الحصول على معالي الأخلاق غالبا يدفع النفس الأمارة إلى الفخر المذموم، الفخر: هو ادعاء العظمة والشرف والتباهي امام الناس بالمناقب والخصال والمزايا التي يملكها الانسان والترفع والتعالي عليهم خصوصا اذا حصل على فرص وصفات يتباهى بها.. قال رسول الله{ص} لعلي (ع)" يا علي افة الحسب الافتخار."
ما الفرق بين الحسب والنسب ..؟ الحسب هو الكرم ، والشرف الثابت فى الآباء هو شرف الفعل والقول والثبات وكل ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه فهو فعل جميل لآبائه . وقال الجوهرى : " يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله" . وقال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان فى الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف بهذا المضمون، أما الشرف والمجد فلا يكونان إلاّ بالآباء . فلا يقال لمن لم يكن أبوه شريفاً : شريف ولا ماجد ، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب ، والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل .لذلك حين ينسب الانسان الى رجل يجب ان يكون ابوه شريفا فيكون إلحاق الفروع كذلك ينسب الانسان الى قبيلة شريفة فيقال هاشمى :قال تعالى: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) " قال الامام علي{ع}. كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً /////// يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
التفاخر بالحسب والنسب ليس له مكان في الاسلام بل ينسب الشرف الى التقوى والعمل الصالح. يقول تعالى: { وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)البشريّة على اختلافها وتنوّع مجتمعاتها ،إنما هو سنّة من سنن الحياة ، وتقديرٌ من الحكيم الخبير ، ليجعل من ذلك التنوّع سبيلاً إلى تآلف الشعوب وتعارفها ، وجعل بينهم قبول العمل هو الشرف والتقوى. اليوم نرى التفاخر بالعمل والانجازات بنفس الوقت يحتقر انجاز الآخرين .واحيانا يفاخر الانسان بعلمه وماله وجاهه ومكانته ومنصبه الخ.قال تعالى:(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ}(20الحديد) عن الإمام علي (ع):من صنع شيئاً للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسودا .
أحيانا يقوم الشخص بعمل طيب وخير ولكنه لا يقوم به بهدف التقرب من الله وخدمة الناس وقضاء حوائجهم وانما من اجل المفاخرة والتباهي وليس هناك من يفعل الخير مثله. .فهذا يحشره الله اسودا. وعنه{ع}: ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة، وآخره جيفة، لا يرزق نفسه، ولا يدفع حتفه.وفي رواية أخرى عنه :ما لابن آدم والفخر، إنما أوله نطفة مَذِرَة،(اي بيضة فاسدة) وآخره جيفة قذِرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العذِرة .اين الناس من هذا.الفخر؟ روت بعض صحاح إخواننا أحاديث لواء الحمد ، وهو لواء رئاسة المحشر ، الذي يعطيه الله لرسوله يوم القيامة .ثم يسلمه رسول الله بأمر الله لحامله علي بن ابي طالب{ع}. وقد روت صحاح المذاهب الاسلامية عن رئاسة المحشر ولواء الحمد ؟وهو الساقي على الحوض, وهو صاحب الختم لمن يمر على السراط ليدخل الجنة..
اعترض البخاري على هذا الحديث لمنزلة محمد وعلي{ع}فلم يرو أن النبي سيد ولد آدم يوم الحشر ، ولا يعطى لواء الحمد ، ومقام الشفاعة لإبراهيم واسحاق أنبياء اليهود ،وأبقي المحشر بلا رئيس ولا لواء ! ولعل أمر المحشر عنده يحتاج الى سقيفة قرشية اخرى لاختيار رئيس ..أما مسلم روى في صحيحه قال قال رسول الله {ص}أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع . رزقتا الله شفاعة محمد وال محمد الطيبين الطاهرين .
https://telegram.me/buratha