الصفحة الإسلامية

🏴 الانتظار المهدوي في زمن الامام الحسن المجتبى عليه السلام


- تم سابقا ذكر رواية وأُشير فيها الى حديث الامام الصادق ص فيما يتعلق بما ادخره الله سبحانه وتعالى في مسارات التاريخ من امكانيات لنهوض قائم ال محمد ص ، وكان قد ذكر ص بان الله اعطى مجالاً لقيام قائمهم ص في عدة تواريخ ولكن عدم الاستعداد ادى الى ان يذهب الامر الى ماشاء الله ، وذكر من جملة هذه التواريخ حدث الامام الحسين ع حينما اشار الى سنة ٦٠ هجرية ثم ذكر فيما يتعلق بزمانه ص حينما اشار الى سنة ١٥٠ هجرية. 

 

- هذه الرواية تجعلنا نتسائل اذا كانت غيبة الامام المهدي عج تطلبت مئات السنين من الاعداد والتربية والانتظار كيف يمكن لنا ان نجد هذا الانتظار والاستعداد لو ان الامر قد تم في ثورة الامام الحسين ص ، بمعنى ان غيبة الامام الكبرى والصغرى بما حوته من قرون من الانتظار ومن البلاء والاستعداد كل ذلك من اجل ان تكتمل العدة الموصوفة كقادة والعدة الكبيرة كمنقادين لكي يتحقق امر اقامة الحق والقضاء على الباطل ومثل هذا الانتظار احتاج كل هذا الزمن ، ياترى فيما تحدث عن ان قائمهم ص كان بالامكان ان يكون الامام الحسين ص ، هل ان الامام كان بحاجة الى تهيئة وانتظار او لم يكن ؟ عند ذلك لاشك ان عملية الانتظار والاستعداد ستكون  مستوفاة في عهد الامام الحسن ص ، هذا يعطينا مجال لدراسة تجربة الامام الحسن ع في تهيئة النصرة للامام الحسين ع بعنوانه منتظراً ومستعداً وبعنوانه يعمل على تاهيل المجتمع للنهوض بمهمة القائم منهم ص . 

 

- نفس الامر بعد استشهاد الامام الحسين ع عمل الامام زين العابدين ع والامام الباقر ع وردح من زمن الامام الصادق ع بمعية اصحابهم انما يمثل دورة انتظار واستعداد وتأهيل لما قد يكون في التجربة المهدوية الثالثة من نجاح في هذا الصدد ولكن كان التعليل دوماً ان المجتمع لم يتاهل ولم تبلغ الظروف التي عاشوها ان يبلغوا ايجاد الشروط الموضوعية لقيام دولة الحق الالهية ، واليوم نحن نعيش تشابه كبير جدا مع تلك المجتمعات فالادعاء بالنصرة ليس جديد علينا اليوم حديث الملايين على انهم ينصرون وسبق لمثل هذا الكم وبالتناسب مع اعداد ذلك الزمن كان هذا الكم موجود في مجتمع الكوفة وفي غيره وهو يتحدث بالرغبة بالانتصار ولكن في كل الاحوال لم تصل التجربة الى تحقيق النجاح. 

 

- الشيء الملموس في مجتمع الامام الحسن ع هو الاتجاه العام للمجتمع الذي لا يتعامل مع القضايا الكبرى تعامل بالمستوى المطلوب إما لنفاق او مهادنة او خوف او خداع يقعون فيه مما ادى الى تحلل وتفكك جيش الامام الحسن ع بالتدريج ، من بين هؤلاء نجد ظاهرة عبيد الله بن العباس هذا الرجل الذي كان قائداً لجيش الامام الحسن ع وهذه القضية في غاية الاهمية لوجود كثير من اخواننا الاعزاء يقدسون الشخصيات بناءاً على معطيات اليوم بينما معطيات الفتنة و المعركة قد تتغير تماماً فالرجل كان قائدا ً في جيش امير المؤمنين وقائدا في جيش الامام الحسن وقرابته من الامام من ابناء العم وبلغ به الثار من الامويين فقد قتلوا له ولدين وقتلوا الثالث في بطن امه بعد ان بقروا بطنها ولكنه ذهب الى معسكر معاوية وارتمى على ما قدم اليه من ثمن الدنيا وتخلى عن الامام الحسن ص ، لذلك التحذير بان لانربط بين احداث اليوم ونقول بالضرورة انها ستكون هي احداث الغد.

- في قضية صلح الامام الحسن ع مع معاوية فان تقدير المصالح يحتاج الى وعي كبير يجب ان يؤمنه المنتظِر حتى يستطيع رؤية الهدف في ساعة البلاء ولا يضيع هذا الهدف ، فمن لا يقدر المصالح ويفقد البوصلة لا يستغرب منه قول يا مذل المؤمنين والذي ليس له وعي يقع في هذه المشكلة ، لذلك هنا واحدة من الامور التي يجب ان ناخذها من عهد الامام الحسن ع هو اننا بامس الحاجة الى زيادة حصافتنا وكياستنا وبصيرتنا في تحليل وتقدير المصالح التي ترتبط بهدف الامام ص.

 

- من جانب اخر ان ما رايناه من حركة الامام الحسن ع وتعمده لجملة من القضايا في موقفه بان لا يهرق ملئ محجمة دم في عهده وهو الذي يعرف ان اصحاب الامام الحسين ع سيطلقون سيلاً من دماء بني امية ، لماذا طلب ان لا يراق غضباً له اي دم ؟ 

لان الظرف يومذاك لم يكن مهيء لنهوض القائمين بمسؤولية الدم لذلك لم يكن مستعجلاً رغم فداحة الموقف فيوم تشييع الامام الحسن ع لم يكن سهلاً على بني هاشم و الامام الحسين و ابي الفضل ص ، ولو حدث قتال حينها لقيل بان القتال كان بسبب جنازة ومكان دفنها لذلك كان الخيار الذي وضعه الامام الحسن ع بغية فضح المواقف وكشف العورات واماطة اللثام عما حاول القوم ان يخبئوه بدعواهم انهم كانوا يودون ذوي القربى. 

 

- خلاصة القول ان دور الامام الحسن ص وزمنه كان زمن تمهيد واستعداد وانتظار وحري بنا ان ننظر اليه من خلال هذه الزاوية تحديداً وللاسف الشديد لم يشار في الدراسات التي كتبت عن الائمة ص الى هذا الدور بانهم يهيئون الى الدور المهدوي للامام الذي سيليهم وواضح ان الائمة ص كانوا يحدثون عن انفسهم انهم كلهم قائمون بامر الله لكن المجتمع هو الذي منعهم وهذا المجتمع ينقسم الى ثلاثة اقسام فقسم مبغض وقسم على الحياد والقسم الاخر الذي قصّر ايضا هو المحب والموالي حينما لا ينهض بمسؤوليته انما يدخل في دائرة اعاقة حركة الامام ص وصولاً الى ان لا يتاح للامام ص في ان يقيم امر الله وتعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك