الصفحة الإسلامية

لماذا أوصى الإمام الصادق(ع) للمنصور كواحدٍ من خمسة بالإمامة؟

3613 2015-08-15

مرّت على إمامنا الصادق (عليه السلام) كباقي أئمّة أهل البيت (سلام الله عليهم) منعطفاتٌ ووقفاتٌ عديدة منذ ولادته وحتى استشهاده (عليه السلام) على يد المنصور الدوانيقي، وكانت هذه الوقفات كصبابة الماء من سيرة مولانا ومؤسّس مذهبنا محقّق الحقائق الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه الصلاة والسلام). ومن تلك المواقف هو ما أوصى به (سلام الله عليه) قبيل شهادته، فقد روى الشيخ الكليني والطوسي وابن شهر آشوب (واللفظ للكليني) عن أبي أيوب النّحوي أنّه قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فأتيته فدخلت عليه وهو جالسٌ على كرسيّ وبين يديه شمعةٌ وفي يده كتاب، قال: فلمّا سلّمت عليه رمى بالكتاب إليّ وهو يبكي. فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يُخبرنا أنّ جعفر بن محمد قد مات، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون –ثلاثاً-، وأين مثل جعفر؟ ثم قال لي: اكتب، قال: فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: أكتب إنْ كان أوصى إلى رجلٍ واحدٍ بعينه فقدّمه واضرب عنقه. قال: فرجع إليه الجواب أنّه قد أوصى إلى خمسةٍ وأحدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان الإمام (عليه السلام) يعلم بعلم الإمامة أنّ المنصور سيقتل وصيّه، فأشرك هؤلاء النفر ظاهراً، فكتب اسم المنصور أوّلاً، لكنّ الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هو الذي كان مخصوصاً بالوصية دونهم، وكان أهل العلم يعرفون ذلك كما مضى في رواية أبي حمزة الثمالي، … فقد روي: ولمّا سمع ذلك علماء الشيعة مثل أبي حمزة الثمالي, قال ما معناه: أمّا الأوّلان فكانا للتقية, والأفطح كان ناقصاً إذ كان أفطحاً, والإمام لا يكون ناقصاً، وهو مع ذلك كان جاهلاً بأحكام الشريعة, والمرأة ليست بإمام, فتعيّنت الإمامة بموسى الكاظم, وهو معنى كلام أبي حمزة عندما سمع خبر الوصية: الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى وبيّن لنا عيوب الكبير, ودلّنا على الصغير, وأخفى عن أمر عظيم. ومن الجدير بالذكر أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) استُشهِدَ في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة (148) للهجرة على أشهر الروايات بالعنب المسموم الذي أطعمه إيّاه المنصور، وكان عمره الشريف حين استشهاده خمساً وستين سنة، ودُفِنَ في البقيع عند أبيه وجدّه، وروى الشيخُ الكلينيّ عن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) أنّه قال: أنا كفّنت أبي في ثوبين شطويّين (مصريّين) كان يُحرم بهما، وفي قميصٍ من قمصه، وفي عمامةٍ كانت لعلي بن الحسين(عليه السلام) وفي بردٍ اشتراه بأربعين ديناراً.

(العتبة العباسية المطهرة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندس نوفل الجزائري
2015-08-15
رأيت تناقض بالمقالة في وصيته عليه السلام تقولون يعلم بعلم الأمامة وفي شهادته : قلتم استشهد بالعنب المسموم فأذا يعلم بعلم الأمامة .. فقد علم أن العنب مسموم وهذا انتحار وخوف وحاشاه عليه السلام واذا كان لا يعلم ... فأين علم الأمامة الرجاء توخي الدقة في نقل المعلومات التأريخية فتأريخنا بحاجة الى دراسة أرجو أن يُهم كلامي بالخطأ... قصدي تحرّي الدقة بالروايات وعرضها على العقل والمنطق والتمحيص
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك