروبيون، في محاولة لتطويق هذا التهديد. ونظراً للاحتكاك اللصيق لأجهزة أمن دول الجوار السوري بهذه الظاهرة، يأمل الاوروبيون الاستفادة من خبرة هذه الدول في مجال تحديد ورصد «الجهاديين» المحتملين قبل سفرهم، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق نوع من «نظام الانذار المبكر» لملاحقة الشبان الغربيين المشبوهين، حالما تصدر الأجهزة الغربية مذكرات باختفائهم. هذا النوع من «الانذار» يختبره الاوروبيون الآن في تعاونهم الأمني مع تركيا، خصوصاً أن فوضى الحدود جعلتها البوابة الأولى لمريدي القتال.

المخاوف من «التهديد» المعلن في الغرب من عودة «الجهاديين» تكبر مثل كرة ثلج. في البداية ظهرت علامات قلق وتململ، قبل أن يعلن الاوروبيون أن القضية تشكل «تهديداً رئيسياً» لأمن الدول الاوروبية. في هذه الأثناء كانت التقديرات تتفاوت، وآخرها الإعلان أن أعداد «الجهاديين» الاوروبيين تجاوزت ألفي مقاتل.

وفي سياق تنامي هذه المخاوف جاء اجتماع الخبراء الأمنيين في بروكسل، وترأسه المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دي كيرشوف، وكان يحضّر له منذ بضعة أشهر. وقال المصدر في دائرة كيرشوف إن الاجتماع هو مجرد بداية، موضحاً أنه «سنحاول استثمار كل مجالات التعاون مع هذه الدول، وسنقوم بمواصلة العمل على عقد اجتماعات رفيعة المستوى».

وقد ظهرت الجهود الأوروبية، لمواجهة تحدي «الجهاديين» العائدين، للعلن منذ حزيران العام 2013. وقتها قدم دي كيرشوف أول تقرير بمقترحاته لوزراء الداخلية الاوروبيين. تلا ذلك قيام المفوضية الاوروبية، الشهر الماضي، بإصدار حزمة توصيات كي تعتمدها الدول الأوروبية كنهج يعالج مجمل مستويات الظاهرة. ومن بين أبرز التوصيات كان تعزيز التعاون مع دول «الطرف الثالث»، أي الدول التي يعبر من خلالها «الجهاديون».

المطلعون على الحراك الاوروبي في مجال مكافحة الارهاب يؤكدون حصول العديد من الاتصالات غير المعلنة. وفي هذا السياق، التقى أحد القادة الأمنيين اللبنانيين مع مسؤولين أمنيين أوروبيين في بروكسل في تشرين الأول الماضي، وكان التنسيق حول ظاهرة «الجهاديين الغربيين» أحد االمواضيع التي ناقشوها. وغير ذلك، ثمة لقاءات تأتي على مستوى أقل في إطار التنسيق المعتاد بين الأجهزة الأمنية.

وقريباً تنضم هذه القضية إلى نادي الصالات الكبرى وكلماتها الرسمية. وستملأ ظاهرة «المقاتلين الاجانب» مقاعد مؤتمر دولي في مدينة لاهاي الهولندية، سيعقد نهاية الشهر الحالي بمشاركة دولية واسعة. ومع هذا التدرّج في شكل الاهتمام الدولي، تقترب سوريا من الانضمام الرسمي إلى الدول «المصدرة للارهاب».

وشهد هذا الشهر تحولاً لافتاً في خطاب الولايات المتحدة تجاه هذه القضية. جاء ذلك مع تحذيرات غير مسبوقة أطلقها مدير وكالة الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، حين تحدث عن مؤشرات على وجود «مجمعات» في الاراضي السورية «لتدريب الاشخاص على العودة إلى بلادهم وارتكاب أعمال ارهابية». وبحسب كلابر، فإن المسؤول عن هذا النشاط المستجد هو «جبهة النصرة»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وكانت التحذيرات قبل ذلك تشير فقط إلى سيناريو «احتمالات» لمخاطر عودة «الجهاديين»، ولم يجر الحديث عن أي مخططات جارية لاعادة مقاتلي الغرب إلى دولهم لكن بهيئة «ارهابيين».

هذا التحول تبعته تحذيرات مشابهة، فبعد إفادة كلابر جاء كلام جيه جونسون، وزير الأمن الداخلي الاميركي، الذي اعتبر أن التهديد الذي تمثله عودة «الجهاديين» جعل الحرب السورية «قضية تمس الأمن الداخلي الأميركي».

وآخر شيء يمكن الحديث عنه في سوريا الآن هو الحصيلة الدقيقة، ويشمل ذلك «الجهاديين» الاجانب. لكن الاستخبارات الاميركية قدرت أخيراً عددهم بحوالى 7500 مقاتل، ينتمون إلى 50 جنسية.

11/5/140212

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك