الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميسر: قال الله عز وجل عن زمهريرا "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ زمهريرا اسم، الزمهرير: البرد الشديد، أو شدة البرد. زمهريرا: بَرْدًا شديدا أو قَمَرًا. فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم، وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم، وبهجة وفرحًا في قلوبهم، وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا، ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم، متكئين فيها على الأسرَّة المزينة بفاخر الثياب والستور، لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد، وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم، وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ "فيها شمسا ولا زمهريرا" لا حرا ولا بردا وقيل الزمهرير القمر فهي مضيئة من غير شمس ولا قمر.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ عن أبي مسلم "لا يرون فيها" أي في تلك الجنة "شمسا" يتأذون بحرها "ولا زمهريرا" يتأذون ببرده. جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ والشمس كناية عن الحر، والزمهرير البرد، والمعنى واضح.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ والزمهرير البرد الشديد، والمعنى حال كونهم متكئين في الجنة على الأرائك لا يرون فيها شمسا حتى يتأذوا بحرها ولا زمهريرا حتى يتأذوا ببرده. وقال في روح المعاني: ومن اللطائف على القول بنزول السورة فيهم يعني في أهل البيت إنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول، انتهى.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه "مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا" ﴿الانسان 13﴾ ويشير ذيل الآية إلى الإعتدال الكامل في الجنان، ولا يعني هذا انعدام الشمس والقمر في الجنان، بل بسبب ظلال أشجار الجنان لا تكون أشعة الشمس مؤذية. (زمهرير): من مادة (زمهر) وهو البرد الشديد، أو شدّة الغضب أو احمرار العين من أثر الغضب، والمراد هنا هو المعنى الأول، وورد في الحديث: أنّ في جهنّم نقطة تتلاشى فيها الأعضاء من شدّة البرد. نقل المفسر المشهور الآلوسي في روح المعاني في حديث عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (بينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا ضوءاً كضوء الشمس، وقد أشرقت الجنان به فيقول أهل الجنّة يا رضوان ما هذا؟ وقد قال ربّنا لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، فيقول لهم رضوان: ليس هذا بشمس، ولا قمر، ولكن علي وفاطمة ضحكا، وأشرقت الجنان من ثغريهما).
https://telegram.me/buratha
