حسين مرتضى
حسم الجيش السوري معركة جبل الاربعين في ريف ادلب شمال غرب سوريا، والتي تعتبر المعركة الإستراتيجية الثانية بعد معركة اوتوستراد ادلب اللاذقية، بعد تطهير محيط الاوتوستراد، الذي شكّل لأشهر مضت مركز ثقل للمجموعات المسلحة. وقد أشارت المعطيات الأولية إلى أن "الجيش السوري تقدم بخطى سريعة وثابتة باتجاه مواقع المجموعات المسلحة المتمركزين في جبل الاربعين، ما مكنه من قضمها تباعاً خلال أسابيع قليلة".
ويعتبر جبل الاربعين من أهم المواقع الاستراتيجية في ريف ادلب، حيث يتجمع فيه اغلب المسلحين الفارين من المحافظات السورية، ويعتبر اعلى نقطة في ادلب، ويطل على عدة محافظات بالإضافة الى الحدود التركية، فالمسيطر على جبل الأربعين يستطيع ان يقلص مساحة الحركة للمسلحين في اهم معاقلهم في جبل الزاوية، كونه يشرف على جميع البلدات والقرى فيه، ومن جهة اخرى يرصد الحدود التركية، وشرقاً معرة النعمان وريفها، بالاضافة إلى اطلالته على قرى ريف حلب الغربي من جهة وعلى الجبال المحيطة بريف اللاذقية ايضاً.
الطبيعة الصخرية القاسية لجبل الاربعين، منحت المجموعات المسلحة تضريساً جغرافياً مساعداً للاحتماء والاختباء من استهداف الجيش السوري، ما جعل المعارك تتسم بالصعوبة في معظم مراحلها ولعدة أسباب، كان اهمها أن تضاريس المنطقة، حيدت عمل المدرعات ما جعل المعركة تعتمد على جهد القوات الخاصة ذات التدريب العال، لاقتحام الجبل وقراه وجروده.
وقد حول المسلحون الكثير من المرافق السياحية في جبل الاربعين، إلى مواقع عسكرية ومقار لهم، وركزوا قناصيهم على كل التلال المشرفة على عدة محاور، مستفيدين من الجروف الصخرية، وسهولة الاختباء. وفي الوقت نفسه، كانت قيادة العملية في الجيش السوري، تدرس عدة خطط عسكرية لاقتحام المكان.
أما الهدف الاهم، السيطرة على مطعم القمة الذي يمثل اعلى نقطة في جبل الاربعين، ما يعني ان الجيش السوري يفصل المناطق في جبل الاربعين عن بعضها، بالاضافة الى قطع طرق الامداد على المسلحين من المناطق الاخرى، وخصوصاً جبل الزواية، كون نقطة مطعم القمة، تشرف على جميع تلك الجغرافيا.
وخلال هذه المعركة، كان الاعتماد على وحدات مدربة على حرب الجبال والاحراش، في الوصول إلى مطعم القمة وقصر بعاج، حيث استطاعت تكبيد المسلحين خسائر جسيمة، وبدأت برصد ارتال السيارات التي كانت تقل المسلحين الهاربين من تلك المنطقة، وتستهدفها، ما ادى الى اعطاب الكثير من السيارات بالذات التي تحمل رشاشات ثقيلة، والعديد من منصات اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ومنعت المسلحين من الانتقال إلى مناطق مجاورة كجبل الزاوية او ريف حلب. ليقتحم بعدها الجيش السوري العديد من مقار المسلحين وكان أهمها، مقرات مايسمى بـ"لواء درع الجبل – لواء صقور الشام – لواء احرار الثورة – لواء سيوف الحق – لواء انصار الشريعة – تجمع الوية شهداء سورية – لواء العباس – كتيبة فرسان القدس – كتيبة احباب الله – كتيبة ثوار اريحا – كتيبة مرعيان – كتيبة ادلين – كتيبة عمر الفاروق – كتيبة انصار الحق – كتيبة مغاوير اريحا".
وبذلك، يبقى الجيش السوري بعد مرور اكثر من سنتين على الحرب صاحب المبادرة، في ملاحقة المسلحين على امتداد محافظة ادلب وريفها، كما هو الحال في اغلب المناطق، التي تشهد توتراً، رغم شراسة الحرب المفروضة على سورية، وامتدادها الجغرافي الشاسع
15/5/13916
https://telegram.me/buratha
