بمناسبة قرب شهر محرم الحرام
نحن مكلفون باظهار الحزن على ابي عبد الله بابي وامي وافضلنا من مارس الجزع على الحسين ع ولا حدود لهذا الجزع الا فيما حرم الله لقوله صلوات الله عليه ان الجزع كل الجزع مكروه في الاسلام الا الجزع على جدي الحسين ع وبطبيعة الحال للمنتظر مسؤولية اكبر من غيره وعليه واجبات اكثر ويكفيه ان ينتبه ان الامام صلوات الله عليه يغشى مجالس الحسين ع ويحضر كل ما يقام على الحسين تخليدا لذكره وابداء للحزن عليه وهو لا يستثني في الحضور مجلسا صغيرا او كبيرا ولا فعالية صغيرة ولا كبيرة ومثله صلوات الله عليه تحضر بقية الانوار المطهرة وكلما كان المجلس فيه معالم الاخلاص كلما حظي بمنزلة اكبر والطاف اكثر، ولذلك على المنتظر حسن الوقار والتادب باداب الحزن واعرافه وليعمل عملا من شانه ان لا ينشغل المجلس الحسيني الى مجلس تفكه واعني بذلك قبل وبعد انتهاء مراسم العزاء بل ليبقى يذكر بالامام الثائر للحسين ع وليعلم جيدا ويعلم غيره ان الشعائر مطلوبة لغرض الاستعداد والتاهب للنصرة وقد بات اوان ذلك قريبا فالثائر راياته مشرعة ولا زال ينادي الا من ناصر ينصرنا.
واعلموا ان اعداء الشعائر في هذه السنة سيكثفون من عداوتهم لها وسيتفنون في عرض سبل الوعي المزيف الذي يرمي لقطع عاطفة الولاء ومشاعر الاحزان على ابي عبد الله ع او للتقليل منها ومنع انتشارها تارة باسم الحفاظ على المذهب واخرى باسم الوعي الحضاري وثالثة تحت اسم الاعمال النافعة اكثر من الشعائر ورابعة وخامسة وتيقنوا ان جهد هؤلاء الى هباء ولا يغرنكم ولتكن حميتكم الحسينية وغيرتكم على الشعائر حمية المتدين الذي يرجع الناس لطلب التكليف من مرجعهم لو عرتهم شبهة او اكتنفهم الريب ولا تهتموا كثيرا لتهاويل هؤلاء.
ولئن حدثنا ان امامنا صلوات الله عليه يركض في عزاء طويريج نادبا وباكيا وصارخا فاعلموا اذن كيف يكون الجزع فهو يطالب بدموع تقرح المآقي وصرخات تستجلب الغافلين وبكاء يحرك القلوب الجامدة وتذكروا دعاء الامام الصادق للمتقلبين على قبر ابي عبد الله ع لذلك احجزوا لانفسكم مكانا في هؤلاء وتزاحموا على خدمة المعزين فانتم اصحاب العزاء وحذاري من الحاق اي اذى باي واحد من هؤلاء حتى لو اخرجته مشاعره عن الحد السلوكي المطلوب بل عليكم ان تختبروا انفسكم اذا كانت خافضة الجناح للمؤمنين او انها لا زالت متمردة ومتكبرة.
ونصيحتي لكل الاخوة والاخوات ان يجربوا حظهم في اقامة المجلس الحسيني في بيوتهم من دون التاثير على المجالس العامة ولو من بعد العاشر فكل المحرم وصفر هو موسم الاحزان اذ ما احلى بيوتكم وانتم تتقنون ان الزهراء بابي وامي والحوراء عليهاىالسلام تحضران نادبات باكيات تنتظران من يسعدهما بالمواساة ومن يقف معهما في التسلية
ايها الاحبة موسم الاحزان فرصة عظيمة لكي نبيض وجوهنا امام ائمتنا ونطهر قلوبنا في مجالسهم صلوات الله عليهم فلا تستنزفوا ذلك فيما لا ينفع ولا تحرموا انفسكم من التزود من معين الجنان والخلد .
الشيخ جلال الدين الصغير
https://telegram.me/buratha