الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الحج (ح 62)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في موقع مؤوسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم قدس سره للباحث حسين سيد نور الاعرجي: تحرير إرادة الأمة، ولتحقيق هذا الشرط يجب توفر عدة عناصر رئيسة تعبر عن هذه الإرادة الحرة الكاملة في الأمة: العنصر الأول: تحرر إرادة الأمة من الهيمنة الأجنبية، والتسلط الخارجي الاستكباري، ولا يتم الانتخاب تحت هذه الهيمنة والتسلط، ففي مثل هذه الحالة لا يمكن للأمة أن تعبر عن إرادتها بصورة طبيعية، بل يكون التوجيه للرأي والاختيار من قبل القوى الأجنبية. العنصر الثاني: التحرر من الطغيان، والاستبداد الداخلي، الذي يمكن أن يتمثل بالصور التالية: 1. سيطرة الفرد الواحد الفردية أو المونوقراطية على مقدرات الأمور والسلطة وتوجيهها، كما هو الحال في الانتخابات المزيفة التي أجراها النظام ألصدامي لانتخاب رئيس الجمهورية في العراق، وكانت النتائج قريبة من نسبة 100%، ولكنها مع ذلك كله لا يمكن أن تعبر عن الحرية والإرادة الحقيقية للأمة. 2. سيطرة الحزب الواحد وقوى الأمن الداخلي التابعة له، كما هو الحال في الانتخابات التي كانت تجري في الكثير من الدول الاشتراكية سابقاً وفي بلدان العالم الثالث. 3. سيطرة الفئة العسكرية (التيموقراطية) كطبقة متحكمة، أو طبقة الإشراف والنبلاء أو العشيرة الواحدة، أو الطائفة الواحدة، وغير ذلك من النماذج التي نشاهدها في مختلف بلاد العالم الثالث، مثل: تركيا، والجزائر، ولبنان سابقاً، والدول القديمة في فرنسا، ودولة الأمويين والعباسيين وغيرها من الأمثلة. إن هذه الفرضيات حقيقة تفقد الأمة إرادتها وقدرتها على الاختيار، ولا معنى للحرية في ظلها وإطارها. العنصر الثالث: تحرر إرادة الأمة من سيطرة الشهوات والميول والأهواء، والتحول إلى مجتمع التوحيد والتقوى، مجتمع الإيمان بالله، والعلاقات الإنسانية الحقيقية والالتزام بصورة عامة بمنهج الحق والعدل قال تعالى: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (الحج 41).

عن موقع شبكة فجر الثقافية عن تحرير القرآن للعقول للسيد محمد باقر الحكيم: الدعوة إلى التأمّل في أسرار الكون: وقد حثّ القرآن الكريم، بصورة خاصّة، على التفكير في الكون، والتأمّل في أسراره، واكتشاف آيات الله المنتشرة فيه، ووَجَّه الإنسانَ هذه الوجهة الصالحة بدلاً من التشاغل بخرافات الماضين وأساطيرهم: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج 46). أعطى القرآن مفهوم مواكبة الإيمان للعلم، وأنّ العقيدة بالله تتماشى مع العلم على خطٍّ واحد، وأنّ اكتشاف الأسباب والقوانين في هذا الكون يعزّز هذه العقيدة؛ حيث إنّه يكشف عن عظيم حكمة الصانع وتدبيره. وعلى أساس هذا الموقف القرآني، وما رفضه من التقليد، وما شجّع عليه من التفكير والتدبّر، كانت الأمّة التي صنعها الكتاب الكريم مصدرَ العلم والثقافة في العالم، بدلاً من خرافات البوم والغيلان، حتّى اعترف المؤرّخون الأوروبيّون بهذه الحقيقة أيضاً، فقال المؤرّخ الهولندي رينهارت دوزي: (إنّ النبيّ جمع قبائل العرب أمّة واحدة رفعتْ أعلام التمدّن في أقطار الأرض، وكانوا في القرون المتوسّطة مختصّين بالعلوم، من بين سائر الأمم، وانقشعتْ بسببهم سحائبُ البربريّة التي امتدّت إلى أوروبا).

جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: أهمية تأكيد دور إبراهيم عليه السلام: فالنبي إبراهيم عليه السلام كان يمثل لدى القاعدة المشركين، واليهود، والنصارى أبا لجميع الأنبياء ويحظى باحترام الجميع. وتأكيد ارتباط الاسلام وشعائره به له أهمية خاصة في اعطاء الرسالة الاسلامية جذرا تأريخيا ممتدا إلى ما هو أبعد من الديانتين اليهودية والنصرانية، ويعطي فكرة التوحيد التي طرحها القرآن على المشركين أصلا وانتماء يعيشه هؤلاء المشركون في تأريخهم: "وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ" (الحج 78). ويتجلي هذا الربط التأريخي بشكل أوضح بحيث يصبح إبراهيم عليه السلام هو المبشر بالنبي العربي الأمي، وتكون بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وآله استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام. إضافة إلى أنه يعطي الرسالة الاسلامية شيئا من الاستقلال عن اليهودية والنصرانية، ومن ثم عدم الشعور بالتبعية لعلماء اليهود والنصارى. ومن هنا يأتي تأكيد قصة إبراهيم في بناء الكعبة التي جاءت في عدة موارد من القرآن الكريم، وندائه بالحج، وذلك للموقع الخاص الذي كانت تحتله الكعبة بين العرب عامة، وللقرار الذي كان القرآن قد اتخذه بجعل الكعبة قبلة للمسلمين، تأكيدا لاستقلالية الرسالة في كل معالمها لان صرف الانظار عن الأرض المقدسة وبيت المقدس الذي كان يحظى بالقدسية الخاصة وما زال بسبب نشوء الديانات المختلفة فيه، ووجود إبراهيم وأنبياء بني إسرائيل كلهم في هذه الأرض يحتاج إلى اعطاء هذه الأهمية للبيت والكعبة المشرفة وهذا الانتساب الأصيل إلى إبراهيم عليه السلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك